زاد الاردن الاخباري -
اعلن وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند امس ان لندن تنتظر تعاونا كاملا من اسرائيل في التحقيق المتعلق باستخدام جوازات سفر بريطانية مزورة في اغتيال قيادي من حماس في دبي.
وقال ميليباند بعيد لقاء السفير الاسرائيلي في لندن رون بروسور والامين العام للخارجية بيتر ريكتس "نامل ونتوقع ان يتعاونوا بشكل كامل مع التحقيق".
واضاف ميليباند "نريد ان نعطي اسرائيل كل الامكانيات لكي تتبادل معنا كل ما تعرفه حول هذا الحادث".وقال ايضا في معرض ايجاز مضمون الرسالة التي تم ابلاغها الى الدبلوماسي الاسرائيلي "نريد الذهاب الى عمق المشكلة المتعلقة بالجوازات المزورة".
وتسببت القضية بضجة كبيرة في بريطانيا وايرلندا منذ ان كشفت شرطة دبي ان ستة من عناصر الكوماندوس الذي نفذ العملية يحملون جوازات سفر بريطانية وثلاثة اخرين جوازات سفر ايرلندية.
واعلن السفير الاسرائيلي رود بروسور في ختام اللقاء مع ريكتس انه "لم يكن في وسعه تقديم معلومات اضافية" الى هذا الموظف الكبير.
وادلى نظيره في دبلن صهيون افروني الذي استدعي هو الاخر الى وزارة الخارجية, بتصريحات مماثلة.وقال انه ابلغ محادثيه "بانه لا يعرف شيئا عن هذا الحادث".
من جهته, قال ميليباند "حصل ولا شك حادث خطير تورطت فيه جوازات سفر بريطانية وعدد من حاملي جوازات بريطانية افاقوا صباح امس الاول على قلق كبير".
من جانبها تأمل اسرائيل في تفادي ازمة دبلوماسية بدأت ترتسم مع لندن اثر شكوك حامت حول تورط جهاز الاستخبارات الاسرائيلي الموساد في اغتيال قيادي في حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في دبي.
ورفض المتحدثون الرسميون الاسرائيليون الادلاء باي تعليق على هذه القضية ردا على اسئلة وكالة فرانس برس.
بيد ان اذاعة الجيش الاسرائيلي قالت ان الخارجية الاسرائيلية تنتظر بشيء من التوتر نتائج لقاء السفير في لندن.
واضافت الاذاعة "ان الوزارة تأمل ان تغلق هذه القضية اثر هذا الاجتماع والا يطلب البريطانيون المزيد من التفاصيل او توضيحات اخرى".
ونقلت الاذاعة عن مسؤولين قولهم انه من المبكر التحدث عن ازمة دبلوماسية مع لندن طالما انه لا توجد "ادلة مؤكدة" تربط اسرائيل بهذه الجريمة.
واشارت صحيفة "هآرتس" (يسار) الى حصيلة سلبية جدا لهذه العملية وتساءلت عن الطريقة التي يمكن لاسرائيل "ان تبرر بها الاساءة الى العلاقات مع بلدان اوروبية صديقة من خلال استخدام جوازات سفرها لقتل المبحوح".
بيد ان صحيفة "جيروزاليم بوست" (يمين) اعتبرت انه "في الاعراف الدبلوماسية استدعاء سفير (من قبل الخارجية) يعني توجيه لوم في حين ان دعوة سفير تعني السعي للحصول على توضيحات".
اما صحيفة "يديعوت احرنوت" (وسط) فرات ان العملية لم تنته الى "فشل بل نجاح مثير للاعجاب حيث تمت تصفية عدو خطر ولم يعتقل اي من افراد الكومندوس".
واستدعت ايرلندا السفير الاسرائيلي واعتبر وزير الخارجية مايكل مارتن ان استخدام جوازات سفر مزورة يمثل "حادثا بالغ الخطورة".
بيد ان شرطة دبي اكدت ان جوازات السفر الاوروبية المستخدمة من قبل افراد الكومندوس ليست مزورة.
في فيينا اعلنت السلطات النمساوية امس انها تحقق في احتمال استخدام ارقام هواتف نقالة نمساوية في عملية اغتيال القيادي في حماس محمود المبحوح في دبي في 20 كانون الثاني والتي توجه فيها اصابع الاتهام الى اسرائيل.
وقال الناطق باسم وزارة الداخلية النمساوية رودولف غوليا لوكالة فرانس برس "يمكنني ان اؤكد ان مكتب الامن القومي ومكافحة الارهاب يجري تحقيقات" منذ 15 شباط.
واضاف "يبدو ان ارقام هواتف نقالة نمساوية استخدمت" مضيفا "اننا في بداية التحقيقات ونحن على اتصال مع شرطة دبي".
ورفض الناطق التعليق على معلومات صحافية اشارت الى ان اعضاء الكوماندوس ال11 استخدموا اما ارقام هواتف نقالة نمساوية او شرائح الهواتف النقالة (سيم كارد) او حتى الاثنين معا.
وبحسب معلومات نشرتها صحيفتا "دير ستاندرد" و"هوتي" النمساويتان امس فان قتلة محمود المبحوح استخدموا سبع شرائح او ارقام هواتف نقالة نمساوية او الاثنين معا لتحضير عمليتهم.
وقد طلبت فرنسا امس من اسرائيل تفسيرا لاستخدام فريق اغتيال يشتبه في أنه قتل أحد قادة حماس في دبي الشهر
الماضي جواز سفر فرنسيا مزورا.
وأثارت القضية بالفعل احتكاكا على الصعيد الدبلوماسي بين اسرائيل وبعض حلفائها الاوروبيين حيث طالبت بريطانيا اسرائيل بالتعاون في جهود كشف الحقائق فيما يخص استخدام جوازات سفر بريطانية مزورة على ما يبدو.
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان صحفي الكتروني "نحن نطلب تفسيرات
من سفارة اسرائيل في فرنسا بشأن ظروف استخدام جواز سفر فرنسي مزور في عملية اغتيال أحد أعضاء حماس في دبي."
ومن جانبه اكد القائد العام لشرطة دبي الفريق ضاحي خلفان مجددا امس ان جوازات السفر التي استخدمت في عملية اغتيال القيادي في حماس محمود المبحوح الشهر الماضي صحيحة, واصفا القتلة والجهات التي تقف خلفهم ب"الغباء".
وعلق خلفان في تصريحات نشرتها صحيفة البيان امس على اعلان بريطانيا وايرلندا وفرنسا ان الجوازات التي استخدمها منفذو الاغتيال مزورة, لافتا الى ان مسؤولين امنيين اوروبيين دربوا ضباط الجوازات في دبي على كشف التزوير في الجوازات الاوروبية بما فيها جوازات الدول الاربع المعنية.
واشار قائد شرطة دبي في تصريحاته التي نشرت امس الى ان "هناك ادلة اخرى تمتلكها شرطة دبي خلاف الاشرطة والصور التي تم الاعلان عنها وان الايام القادمة ستحمل المزيد من المفاجآت التي لا يمكن الشك فيها نهائيا".
ومنذ بداية هذه القضية, تشير اصابع الاتهام الى جهاز الموساد الاسرائيلي ولو ان وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان بقي غامضا بشان ضلوع هذا الجهاز في العملية.
وفي سياق متصل, نقلت صحيفة البيان عن "مصادر مطلعة" ان احد الفلسطينيين الاثنين اللذين تحقق معهما السلطات في دبي على خلفية اغتيال المبحوح, "ضابط برتبة رائد في امن الحكومة المقالة", في اشارة الى الحكومة التي تسيطر عيلها حركة حماس في قطاع غزة.
وبحسب هذه المصادر فان الفلسطيني "هرب من غزة اثر اكتشاف حماس لصلته بالمخابرات الاسرائيلية الموساد وتحوم حوله الشبهات بشكل أقوى حيث تقابل مع احد عناصر الخلية (التي قتلت المبحوح) في دبي وساعد المنفذين في التأكد من هوية المبحوح".
ما الفلسطيني الثاني فكان بحسب المصادر على علاقة بالاول.
وكان ضاحي خلفان اكد لوكالة فرانس برس الثلاثاء الماضي ان التحقيق جار مع فلسطينيين سلمهما الاردن قد يكونان ساعدا المجموعة التي اغتالت المبحوح.
في غزة اتهمت مصادر في حركة المقاومة الاسلامية /حماس/ رجلين تقول انهما كانا عضوين في حركة فتح التي يتزعمها الرئيس
الفلسطيني محمود عباس بمساعدة اسرائيل في اغتيال المبحوح في دبي وهو ربط من شأنه أن يزيد حدة العداء بين الفصيلين.
وأضافوا أن الاثنين فرا مع نشطاء اخرين وزعماء من فتح من غزة بعد معارك استمرت لفترة قصيرة بين الحركتين في عام 2007 عندما سيطرت حماس على القطاع تاركة لفتح التي يتزعمها عباس السيطرة على الضفة الغربية التي تحتلها اسرائيل.
وقال مسؤولون من فتح في أحاديث خاصة ان الرجلين اللذين وزع مسؤولو حماس اسميهما عملا في قوات الامن التابعة للسلطة الفلسطينية التي يتزعمها عباس في قطاع غزة الى أن سيطرت حماس على القطاع في يونيو حزيران .2007لكنهم نفوا أن يكون الرجلان ما زالا يعملان لصالح زعمائهما السابقين.
ومن جهة اخرى قال مصدر قريب من مئير داجان رئيس جهاز المخابرات الاسرائيلي /الموساد/ ان داجان لا يرى سببا للاستقالة بسبب اغتيال قيادي من حماس في دبي وان من غير المرجح أن يطلب منه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هذا.
وأضاف أن الاستقالة معناها تحمل المسؤولية عن الاغتيال.ونفذت جريمة قتل المبحوح في غرفة بأحد الفنادق لتبدو كوفاة بأسباب طبيعية لكن اتضح الامر بعد ذلك باكثر من أسبوع حين بدأت شرطة الامارات تحقيقا جنائيا في الحادث بناء على طلب من حماس.
وتوقع المصدر أن يعمل الموساد بهدوء على حشد دعم وكالات المخابرات في بريطانيا وايرلندا والمانيا وفرنسا وهي الدول التي استخدمت جوازات سفر صادرة بها لتنفيذ عملية دبي لتخفيف حدة تدقيق بلادها مع اسرائيل.
وقال المصدر "قد لا ينجح هذا نظرا للغضب الذي يبديه بعض وزراء الخارجية هؤلاء...لكن حتى اذا حدثت عملية تشاور داخلية فربما يكون هذا كافيا لتخفيف حدة تبادل الاتهامات."
وكالات