أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
إيلون ماسك: أمريكا تتجه بسرعة كبيرة نحو الإفلاس الأردنيون يقيمون صلاة الاستسقاء اشتعال مركبة بخلدا وبطولة مواطن تحول دون وقوع كارثة قرار حكومي جديد حول ضريبة السيَّارات الكهربائيَّة أول تعليق لإردوغان على مذكرة الجنائية الدولية لاعتقال نتانياهو المرصد العمالي: الحد الأدنى للأجور لا يغطي احتياجات أساسية للعاملين وأسرهم الديوان الملكي: الأردن يوظف إمكانياته لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان ترمب يرشح الطبيبة الأردنية جانيت نشيوات لمنصب جراح عام الولايات المتحدة تفاصيل جريمة المفرق .. امرأة تشترك بقتل زوجها بعد أن فكّر بالزواج عليها الأردنيون على موعد مع عطلة رسمية قريبا الإبادة تشتد على غزة وشمالها .. عشرات ومستشفى كمال عدوان تحت التدمير ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 44.176 شهيدا الأردن .. تشكيلات إدارية بوزارة التربية - أسماء السعايدة: انتهاء استبدال العدادات التقليدية بالذكية نهاية 2025 زين تنظّم بطولتها للبادل بمشاركة 56 لاعباً ضمن 28 فريق وزير الزراعة يطلع على تجهيزات مهرجان الزيتون الوطني الـ24 المملكة على موعد مع الأمطار وبرودة ملموسة وهبات رياح قوية يومي الأحد والإثنين مذكرة نيابية تطالب الحكومة برفع الحد الأدنى للأجور الأردن .. 3 سنوات سجن لشخص رشق طالبات مدارس بالدهان بعمان اعلان صادر عن ادارة ترخيص السواقين والمركبات.
الصفحة الرئيسية عربي و دولي المؤرخون الإسرائيليون منقسمون حول تقييم الحرب.

دعوات للامتناع عن التطرق لـ"حماس» كنازية وما جرى كـ"جريمة".

المؤرخون الإسرائيليون منقسمون حول تقييم الحرب.

16-12-2023 12:32 PM

زاد الاردن الاخباري -

في الوقت الذي يساند فيه غالبية المواطنين الإسرائيليين جيشهم في حربه الجنونية على قطاع غزة، ويتقبلون الرواية الرسمية بأنها جاءت رداً على «هجوم حماس الوحشي» على المدنيين في البلدات اليهودية في غلاف غزة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، انقسم المؤرخون الإسرائيليون على أنفسهم. فانحاز بعضهم إلى الرواية الرسمية، ووقف القسم الآخر بحدة ضدها رافضين مقارنة أي شيء بالنازية ومحذرين من تبعات الكوارث التي تحدثها إسرائيل لأهل قطاع غزة.

وقد عدّ الباحث عوفر اديرت، في صحيفة «هآرتس»، الخميس، هذا النقاش حيوياً مع أن الحرب لم تضع أوزارها بعد، إذ إن العشرات من كبار المؤرخين يشاركون فيه ويديرون نقاشاتهم باللغة الإنجليزية، أمام العالم أجمع. والنقاشات تدور بالأساس، في هذه المرحلة، حول مستوى مسؤولية إسرائيل عن الحرب، أو إذا كانت ترتكب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة أو إذا كان يمكن مقارنة «حماس» فعلاً بالنازيين أو مذبحة 7 أكتوبر بالمحرقة النازية.

وقد فُتح النقاش بين المؤرخين برسالة نُشرت في الشهر الماضي في مجلة «نيويورك ريفيو أوف بوكس» الأميركية بعنوان «رسالة مفتوحة حول إساءة استخدام ذكرى الكارثة»، رفض فيها موقّعو الرسالة التصريحات الإسرائيلية الرسمية التي تصف «حماس» وهجومها بالنازية.
وجاء في الرسالة: «نحن نكتب من أجل التعبير عن الاستياء وخيبة الأمل من زعماء بارزين وشخصيات عامة بارزة، يثيرون ذكرى الكارثة (المحرقة) لشرح الأزمة الحالية في غزة وفي إسرائيل». وقصدوا بهذه الشخصيات، كما اتضح في الرسالة لاحقاً، كلاً من سفير إسرائيل في الأمم المتحدة، جلعاد اردان، الذي وضع رقعة صفراء (وهي الرقعة التي وضعت لتمييز اليهود في زمن النازية الألمانية)، كتب عليها «هذا لن يتكرر إلى الأبد» في الجمعية العمومية والرئيس الأميركي، جو بايدن، الذي قال: إن «(حماس) ارتكبت أعمالاً فظيعة غير مسبوقة منذ الكارثة»، ورئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، الذي يردد باستمرار أن «(حماس) هم نازيون جدد».
ويدعو هؤلاء المؤرخون إلى الامتناع عن التطرق لجرائم «حماس» ككارثة ولـ«حماس» كنازية. وقالوا: إن «تأثير مثل هذه التصريحات هو تصعيد للخطاب السياسي ونزع الإنسانية عن الفلسطينيين وإخراج الوضع التاريخي عن سياقه». وأضافوا: «في المواجهة غير المتناسبة الحالية في غزة فإن هذه التصريحات يتم استخدامها لتبرير ارتكاب جرائم حرب. فإذا تم اعتبار الحرب الحالية معركة بين (أبناء النور) و(أبناء الظلام)، بين (المتنورين) و(البربريين)، بين (اليهود) و(النازيين)، فعندها أي عمل عنيف يتم تبريره على أنه جاء لمنع كارثة أخرى». وحسب قولهم، فإن هذا الخطاب يشجع إسرائيل على «قتل آلاف الأبرياء وتدمير بشكل منهجي مدن ومخيمات للاجئين وتحويل معظم السكان في غزة لاجئين». وحذّر كُتاب المقال من أن استخدام لغة معينة ضد «حماس» والفلسطينيين يمكن أن يثير العنصرية والخوف من الإسلام. وقالوا: إن إلصاق شعار «النازيين الجدد» برجال «حماس» ينسب دوافع لاسامية قاسية لمن يدافع عن حقوق الفلسطينيين.
وقد برز من الموقّعين على الرسالة البروفيسور عومر بارطوف (69 سنة)، الذي وُلد في إسرائيل، وحصل على شهادة الدكتوراه من أكسفورد. ومنذ عام 2000 هو يعلّم التاريخ في جامعة براون في لونغ آيلاند. وقد وقّع على المقال أيضاً كل من البروفيسور عاموس غولدبرغ، رئيس معهد بحوث اليهودية المعاصرة في الجامعة العبرية في القدس، والبروفسور الون كونفينو، مدير معهد دراسات الكارثة وإبادة الشعب في جامعة ماساشوسيتس امهرست (حفيد عيدا سيرني، من رؤساء الموساد، التي كلفها رئيس الوزراء، ليفي اشكول، سنة 1967 مهمة تهجير أهل غزة إلى الأردن)، والمؤرخ الأميركي كريستوفر براونينغ، مؤلف كتاب «أناس عاديون».
وجاء في الرسالة أيضاً، أن المقارنة بين النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني وبين إبادة الشعب اليهودي على يد ألمانيا النازية هو «فشل فكري وأخلاقي ذو تبعات خطيرة. وضمن أمور أخرى هو يطمس العلاقة التاريخية للنزاع: 75 سنة من التهجير و56 سنة من الاحتلال و16 سنة من الحصار على غزة». وأكدوا على الفرق، حسب رأيهم، بين «حماس» والنازية، مشيرين إلى أن «الرايخ الثالث كان دولة بُنيت على منظومة إرهابية متطرفة، ولفترة طويلة كانت الدولة العظمى العسكرية الأقوى في أوروبا، التي سيطرت على إمبراطورية برية وتبنت سياسة التدمير المطلق ضد اليهود. اليهود في أوروبا وفي شمال أفريقيا لم يشكلوا أي تهديد عسكري على ألمانيا بأي شكل من الأشكال، بل هم كانوا أقلية هشة لا توجد لها أي إمكانية ناجعة للدفاع عن نفسها»، كما كتبوا. ووصفوا «حماس»، في المقابل، بأنها «ظاهرة مختلفة كلياً». وشرحوا: «قطاع غزة هو أحد الأماكن الأكثر اكتظاظاً وفقراً في العالم، الذي حسب معظم المؤسسات الدولية بقي تحت الاحتلال. وهو يخضع للحصار ويعتمد بشكل كامل على إسرائيل».
وقال موقّعو الرسالة ضمناً: إن مقارنة أكثر صحة يمكن أن تضع إسرائيل أمام ألمانيا النازية؛ فـ«إسرائيل هي الدولة الأقوى في المنطقة». وأضافوا: «الهجوم في 7 أكتوبر رغم وحشيته لم يشكل أي تهديد وجودي لدولة إسرائيل».
وقد أثارت هذه الرسالة غضباً، وتجند 33 مؤرخاً آخر لكتابة رسالة رد، على رأسهم جيفري هيرف ونورمان غودا، نشروها بعنوان: «هل تاريخ النازية والكارثة هو نقطة مقارنة مفيدة لجرائم (حماس) أم هو تشبيه كاذب؟». وقد بدأوا المقال كما يلي: «في 7 أكتوبر (حماس) ارتكبت ضد إسرائيل حملة متعمدة من القتل الجماعي والاغتصاب والتعذيب والاختطاف. هذه لم تكن الكارثة، لكن هذا كان القتل الأكثر جماعية وأهمية بالنسبة لليهود منذ الكارثة. العثور على خصائص مشتركة وفروق بين أحداث تاريخية كان دائماً أمراً حيوياً لفهم الماضي والحاضر. الادعاء بأن (حماس) هي تعبير حالي عن أفكار تقف من وراء إرث طويل من كراهية اليهود والعنصرية والإرهاب، غير مبالغ فيه ولا توجد فيه إساءة استخدام، سواء للتاريخ أو ذكرى الكارثة».
وخلافاً لأصدقائهم الذين يرفضون كلياً المقارنة بين «حماس» والنازية، فقد كتب في هذا المقال بشكل صريح، أنه «من ناحية فكرية توجد صلة نازية بـ(حماس)». وتحدثوا عن تسرب النازية اللاسامية إلى الشرق الأوسط قبل وأثناء الكارثة، وعن التعاون الذي حصل عليه النازيون من ضباط مسلمين. وتحدثوا عن «الخلط بين كراهية يهودية – إسلامية وأوروبية» وقالوا: «هذا بدأ مع (الإخوان المسلمين) والمفتي الحاج أمين الحسيني، وهو مستمر مع (حماس) التي هي نفسها امتداد لحركة (الإخوان المسلمين)». واقتبس الباحثون من ميثاق «حماس» عن «القضاء على الدولة اليهودية». ووصفوه بأنه «مليء بالكراهية الشريرة لليهود من قِبل (الإخوان المسلمين) من جهة، ومن جهة أخرى مليء بنظريات المؤامرة للنازية».
كما انتقدوا الرواية التاريخية التي تقف من وراء المقال الذي كتبه رفاقهم، والذي يعرض النكبة والاحتلال كخلفية لمذبحة 7 أكتوبر. وكتبوا: «لا أحد من بيننا يقول إنه لا يوجد لحكومات إسرائيل أي دور في اتخاذ قرارات سيئة في السنوات الأخيرة. لكن من يبحث في الأرشيف عن تاريخ إسرائيل والنزاع العربي - الإسرائيلي لا يمكنه الادعاء بأن إسرائيل فقط هي المذنبة بهذا الوضع». واستخدم كُتاب المقال مفهوم «برابرة» عن «حماس» بعد 7 أكتوبر. وأوضحوا بأنه يصف بشكل صحيح جرائم «حماس» في ذلك اليوم.
وهاجمت الرسالة ادعاء بارطوف وزملائه بأنه لا يمكن المقارنة بين «حماس» والنازيين؛ لأن النازيين خلافاً لـ«حماس» كانت لهم دولة. وكتبوا: «توجد لـ(حماس) دولة في غزة منذ 17 سنة، أكثر بخمس سنوات مما حكم النازيون في ألمانيا. ومثل أي ديكتاتورية فإن (حماس) لديها الاحتكار على التشريع والإعلام واستخدام القوة. غزة هي مجتمع مدني أيضاً مهدد من قِبل (حماس). ولكن يوجد فيها أيضاً مؤيدون لـ(حماس). حسب الوثائق الأساسية لـ(حماس)، فان إسرائيل هي أقلية لا تحتمل في العالم الإسلامي».
وعلى أثر ذلك، ساهم في النقاش باحثون إسرائيليون في الكارثة، من بينهم البروفسور يهودا باور، البروفسور حافي درايفوس، البروفسور دافيد زلبركلينغ من «يد واسم»، فنشروا رسالة في صحيفة «جويش كرونيكال» وكتبوا: «التاريخ لا يكرر نفسه. وأحداث 7 أكتوبر مهما كانت فظيعة إلا أنها مختلفة عن الكارثة. لا يجب اعتبار (حماس)، مهما كانت آيديولوجيتها القاتلة والفظائع غير المعقولة التي ارتكبتها، استنساخ أرواح حديث للنازيين».
ولكن هؤلاء الباحثين اختلفوا في نقاط أخرى مع بارطوف وزملائه، وكتبوا أن هناك فروقاً جوهرية بين «حماس» وإسرائيل. فـ«حماس» تهاجم بشكل متعمد المدنيين، في حين أن الجانب الآخر يريد تقليص عدد المصابين المدنيين، حتى لو كانت جهوده، للأسف، لم تنجح دائماً، كما قالوا.
وقد عاد بارطوف لينشر مقالاً آخر في «نيويورك تايمز» دعا فيه المؤسسات التي تبحث في الكارثة مثل «يد واسم» ومتحف الكارثة في واشنطن إلى التحذير من «خطاب مليء بالغضب والانتقام»، الذي يؤدي إلى شيطنة الفلسطينيين، والتحذير من تورط إسرائيل في «جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وتطهير عرقي وإبادة شعب». واختتم المقال بـ«حتى الآن يوجد لدينا الوقت لوقف إسرائيل عن تحويل هذه الأعمال إبادة شعب».








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع