زاد الاردن الاخباري -
سلام محمـد العبودي - لَمِنَ السُهولةِ أن يفقد الشخص, ثقة محيطهِ به لأي سَبَبٍ كان, إلا أن إعادة الثقة يحتاج, لجهدٍ لا يحصل عليه إلا بعمل صادق, فهناك من لا يرغب بعودة ذلك الشخص, لممارسة حياته بعد توبته, مما اقترفه فجعل المجتمع ينفر منه.
قال نبينا الكريم عليه والهِ, أفضل الصلاة وأتم التسليم " كلُّ ابنِ آدمَ خطَّاءٌ ، وخًيرُ الخَطَّائينَ التَّوَّابونَ" ومن هذا المنطلق, فإنَّ التوبةَ طريق الصلاح. والتوبة ليست كلمةٌ تُطلق وتذهب مع الهواء, بل يجب أن تكون توبةً نصوحة, خالصة تمحو كل سيئة, من أجل كسب الثقة المفقودة, لتكون مسيرة الحياة مستمرة.
لا يوجد عملاً ناجحاً, بلا آلياتٍ قابلة للتطبيق, كي يكون العمل متقناً, لا سيما من يقوم بتجربة جديدة, شابتها بعض الأخطاء, فأفقدت ثقة من يحيط به, شوهت ما جربه, وأول آلية هي تحديد نقاط الخلل, لينطلق المخطئ لتكريس الثقة بالنفس, والوصول للهدف المنشود, مهما كان ذلك الأمر صعباً, إلا أن ذلك ليس بالأمر المستحيل, بعد تحديد الأهداف الواقعية, يجب أن يتحلى المتصدي بعامل التحدي, كما يجب تجاهل النقد غير البنّاء, كي لا ينشغل به عن الهدف الحقيقي, ومن مؤهلات النجاح, الإيمان بأن الفشل ليس نهاية الطريق, فما هو إلا فرصة للتعلم والنمو والنضج.
عام 2003 تعرض العراق, لاحتلال بغيضٍ من قبل التحالف الدولي, بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية, بالنظر للسياسة الصدامية الرعناء, ليرزح جراء حروبه, مع جمهورية إيران الإسلامية, ودخوله الكويت ومحاولة ضمها للعراق, ما يثبت أن حزب البعث, لا هو بالعربي ولا إسلامي, إنما دوره كان تخريب الاقتصاد العراقي وتحطيم البنى التحتية, و أبادت الآلة العسكرية, ألتي أصبحت خطراً, على المصالح الغربية في المنطقة, حسب رؤية الدول العظمى, وكل ذلك يصب في صالح الكيان المغتصب.
جرت في يوم الاثنين المنصرم, 18 كانون الأول انتخابات مجالس المحافظات, بمرحلة صعبة من فقدان الثقة بالحكومات المحلية؛ وتحديات الصراع السياسي, وعمليات التسقيط وتحريضٍ على المقاطعة, وصل حد تهديد السلم الأهلي, وما على الحكومات المحلية المرتقبة, إلا إعادة ثقة المواطن, والتعاون مع الحكومة ألاتحادية, التي أطلق عليها حكومة الخدمة, والسعي لمحاسبة الفاسدين والفاشلين, كي لا يتسلقوا المناصب, ويُفشِلوا عملية التغيير وتطوير الخدمات.
ليكن بعلم الذين أصبحوا, مؤهلين لإدارة مجالس المحافظات, إن من انتخبهم ليعيدوا الثقة, بالعملية السياسية, انتخبوهم ليخدموا المحافظة, يقدموا ما هو أفضل, المواطن يريد أن يرى مدينته, تنعم بالماء الصافي, بالعدالة في العمل, أن تنعم مدننا بالاستقرار, وعدم السماح بمجاميع التخريب, يريد محاسبة الفاسدين, فمن لا يستطيع ذلك, فليستعد للرحيل فلسنا بحاجة لتشرين ثانية.
العراق بخير مادام أبناءه ينعمون بخيراته, آمنين يمارسون حقوقهم, واثقين بأن ما قاموا به, إنما هو حقٌ من أجل التغيير, لا من أجل الفائدة الشخصية الحزبية, وإن كان المرشح من نفس العشيرة, وانتخبه أهله وأبناء عمومته والمُقربين, فليرفع رؤوسهم بعملٍ نزيه يتسم بالكفاءة, كي لا يصبحوا محض استهزاء باختيارهم.