قال تعالى (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ),حقيقة الاخوة في ترابط قوتها وصدقها ,لا يكون الا بحس الشعور المشترك بين افراد الامة ,بحيث يكون الفرد هو الامة ,والامة هي الفرد ,وهذه من حقيقة بناء الامة ,تماما كما في لحظات سرعة اصطفاف المصلين عند اقامة الصلاة .................
اشترط صدق الايمان ,بصدق الشعور اتجاه اخوة العقيدة ,كون العقيدة فوق كل اعتبارات ترابط الانسان بنسب الدم والعشيرة وكل الترابط العرفي ,كونها ترابط مادي ,لا يكون صدق توحدها الا بصدق الشعور والاخلاص له ,وصدق الشعور لا يكون الا من حرص الايمان وطاعته ,وذلك من خلال مخاطبة المولى عز وجل ,بخطاب الجمع بقوله تعالى (يا ايها الذين امنوا ) ,ومن خلال احاديث رسوله الكريم , بشروط الايمان (لا يؤمن احدكم )......
عنما طلب نوح من ربه ان ينجي ولده من طوفان الغضب ,اجابه عز وجل انه ليس من اهلك ,انه عمل غير صالح ,نعم ,عندما تختلف القلوب بين الاخوة نتيجة ماديات الدنيا ,عندما يعيق الابن والديه ,وتعيق الاباء ابنائها ,عندما لا تنصر اخاك ظالما ومظلوما ,عندما لا تكون اخوة العقيدة بين الازواج ,وبالمجمل عندما ينعدم حس الشعور الواحد ,تكون الامور غير صالحة ,مفسدة للحياة تقود للنهاية ,كما حال انانية الانسان ...............
للاسلام درجات مشروطة ,ابسطها ,ان يسلم الناس من اذى اللسان واليد ,ثم ارتقائه الى القلوب اي وحدة الشعور اي الايمان ,وارقى درجاته الاحسان ,وهو من العفو والتسامح ,من خلال ذلك فلينظر الانسان ,وليحكم عقله في اي درجة من هذه الدرجات يتواجد فيها ..............
لا بد للانسان ان يدرك وحدة الشعور, التي اكنها الله تعالى في القلوب ,وذلك ان يضع نفسه في مكان المظلوم ليجد وحدة الشعور ,وذلك ان الانسان لا يظلم نفسه ,لو يعيش بالشعور معانات الاخرين ,كون المعانات هي من ادراك الشعور لنصره اخاه ,هي الاخوة التي تعني صدق الايمان .................
د. زيد ابو جسار