مع دخول الحرب الهمجية التي تشنها إسرائيل على غزة يومها الثمانين , وفي ظل الحصار الصارم الذي تفرضه إسرائيل على الفلسطينيين بمنع المواد الإغاثية والغذاء والدواء والوقود , وإستمرارها في إبادة الفلسطينيين في حرب لم يشهدها العالم منذ عقود طويلة حيث قارب عدد الشهداء والجرحى والمفقودين 100 ألف فلسطيني , في ظل سكوت الضمير العالمي عن ما يجري هناك في غزة من تدمير ممنهج لكل ما هو فوق الأرض لتصبح غير قابلة للحياة , بإلقاء القنابل والصواريخ التي تزن طناً من السماء على مدن غزة من شمالها لجنوبها, حيث جاءت توجيهات جلالة الملك لجيشنا العربي الباسل بإرسال طائرات نسورنا الجوي لإيصال المعونات والمواد الإغاثية والطبية والعلاجية للمحاصرين في كنيسة القديس برفيريوس شمالي قطاع غزة لمساعدة إخوتنا الفلسطينيين في التخفيف عن مصابهم, وهذه الكنيسة تم قصفها سابقاً أثناء هذه الحرب من قبل إسرائيل.
إن عملية الإنزال السابعة التي أمطرت سماء غزة بدلاً من المتفجرات والصواريخ الإسرائيلية كانت مختلفة عن سابقاتها , فهي رسالة من الأردن للعالم بأننا عشية عيد الميلاد المجيد مولد رسول السلام المسيح عليه السلام الذي تنكر العالم الغربي لكل مفاهيم الإنسانية في فلسطين وحتى في ليلة الميلاد هذه, بأن الأردن يحمل رسالة سلام للعالم من أجل إيقاف هذه الحرب الهمجية وإدخال المساعدات الفورية للفلسطينيين والبحث عن أفق السلام المفقودة بالحل الدبلوماسي للقضية الفلسطينية لقيام هذه الدولة على حدود الرابع من حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
إن هذه المساعدات الجوية جاءت هذه المرة لدعم الفلسطينيين المسيحيين الذين هم في خندق واحد مع إخوتهم المسلمين في غزة , حيث تم إنزال مساعدات إغاثية ودوائية وعلاجية داخل كنيسة برفيروس أقدم كنائس العالم, وكيف لا وأبي الحسين هو الراعي والوصي الوحيد على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس .
فالأردن بقيادة جلالة الملك منذ اليوم الأول من حرب غزة وهو يستخدم الدبلوماسية الضاغطة لإيقاف هذه الحرب وقدم المساعدات الإغاثية والدوائية والعلاجية براً وبحراً وجواً, وتقاسم رغيف الخبز مع الفلسطينيين , والدعم المادي للأونوروا بثلاثة ملايين دينار, وأخيراً أرسل أبا الحسين أبنائه سمو ولي العهد الأميرحسين وسمو الأميرة سلمى إلى غزة لنجدة ومساعدة الإخوة الفلسطينيين بإرسال المستشفيات الميدانية والمواد الإغائية والدوائية والمستلزمات الطبية .
فكيف لمسيحيي الغرب أن يحتفلوا بعيد الميلاد بولادة طفل السلام وهناك 8000 طفل فلسطيني تم قتلهم وإبادتهم من قبل إسرائيل ؟ وكيف يحتفلون ومهد المسيح يحيطه الركام والأنقاض؟ كفاكم إزدواجية أيها الغرب.
الخبير والمحلل الإستراتيجي
المهندس منهد عباس حدادين
mhaddadin@jobkins.com