فال تعالى (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ)الفران الكريم هو حبل الله تعالى ,الذي يعتصم به الانسان ,ويتخذه عنان من الخوف له ,لينجو من ما يدمر حياة الانسان ,سواء جسديا او نفسيا ,وهذه من مفهوم التقوى ,حيث يتقي الانسان كل انواع الشر ,من سيء الاعمال ,وبمعنى اخر الخوف من الشر للنجاة والحياة السعيدة ,اذ يصبح الخوف ,كمثل خوف الام على ولدها من حرصها على سلامته ,حيث يصبح الحب الصادق من مكنون الخوف ,حيث قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ )(13),فخوف الانسان الفطري ,هو من خوف الله على الانسان من حبه للانسان ,فخوف الله تعالى على الانسان ,هو اشد من خوف الام على ولدها .............
الخير من الله تعالى ,والشر من هوى النفس واغواء الشيطان لها ,لهذا وجدت التربية للنفس ,في التوجيه والعقاب ,من قبل ملكة الانسان وهو العقل السليم ,الذي ارتبط بحبل الله واعتصم به ,فالعقل وجد لما مكن له من التعلم والادراك والاستنباط ,لهذا خاطب الله تعالى الانسان ,من خلال عقله بدايتا ,وزوده بعلم معرفة النفس ,ليدرك مكنون ذاته ,ليربيها ويحيي فيها الضمير الحي ..............
الخوف الفطري في الانسان من الله تعالى ,خوف على حب الخير ,الخوف من الكفر ,حيث درجة بلوغ حب الله تعالى ,في حين ان التخويف من الشيطان ,على النفس البشرية ,تخويف خارج عن فطرة الانسان لتدميرها ,فطرة الخير,في الصدق والاطمئنان والصبر والتوكل والعطاء, وظن الحق ,تخويف ينتج عنه شح الانفس ,خوفا من املاق الارزاق ,ينتج عنه الجبن خوفا من كلمة حق او من الموت ,تخويف تجده ملازم من كل اعمال الخير ,حيث ينغمس الانسان بالشر,ليلازمه الخوف المجهول ,في نفسه لاعاقة الانسان .............
لا بد للانسان ان يميز بين الخوف الفطري ,خوف حب يأنس به الانسان ,والتخويف الكرهي الذي يدمر حياة الانسان ,لهذا بين الله تعالى انه هو الضار النافع ,وبين رسوله ان لو اجتمع الانس والجن ,لن يتمكنوا من النفع والضر ,الا بارادة الانسان ,فالانسان بالايمان ينال الخير ,وبظلمات التخويف لمن يوالي الطاغوت ,لهذا تجد اعظم الدول ,تختلق الارهاب لتخويف نفسها ,فالشيطان يخوف اوليائه ,فالانسان اينما كان ومهما كان عدوه الحقيقي الشيطان ,التحرر من تخويف الشيطان بيد الانسان ,بالايمان وصدقه بالعمل الصالح المخلص لله تعالى ...........
د .زيد سعد ابو جسار