فايز شبيكات الدعجه - تجَمَعنا أمام الشاشة للاستماع والإفادة من واحد قيل لنا انه من النخب (نخب اول) ومن كبار البلد وكراسيها،، وقيل فيه ايضا انه ينحدر من قمم الفكر السياسي الاصيل ولسوف يحدثنا عن غزه.
ظهر علينا بطلته البهية، وشرح مقدم البرنامج لمن لا يعرفه عرضا موجزا عن سيرته الذاتية، ثم بدأ الضيف بتلاوة ما تيسر من حديث مما سمعناه وشاهدناه عن حرب غزه وكل المعلومات التي نعرفها ويعرفها حتى من كان في المهد صبيا، واسهب كثيرا وأطال الحديث وأطال ، وأمعن خلال ذلك بسب وشتم العدو الصهيوني الغاشم.وخص بالذكر نتياهو. قال انه مجرم.
وانتظرنا طويلا للدخول في صلب الموضوع وكيف سينفذ الكبير عملية اعلامية نستمع منه فيها لجديد كنا نغفل عنه، والتقاط جرعة أمل تفضي بنا لشيء من التفاؤل. وتمنحنا فرصة رؤية ما يراه، ويضيء لنا الجوانب المعتمه من المشهد الحربي الماثل أمامنا الان.
لكن تفاجأنا انه لا يوجد صلب موضوع كما كنا ننتظر. واكتشفنا على وجه السرعه ان ليس في جعبة الرجل سوي تكرار ما نعرفه ونحفظه عن ظهر قلب ، اضافة للنطق بمجموعة الفاظ الشتائم التي أجاد استخدامها .
وبينما بدأنا نشعر بالضيق، كان سعادته يبدو فخورا ومزهوا بما يقول، وكأنه يقدم لنا معروفاً من العيب علينا ان ننساه. عند ذلك اشتد بنا الضيق وقلنا تباً لك سائر اليوم الهذا جمعتنا؟ .
للاسف لقد تفشى الهزال في الخطاب السياسي هذه الايام، واصبح ظاهره ممله، ونجد مثله في المحاضرات والندوات،والمهرجانات وحتى في المقالات والمقابلات في وسائل الاعلام العربية الكبرى.
ليس هذا فحسب فثمة انفلات وكبوات اعلامية وقع بها النخب اضرت بقضية غزه في وقت تضيع به القراءة العلمية الموضوعية للاحداث، وتتوه الحقائق في العتمة السياسية، وما خلفتها تعقيدات الحرب وظروفها المستعصية التي جعلت الحليم حيرانا، وعلى رأسها ذلك الموقف العربي الاسلامي الخاذل والعجز عن تقديم مقدار خرذلة لوقف العدوان الصهيوني.