التحالف الدولي لحماية الملاحة الاسرائيلية في البحر الاحمر ولد ميتا. في الايام الاخيرة نشطت الدبلوماسية العسكرية الامريكية في الشرق الاوسط لجلب اعضاء مؤيدين وداعمين للتحالف الدولي، وامتنعت دول شرق اوسطية عن الانخراط في الحلف الامريكي الوليد لحماية الملاحة الاسرائيلية في البحر الاحمر وباب المندب من هجمات القوات البحرية اليمنية.
الاردن، والسعودية ومصر والسودان، والدول المطلة على البحر الاحمر امتنعت ورفضت الانضمام الى الحلف الامريكي.
اليوم، وبعد 7 اكتوبر وحرب غزة، والتدخل الامريكي المتوالي بالفتيو لمنع اصدار قرار دولي يوقف اطلاق النار في القطاع، فانه وضع واشنطن في مواجهة عزلة سياسية، وان اول من يحاوطها بالعزلة الحلفاء والاصدقاء، والذين يشعرون بالحرج والضيق الشديد سياسيا واخلاقيا امام شعوبهم مع استمرار الهجوم على غزة.
و التحالف الجديد قوبل يمنيا بالتحدي والصلابة، والرفض. واكد قادة عكسريون يمنيون انهم ماضون في تنفيذ عمليات عسكرية تستهدف بواخر وسفنا اسرائيلية. البحر الاحمر قابل للاشتعال، والحوثيون دخلوا على خط حرب غزة، وفتحوا جبهة مقاومة، وهي الابعد عن قطاع غزة وفلسطين جغرافيا. و لكن؛ جبهة اليمن الاكثر ايلاما وضربا في عمق المصالح والنفوذ الاستراتيجي الاسرائيلي والامريكي في البحر الاحمر.
وواشنطن في حلفها الدولي الجديد الذي يضم 10 دول، وفيما اشارت صحيفة بحرينية الى ان التحالف يضم 12 دولة ومن بينها اسرائيل ودولة اخرى عضويتهما سرية،و تسعى الى إضفاء شرعية والحصول على تفويض دولي للتحالف في مواجهة والرد على العمليات العسكرية اليمنية في البحر الاحمر.
و القوات البحرية اليمنية من وراء العمليات العسكرية في البحر الاحمر هدفها الاستراتيجي والسياسي واضح وضوح الشمس، وقف العدوان على قطاع غزة ورفع الحصار، وفتح المعابر والسماح في دخول المساعدات الانسانية الى القطاع المنكوب.
و عن التحالف الدولي غابت الدول الرئيسة المطلة على البحر الاحمر. وهي دول تملك حقوقا قانونية موازية لما يملك اليمن الحوثي، اضافة لمكانتهما السياسية عربيا واسلاميا.
واكثر ما هو لافت ايضا ان حكومة صنعاء في عدن لم تعلن عن المشاركة في التحالف الدولي، ورغم انها منافسة وخصم سياسي وعسكري لحكومة صنعاء والحوثيين. ولادة ميتة للتحالف الدولي، وولادة من تحت أنقاض واردام غزة. ودون اي غطاء وصبغة قانونية وشرعية.. بالنسبة الى اليمن فانه مستمر في العمليات العسكرية، وموقفه ثابت ولا يتزعزع من وجوب وقف حرب غزة، وان ذهبت امريكا الى ما هو ابعد في المواجهة مع اليمن، فذلك لن يغير اي شيء بالنسبة للحوثيين. و هل سوف يشتعل البحر الاحمر، ويتحول الى ساحة حرب مفتوحة.. وما قد يعرض الملاحة البحرية العالمية الى الخطر، ويهدد التجارة الدولية، ويدخل العالم والبحار والمحيطات في حرب معابر مائية وسفن وبوارج.
و اليوم، ان العالم وتحديدا القارة الاوروبية يمر في ازمتين متفاقمتين من اوكرانيا الى غزة واليمن حول الطاقة والنفط والغاز وتأمين مواردها وحركة نقلها وتجارتها، والقدرة على تأمين الاحتياجات.
الجنون الامريكي وهستيريا الحرب في غزة الحوثيون سوف يضبطون ايقاعها.. وانا على يقين استراتيجي وسياسي ان حرب غزة لن تتوقف الا على ايقاع الردع اليمني وصبر وصمود المقاومة في غزة، وما يفرض من معادلات جديدة لمفهوم الامن القومي العربي بدءا من البحر الاحمر وباب المندب الى الجنوب اللبناني الصامد والمرابط.