زاد الاردن الاخباري -
أوردت صحيفة "نيزافيسيمايا" الروسية أن الحكومة الإسرائيلية أبلغت البنتاغون عن نيتها إنشاء منطقة أمنية في المناطق الحدودية مع لبنان لمنع هجمات حزب الله اللبناني وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في لبنان. وردا على ذلك، طلبت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن من حليفها منح وقت للدبلوماسيين، بينما يخشى ممثلوها اتساع نطاق الصراع في غزة.
وذكر تقرير للصحيفة أعده الكاتب إيغور سوبوتين أن الحكومة الإسرائيلية دعت إلى التوصل إلى اتفاق بوساطة أميركية مع لبنان يتضمن انسحاب قوات حزب الله مسافة 10 كيلومترات لمنع المسلحين من قصف المواقع الإسرائيلية على طول الحدود أو تكرار سيناريو هجوم حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
المواقع الأكثر حساسية وقالت الصحيفة إن حزب الله اللبناني يحاول خلال هذه الأسابيع استهداف المواقع الأكثر حساسية لدى الجيش الإسرائيلي تعبيرا عن التضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي قاس في قطاع غزة.
وأضافت أن إسرائيل، من جانبها، اقترحت أيضا تطبيق مفهوم المنطقة العازلة على أراضي قطاع غزة لمنع تكرار التسلل البري إلى أراضيها، وأحاطت إدارة بايدن ودول العالم العربي علما بذلك، لكنها لم تُقدم لهم أي تفاصيل، مما أثار كثيرا من الشكوك حول الهدف الحقيقي للمبادرة.
وأورد الكاتب أن دراسة أجراها مركز ستراتفور المقرب من أجهزة الاستخبارات الأميركية تستبعد إنجاز إسرائيل عملية فعالة في لبنان قبل انتهاء العمليات في غزة، وأنه حتى في حالة تفضيل إسرائيل استخدام التصعيد السري أو المحدود والضغط الدبلوماسي لإقامة علاقات مستقرة مع حزب الله وحماس على الحدود الشمالية، وعلى الرغم من الاستفزازات العسكرية الكبيرة التي يقوم بها المسلحون، فإن الجيش الإسرائيلي حاليا ومع استمرار العمليات البرية الكبرى في قطاع غزة يعاني من "الإرهاق".
إسرائيل تحاول تجنب حرب بالمنطقة ويعتقد محلّلو دراسة ستراتفور أن حكومة نتنياهو تريد تجنب الحرب في المنطقة، إذ يقولون إنه في حين أن التوصل إلى اتفاق دبلوماسي جزئي أو غير رسمي أمر ممكن، من المستبعد انسحاب حزب الله من الحدود الجنوبية أو الضغط على حماس لمنع شن هجمات مستقلة على شمال إسرائيل، مما يعني أن إسرائيل ستكون مضطرة إلى مواجهة المزيد من الهجمات المتقطعة.
وأضافت الدراسة أن حزب الله قد يوافق على إنشاء خطوط اتصال غير مباشرة مع إسرائيل لمنع صراع واسع، ومن المرجح أن يكون منفتحا على إيجاد طريقة لإعادة التفاوض على قواعد الاشتباك مع إسرائيل لمنع حرب أخرى، لكن هذه الديناميكية ستكون غير مستقرة، وتخضع لضغوط إضافية في كل مرة يهاجم فيها الفلسطينيون شمال إسرائيل.
وحسب مركز ستراتفور، فإن خطط إسرائيل لمرحلة ما بعد الصراع في غزة تشمل إعادة الاحتلال العسكري لمعظم القطاع في عام 2024، الأمر الذي سيشكل مصدر إزعاج لحزب الله، الذي يقدم نفسه كمدافع عن مصالح الفلسطينيين.