في الأردن، وفي تسعينيات القرن الماضي، قام العدو الصهيوني وعن طريق عملاء مؤسسة «الموساد» الاستخبارية، بمحاولة لاغتيال خالد مشعل، عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية «حماس» آنذاك، وفشلت المحاولة، بل نجحت جزئيا، حيث تم حقن مادة سامة في ظهر خالد مشعل، وتم إلقاء القبض على العملاء الأعداء، وقد قام الأردن آنذاك، باستخدام هذا الخطأ السياسي المتمثل بالعمل العدواني على الأردن، حين حاول جهاز مخابرات في الكيان الإسرائيلي اغتيال أحد الناس على الأرض الأردنية، حيث غضب المغفور له الملك الحسين بن طلال من هذا العمل المعادي، وألزم «الأعداء» بمعالجة خالد مشعل بتوفير «الترياق» الخاص بنوع السم المحضر مخبريا في مؤسسات العدو المختصة، وكذلك إلزام الكيان المعادي بإطلاق سراح الشيخ أحمد ياسين، مؤسس حركة «حماس»، وكان عملا سياسيا أردنيا ناجحا بالعلامة فوق الكاملة، وهذا نموذج من التنازل عن الحقوق الأردنية للأشقاء الفلسطينيين، يعبر عن مدى الدعم الأردني الموصول، الذي كانت وما زالت تحظى به القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني بكامل أطيافه ومشاربه الفكرية..
وزير الزراعة، المهندس خالد الحنيفات، وبعبارة أردنية «جنوبية» بسيطة ومتداولة، لا ترقى لا لشتيمة ولا لتقريع حسب استخدامها عندنا في الجنوب، بل هي تمثل نوعا «شديدا» من العتب، وهي «استحوا شوية»، والتي قالت وسائل إعلام محلية ودولية بأنها منسوبة للوزير الحنيفات في رده على أخبار متناقلة عن بعض الأشخاص (عددهم 4 إلى 5 حسب الأخبار الصحفية)، يسمسرون لصالح تجار دوليين في نقل وتأمين صفقات تجارية تتعلق بالخضار والفاكهة الأردنية، يقومون بتأمينها لتجار يعملون في أسواق الكيان الاسرائيلي الذي يحتل فلسطين، ويستولي على أراضي السكان الأصليين أعني الفلسطينيين العرب المسلمين والمسيحيين..
الأردنيون كلهم؛ يجرمون ويمقتون كل من لا يدعم الشعب الفلسطيني في كفاحه المشروع لتحرير أرضه والانتقام من عدوه وعدونا، الذي يشن حرب إبادة بحق الشعب الفلسطيني من السابع من تشرين الأول اكتوبر الماضي وحتى اليوم، وقتل أكثر من 22 الف مواطن فلسطيني بريء جلهم أطفال والبقية نساء وشيوخ وأبرياء، علاوة على فقدان آلاف آخرين تحت أنقاض البيوت المهدمة، حيث دمرت آلة الحرب الأمريكية أكثر من 70% من مباني غزة وأخرجتها عن صلاحية الاستخدام البشري، علاوة على إصابة أكثر من 50 ألف مواطن جراء جرائم الحرب والإبادة التي يشنها مرتزقة ومجرمون وشذاذ آفاق تحت راية الكيان الصهيوني المدعوم من أمريكا وبريطانيا وفرنسا..
العملاء كالأعداء بالنسبة لأي شعب يحترم نفسه، وكل من يساعد المجرم لتنفيذ جريمته هو مجرم بعرف أي قانون، وفي الحقيقة إن العميل أكثر خطرا من العدو الواضح، وكذلك من يساعد المحتل والعدو المجرم.. وهذ كلام موجه للشرذمة المذكورة التي «تسترزق» بمال حرام من وراء السمسرة والاتجار مع الكيان المجرم، بالخضروات والفواكه وغيرها.
ألا يفهم بعضنا موقف جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال وقبله وبعده مواقف القيادات الهاشمية في مجابهة أعداء هذه الأمة وعملائهم.
ألا تبت الأيادي وقطعت الأيدي التي تساعد عدوا مجرما حقيرا .