زاد الاردن الاخباري -
كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، تحدث قبل 6 سنوات، عن تفاصيل الهجوم المفاجئ الذي تعرضت له إسرائيل يوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، خلال مناقشة جرت في الكنيست بعد حرب "الجرف الصامد".
وقالت "يديعوت أحرونوت"، إن رئيس الوزراء تلقى تحذيرات في الماضي بشأن هذا الهجوم، وأنه في الواقع لم يخف ذلك، وفي المناقشة التي جرت داخل الكنيست، في أبريل (نيسان) 2017، ناقش هذا الأمر بالتفصيل، وتوقع بالفعل ما حدث بعد ذلك بست سنوات، عندما تسلل مقاتلو حماس، واستولوا على بؤر استيطانية، وقتلوا وخطفوا مدنيين.
وفقاً للصحيفة، قال نتانياهو في ذلك الوقت: "اعتقدت أن تسلل ألف مقاتل أو أكثر، أو الاستيلاء على مستوطنة أو احتجاز رهائن، سيكون بمثابة ضربة معنوية، لكننا حاولنا تجنب الحرب".
نقاش عاصف
وفي 19 أبريل (نيسان) 2017 عقدت لجنة رقابة الدولة التابعة للكنيست مناقشة بحضور نتانياهو حول تقرير مراقب الدولة عن عملية "الجرف الصامد"، التي شنتها إسرائيل عام 2014، وأشارت الصحيفة إلى أن النقاش أصبح عاصفاً بشكل كبير، عندما دار سجال بين أهالي القتلى الإسرائيليين وأعضاء الكنيست، وعندما وجهت ليا غولدين والدة الملازم الراحل هدار غولدين، انتقادات لاذعة لنتانياهو بسبب انتظاره عودة جثمان نجلها، الذي تحتجزه حماس منذ العملية.
وصف دقيق
ورداً على ذلك، حاول نتنياهو أن يشرح لها مدى تعقيد القتال في غزة، وخطط حماس بعيدة المدى، وفي ذلك الوقت، عرض على أعضاء الكنيست والحاضرين في المناقشة خطة لحركة حماس، تشبه إلى حد كبير تلك التي نفذت قبل 76 يوما.
وقال نتانياهو آنذاك، إن "الخطة التي أعدتها حماس كانت عبارة عن هجوم مشترك متعدد المحاور، أولا وقبل كل شيء هجوم جوي، أي هجوم بآلاف الصواريخ على المدن الإسرائيلية، وفي نفس الوقت هجوم بحري باستخدام قوات كوماندوز بحرية، وبالتزامن يكون هناك هجوم جوي آخر ولكن باستخدام طائرات شراعية، أما تحت الأرض، فسيتم تنفيذ اختراقات بواسطة عشرات الأنفاق التي تعبر بعضها إلى إسرائيل، باستخدام قوات خاصة، قاموا بتدريبها لتنفيذ عمليات الاختطاف والقتل في البؤر الاستيطانية، ومن ثم نقل المختطفين إلى أراضيهم في قطاع غزة".
وأضاف نتانياهو: "اعتقدوا في حماس أنهم سيتمكنون إذا فاجأونا من تفعيل هذه الخطة، وللأسف نحن لا نتحكم في قرارات الخصم"، وأشار في ذلك الوقت إلى أن إسرائيل يمكنها التأثير على قدرة حماس بشأن تنفيذ تلك النوايا، وأن هذا ما فعلته إلى حد كبير.
ردع حماس
استعرض نتانياهو كيفية عمل إسرائيل على ردع حماس عن طريق تعطيل القدرات القتالية، مستطرداً: "اعتقدت أن تسلل ألف أو أكثر من المقاتلين، والاستيلاء على مستوطنة أو احتجاز رهائن، سيكون بمثابة ضربة معنوية، لقد حاولنا تجنب الحرب، ولدينا عدو صعب للغاية وهذا ليس بالأمر الهين، هناك 30 ألف شخص يريدون تدميرنا وهم يستعدون لذلك طوال الوقت، إنهم يصنعون الأدوات لقتلنا، لاختراقنا، لمهاجمتنا"، كما أشار إلى تردد لدى حركة حماس التي تتجنب إطلاق النار بشكل شبه كامل على إسرائيل.
انتقادات لاذعة
ووجه أعضاء الكنيست من المعارضة انتقادات شديدة خلال النقاش لحكومة نتانياهو، وقالت زهافا غالون، رئيسة حزب "ميرتس" آنذاك، إن استراتيجية إسرائيل فيما يتعلق بغزة غير واضحة، فيما رد نتانياهو بأن عملية "الجرف الصامد" غيرت المعادلة مع حماس بعدما وجهت إسرائيل ضربات قوية.
معضلة احتلال غزة
في المناظرة ذاتها، كشف نتانياهو لأعضاء الكنيست أن إسرائيل قادرة على توجيه ضربات قاسية لحماس، بما في ذلك احتمال احتلال القطاع، ولكن كانت هناك معضلة "من سيحكم غزة؟"، وأيضا الثمن الذي سيدفع في غزة، لأن عدداً من الجنود سيقتلون.
وقالت الصحيفة الإسرائيلية: "يبدو أنه لو كان هناك حل لهذه المعضلة بالفعل، فربما كان من الممكن تجنب الهجوم العنيف في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، أو على الأقل دفع ثمن أقل من مقتل أكثر من ألف مدني، ومئات المحتجزين في غزة".