زاد الاردن الاخباري -
اختطفت السفيرة الأمريكية الجديدة في عمان يائيل لمبرت والتي سبق لها أن تغزلت بالشاورما الأردنية بعض الأضواء عندما وجدت صدودا في أكثر من صيغة لإجراء مقابلات بعد العدوان الإسرائيلي العسكري على قطاع غزة ورغم أن السفيرة الشابّة المُحبّة للشاورما بذلت جهدا كبيرا في التعاطي مع حملة علاقات عامة لتسويق نفسها وتسويق حضورها باعتبارها شابة وديناميكية ونشطة إلا أن طاقمها الذي يُدير الأمور بدأ يشتكي من إحجام العديد من الشخصيات الاردنية الوطنية والمهمة عن استقبال السفيرة أو حتى التحدّث معها.
وشمل ذلك فيما يبدو سفراء عدّة دول عربية في عمان حاولت السفيرة الاتصال بهم بما فيهم ممثلين دول مثل الجزائر واليمن والعراق إلى حد ما.
يجد طاقم السفيرة الأمريكية لامبرت صعوبة في تدبير اجتماعات ولذلك اعتمدت على إيفاد دبلوماسيين من الدرجتين الثالثة والرابعة هنا وهناك لإجراء حوارات قد تفيدها بإعداد بعض التقارير للمجموعة المعنية بالأردن لمقر وزارة الخارجية الأمريكية.
واستعانت ببعض المساعدين الذين يمكنهم زيارة شخصيات مستقلة أو إسلامية أو حزبية في الأردن بعدما أصبح التواصل مع السفيرة الامريكية تحديدا في هذه المرحلة أمر يُثير الاشتباه بالنسبة لغالبية ساحقة من أبناء الشعب الأردني.
وتواجه السفيرة الأمريكية كما تشتكي لأحد كبار أعضاء البرلمان الأردني حالة صعوبة في إضفاء مصداقية عالية على خطابها مع الأردنيين عموما خصوصا وأن المناخ العام في الأردن كما تلمح يبدو أنه بدأ يشك بالولايات المتحدة ودورها ومجازفتها بالمصالح العميقة للأردن من أجل تمكين حكومة بنيامين نتنياهو من النزول على الشجرة ودفاعا عن منطق الحرب الإسرائيلية.
ويسترسل مقربون من السفيرة لامبرت بالإشارة إلى أن الليلة الأصعب عليها هي الليلة التي تقرّر فيها الاردن إلغاء زيارة واجتماع رباعي في عمان كان مقررا بحضور الرئيس الأمريكي جو بايدن في الليلة التي أعقبت يوم السابع من أكتوبر.
ورغم ذلك صدر عن طاقم السفيرة لامبرت حتى الآن تقرير استطلاعي واحد من باب تزويد وتغذية بالمعلومات ويفيد بعد استطلاع ومسح دراسي بأن أكثر من 80% من شرائح ومكونات المجتمع الأردني يؤيدون حركة حماس.
وحاولت لامبرت البحث عن إجابات على أسئلة عالقة بعنوان منطلق ودوافع وأرضية ذلك التأييد وفي تقريرها تضمنت الاشارة الى ان الشخصية الأكثر نفوذا وسط الاردنيين اليوم هو الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة.
واعتبرت أن مسالة الحاضنة الاجتماعية الكبيرة للمقاومة الفلسطينية في الأردن مسالة ينبغي أن تأخذ بالاعتبار دراسة عميقة ومتأصلة في الاسابيع القليلة المقبلة.
وصنّف دبلوماسيون خبراء تقارير و نصائح و إرشادات السفيرة لامبرت مع نظرائها في سفارة الولايات المتحدة في سلطنة عمان ضمن السفارات التي أعدّت تقارير موثقة عن خسائر في سمعة الولايات المتحدة في البلدان التي يعمل فيها الطاقم الدبلوماسي على الأقل في الأردن وسلطنة عُمان.
واعتبرت ساحتان التي خسر فيهما الأمريكيون الكثير من المصداقية وهُوجمت سياسات الولايات المتحدة بكثافة فيهما بعد العدوان الإسرائيلي وبعد التمويل والدعم السياسي والتسليحي لإسرائيل في حربها على قطاع غزة.
ويبدو أن أحد المستشارين للسفيرة لامبرت اشار في تقرير إضافي إلى الأردن أنه من السّاحات التي تزعزعت فيها المكانة الأخلاقية للولايات المتحدة بعد حرب طوفان الأقصى الأخيرة.
الصّعوبات بدأت تُواجه لامبرت وطاقمها في التواصل مع المجتمع الأردني.
ورغم ذلك استعاضت السفيرة بمُحاولة نشطة لإظهار استمرار دعم الولايات المتحدة للمجتمع الأردني عندما ظهرت فيما اسمته حفل لتوقيع اتفاقية منحة تم اقرارها وقالت مصادر وزارية أردنية أن الحفل لم يكن ضروريا لأن المنحة قررت في وقت سابق ومقدارها 850 مليون ضمن حُزمة لسبع سنوات كانت قد قررتها الإدارة الأمريكية قبل أكثر من عام.
وألقت السفيرة لامبرت خطابا في حفل توقيع تلك المنحة والتي وقعت أصلا في الماضي ولا تحتاج أصلا لحفل توقيع جديد.
وجرى الحفل بحضور رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة وطبيعة الحفل لا تتطلّب أن تُلقي السفيرة كلمة أو خطاب بهذه المناسبة لكنها فعلت ذلك أملا في جذب الأضواء لكي يشعر المواطنون الأردنيون بأن الولايات المتحدة لا تزال تهتم بمصالحهم بعد التقارير عن حاضنة حماس والمقاومة بين رعايا المملكة