لم أَهْدِمِ البُرْجَيْنْ
ولا أَصَبْتُ واحداً من رَبْعِكُمْ
حتّى ولو بالعَيْن..
وكُنتُ مُعْجَباً وما أزالُ
بالتَّعدديةِ العِرْقِيّةِ، الدينيةِ القومية
الفكريّةْ..
لأنّها هي التي قَد جعلت بلادَكُمْ
على مدى قرنَيْن،
الدولةَ العظيمةَ القويّةَ الغنيّةْ..
وكنتُ كلَّما قرأتُ عن «مدِينةِ نيويورك»..
أَنْحني.. وأرفع اليدين بالتحيّة..
لِنُصُبِ الحُريَّةْ!!
لكنّني أسألُ يا فخامةَ الرئيسِ،
ما الذي فعلت.. كي أكون دائِماً..
أنا الضحيّة؟!
«أدولف».. لم يكن أبي،
ولا أَبا أبي..
حتى تكونَ لي علاقةٌ بالمِحْرَقَةْ؟!
و»موسوليني» لم يكن من أقربائي..
كي تعلقوا لي –كلما لمَحْتموني- مِشْنَقَةْ؟!
أَنا الوحيد –يا فخامةَ الرئيس-
في جهاتِ الأَرضِ، ليس لي جهاتْ..
وصار عُمْري ألفَ سنةٍ،
وليس لي حياةْ..
هل تعلمُ السَّيدةُ الأُولى،
ويعلمُ الأَبناءُ والبَناتْ؟!
بأنَّ مَنْ يدفعُ للجلَّادِ كي يذبَحَني،
في اليومِ مرتينْ
هُوَ المواطنُ الذي أَغْرقْتَهُ بالدَّينْ!
فصارَ «دافِعُ الضَّرائبِ» الغَنيُّ عاجزاً..
يَمْشي بعكازينْ!
ولم يزل يدفعُ من خُبزِ بنيهِ،
كُلفةَ القتلِ، وكُلْفةَ الدَّمارْ
وَهْوَ يراها في فضائيّاتكم، وليس في فضائيّاتِنا..
تَفْتِكُ بي،
وبالنّخيلِ «التلحمي».. والغَزّيِّ.. والأزهار
وتحرقُ الأَرضَ التي أنجبتِ «المسيحْ»؟!
كأنَّهم يَخْشَوْنَ
أَوْ كأَنّكم.. تَخشونْ..
أن يُولَدَ تحت كُلِّ نخلةٍ مَسيح!!
شُكراً لكم!!!
فقد بنت قنابلُ الفسفورِ،
من أَشلائِنا أَكثرَ من بُرجَيْن!!