نشرت صحف عبرية عن صفقة تسليح امريكية جديدة لاسرائيل، وقيام امريكا بتقديم 50 الف قنبلة وصاروخ ذكي الى الجيش الاسرائيلي. و القنبلة والصاروخ رقم 50 الف لن يكون النهاية في عملية التسليح، ومواصلة امريكا لترجيح كفة اسرائيل عسكريا، ومحاولة تحويل الواقع في غزة الى قدر الاهي وحتمي لنصر اسرائيلي. «ادارة بايدن» اشد جنونا من قادة الحرب والحاخامات في تل ابيب. وامريكا هي التي تجر اسرائيل الى الحرب وليس العكس.. وانه جنون امريكا المؤمن بتأمين تغطية سياسية وعسكرية واعلامية لحرب غزة.
في مجلس الامن الدولي الفيتو الامريكي ضد قرار وقف انساني لاطلاق النار كان يتيما.. وقف المندوب الامريكي وحيدا ليمنع وقف ابادة الغزيين، وصوت بالفيتو ضد القرار الاممي.
و استمرار واشنطن في سياسة الانحياز المطلق الى تل ابيب، والتحريض على مزيد من الابادة في غزة، والاستخفاف بالعرب جميعا. و حدهم الحوثيون، و بعد الفيتو الامريكي في مجلس الامن قالوا كلمتهم، وردوا في « فيتو يمني» في البحر الاحمر، ومنعوا مرور سفن وبواخر تمد اسرائيل بالنفط والمواد الغذائية، والسلاح ايضا. و اعلن الناطق العسكري اليمني منع دخول سفن متوجهة الى موانئ اسرائيل.
في اسرائيل منزعجون وقلقون من تنامي قوة الحوثيين في البحر الاحمر، والعمليات النوعية الحوثية في استهداف بواخر وسفن اسرائيلية، وتعطيل حركة التجارة والتأثير على الامن والملاحة البحرية.
و ثمة معادلة ردع جديدة لامريكا واسرائيل تفرض في البحر الاحمر. يقول اليمنيون : فكوا الحصار عن غزة و أوقفوا اطلاق النار، فان الممرات المائية والبحرية في البحر الاحمر سوف تنعم بالامان والسلم.
تحد لامريكا وتحد استراتيجي لقدراتها ودورها الامبراطوري في فرض سلم وامان بحري عالمي بقوتها العسكرية الاسطورية.. هل سيشتعل البحر الاحمر؟ ومن سوف يدخل على خط مواجهة الحوثيين امريكا ام اسرائيل، ام ان امريكا سوف ترضى بقواعد الردع مع الحوثيين ؟ اليوم، اسرائيل تحارب على 5 جبهات عسكرية في قطاع غزة و الضفة الغربية والقدس وجنوب لبنان، وجبهة الطائرات المسيرة ، وجبهة سياسية عالمية وجبهة مع الرأي العام العالمي، وهل ستفتح اسرائيل جبهة عسكرية حية و مباشرة مع الحوثيين ؟
اسرائيل لا تحارب من اجل سلام متبادل مع الفلسطينيين والعرب والاعتراف بها.. وهي اليوم تخوض معركة وجود.. والا ما تفسيركم لدعوة وزير التراث الاسرائيلي الى استخدام النووي في الحرب ضد غزة ؟! و اذا ما اضطروا في تل ابيب فسوف يقصفوا بغداد والقاهرة وطهران ودمشق وعمان بقنابل نووية.. انها بشائر ووصايا التوارة، وانه اعلان للعصر الاسرائيلي، وليبدأ من ابادة غزة ونووي بن غوريون..
العرب يتجاهلون ويتغافلون عن حقيقة الصراع مع اسرائيل.. وليس في وسع العرب اليوم غير متابعة اخبار الجزيرة، والتكبير الف مرة، ولا مرة واحدة من تكبير صلاوات العرب قد دكت اجراسها اسماع السماء.
و للاسف ثمة فلسفة سائدة في فهم وادراك الصراع مع اسرائيل، وتدفع الى ثقافة : ليس على الاعمى والمريض والاعرج حرج. والمقلق ايضا ما يتوفر لاسرائيل من فائض قوة مضاعفة ويقابله فائض من اللامبالاة والرخاوة العربية في المواجهة.