زاد الاردن الاخباري -
انتقد الكاتب حاييم لفينسون، في مقال نشرته صحيفة "هآرتس"، التقرير الذي أصدره الناطق باسم جيش الاحتلال دانيال هغاري حول كشف نفق عملاق تابع لحماس في قطاع غزة، مؤكدًا أن الجيش الإسرائيلي يكذب على الإسرائيلييون، وهم يستمتعون بذلك ويصدقون أكاذيبه.
وقال حاييم ليفنسون إن الكشف عن النفق العملاق أعاده إلى تصريحات الجيش الإسرائيلي في مايو 2021 خلال "حرب حارس الأسوار"، حرب سيف القدس، التي أعلن فيها، برفقة الإعلام العبري عن "كسر شوكة حماس"، من خلال تدمير الأنفاق.
وأضاف أنه "جرت عملية "توعية" ضد الجمهور الإسرائيلي آنذاك لإقناعه بأن الجيش الإسرائيلي ضخم، وسلاح الجو ليس له مثيل في العالم كله، وأن حماس تلقت ضربة قوية وقاتلة". وأشار إلى أن السياسيين والجنرالات في الاحتياط والصحفيين، اجتمعوا معًا آنذاك في "الدعاية الكاذبة التي انهارت في السابع من أكتوبر".
وأكد أن اللوم في هذا يقع على الجمهور الإسرائيلي، لأنه بحسب تعبير الكاتب "الإسرائيليين يحبون أن يُكذب عليهم".
ورأى حاييم ليفنسون إن جوهر عمل المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي هو "أخذ الفضلات وتغليفها بالعطور وبيعها كطعام شهي". ففي نهاية المطاف، لا أحد يريد أن يسمع أن "لدينا جيشًا متواضعًا يتمتع بمعلومات استخباراتية فاشلة، وأن منظمة إرهابية يمكن أن تجبره على الركوع على ركبتيه".
وأكد أن الكذب في "إسرائيل صناعة"، وهي السلعة الأكثر طلبًا، ومن يسعى لقول الحقيقة يعتبر جزءًا من "صناعة الكآبة".
وأضاف، أن "صناعة القوة والفخر الوطني تفتخر بكل أداء يقوم به الجيش الإسرائيلي"، واستعرض تغطية وسائل الإعلام العبرية لـ"إنجازات الجيش" في سيف القدس، بالدموع والنحيب مع كل مقال، ووصفوا العملية بأنها "رائعة لا مثيل لها"؛
ورأى ليفنسون، أن التضليل بدأ بتغريدة من المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة الإنجليزية حول حقيقة أن الجيش الإسرائيلي دخل غزة تحت الأرض. وكان من المفترض أن يدفع هذا مقاتلي حماس إلى داخل الأنفاق، حتى تتمكن القوات الجوية من "إنهاء المهمة".
وكان رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو قال في مؤتمر صحفي، وقتها: "لقد وجهنا ضربة قوية لأنشطة حماس السرية"، ولقد استثمرت حماس عقدًا كاملًا وثروة طائلة في حفر الأنفاق، وأغلبها، وليس كلها، وليس جزءًا صغيرًا منها، ذهبت هباء. لقد تحول مترو حماس من رصيد استراتيجي إلى فخ موت للإرهابيين".
فيما قال وزير الجيش بيني غانتس: "في الأيام الأخيرة، قام الجيش الإسرائيلي، تحت قيادة وقيادة رئيس الأركان أفيف كوخافي، بتحويل شبكة أنفاق غزة، والمخابئ تحت الأرض - إلى فخ موت"، وانضم لهم بهذه التصريحات المراسلون العسكريون.
ولكن بحسب الكاتب فإن كل هذه الادعاءات، ثبت "زيفها"، خلال تحقيقات لاحقة قامت بها هآرتس ومعاريف، التي أظهرت أن "الأمر خدعة"، وينطوي به نوعًا من "خداع الذات".
وقال، إنه من بين أمور كثيرة كان على "إسرائيل" أن تتخلى عنها منذ 7 أكتوبر، هو "الكذب على أنفسنا". وأكد أنه منذ 15 عاماً كان لدى الاحتلال رئيس وزراء فنه "هو الكذب وخيانة خبرته وإغماض أعيننا عن مصدر رزقه"، وأضاف أنه دائمًا يحاول تقديم نفسه والجيش الإسرائيلي على أنه "ضخم وقوي ومذهل"، ووجه ضربة قاتلة وغير عادية ومنتصرة وحازمة للعدو، وكان "يدعمه الجيش وصحفيو بلاطه".
ورأى أن الحكومة والجيش الإسرائيلي عادوا إلى أكاذيبهم، وإلى "الدعاية الذاتية والشماتة والهذيان والتهديدات الفارغة".
وانتقد حاييم لفينسون الوعود التي تطلقها الحكومة الإسرائيلية والإعلام، من ضمنها تدمير بيروت وقصف لبنان، والتخلص من حماس، وإعادة الأسرى بفضل الضغط العسكري، وأن "التواجد الميداني سيصنع الفارق". وتابع: "من الممتع أن تقول إنك فائز بدلاً من أن تقول إنك متعثر وعالق".