لماذا الآن؟ سؤال يدور في ذهن كل مواطن عينه على الحدود الشمالية للمملكة الأردنية الهاشمية، حرب تأتي في وقت يعيش به الأردن والعالم ظروفا ربما هي الأصعب والأكثر حساسية تاريخيا، في حرب اشتعلت على الأهل في غزة منذ أكثر من سبعين يوما، لنجد من يتربّص بالأردن، ويشعل حرب تهريب وتسلل على حدوده..
من السهل أن نجد إجابة على هذا السؤال بأن لماذا الآن، ولكن حتما الفرضيات في مثل هذا الأمر خطيرة، كونها كما تحمل وجه الصواب، فهي تملك وجها آخر للخطأ، ما يجعل من الوصول لحقيقة السبب وراء ما يحدث على حدودنا الشمالية، يقودنا لهدف واضح يرمي لإشغال القوات المسلحة الأردنية على الحدود، ظنّا منهم أن الجيش العربي يُمكن أن ينشغل بما يسعون له، ولكن يبدو واضحا هدف هذه المجموعات وهذه الميليشيات، وفي ذلك أمر خطير، وحساس، بالطبع نشامى الأجهزة الأمنية والعسكرية له بالمرصاد، بقلوب لا ترحم من يجرؤ على أمن وسلامة الوطن.
ليس هذا فحسب، إنما في هذا التوقيت لا يمكن إغفال استغلال الظروف الجوية، لتهريب وتمرير المخدرات، وفي ذلك تفكير مريض من قبل هذه المجموعات من المتسللين والمليشيات التي تريد في الوطن السوء، وزعزعة امنه واستقراره وسلامة أراضيه، هو استهداف للأردن يخوض به حربا ضد المخدرات والتهريب لحماية أراضيه، وحماية دول المنطقة، ما يجعل منها اشتباكات وحربا شرسة يخوضها نشامى القوات المسلحة، ضد من يحاولون المساس والعبث بأمن الوطن ، يقومون بمهام مقدّسة وبواجب وطني لا مكان به لأي من تفاصيل «الأنا» تاركين أرواحهم وأجسادهم ليحيا الوطن والمواطن بأمن واستقرار.
أهداف واضحة، وحرب شرسة، قادمة من الحدود مع سورية، يقف لها نشامى القوات المسلحة وحرس الحدود، بعين يقظة لننام ونهنأ بحياة مستقرة آمنة، يقفون وقفة رجل واحد دفاعا عن الوطن، برسالة واضحة تجاهر بها أفعالهم البطولية قبل حناجرهم، بأن الأردن عصيّ على كل من يجرؤ على المساس بأمنه، يواجهون هذه الحرب بقوّة حبّ الوطن، قوّة لا يغلى بها على الوطن أي شيء، وترخص أعمارهم وأرواحهم في سبيل أن يهنأ الوطن بسلامة أراضيه وأمنه.
الأردن مستهدف، حقيقة لا تحتاج لعيني زرقاء اليمامة، واضحة كشمس الصباح التي تأتي بعد انتهاء ظلام الليل، يراد بها إشغال مؤسسات هامة في الوطن، بالطبع في مقدمتها القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، في مواجهة عمليات التهريب والتسلل، في وقت تتزاحم به الأحداث، ما يحتاج حشد الطاقات والامكانيات، لمواجهة ما تشهده الأراضي الفلسطينية من أخطار تتجسد في السياسات العدوانية المتطرفة لليمين الصهيوني، وما يقوم به من حرب إبادة في غزة، واعتداءات وانتهاكات وجرائم يومية في الضفة الغربية.
الآن، كل ما تشهده الحدود الأردنية السورية، يحتاج التفافا استثنائيا حول الوطن ومصالحه، وعهدا متجددا لنشد على أيدي القوات المسلحة، والأجهزة الأمنية والعسكرية، ليبقى الوطن أيقونة سلام إقليمية وعالمية، كما هو دوما بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، فالأردن اليوم حبّ نحياه، نتفيّأ بظلال أمنه واستقراره.