اسرائيل من اسبوعين تحدثت عن برمجة عملية اغتيالات تستهدف قيادات سياسية وعسكرية للمقاومة وحماس في غزة وخارجها.
ومن ايام في اسرائيل تحدث قادة عسكريون وسياسيون عن استهداف لاغتيال العاروري، وتم وضع العاروري على رأس قائمة اهداف الاغتيال والتصفية لقيادات المقاومة. وأول امس تم اغتيال العاروري في عملية منتقاة ومدروسة، ودقيقة استهدفت القيادي الحمساوي في الضاحية الجنوبية في بيروت. و الشهيد صالح العاروري القيادي في حركة حماس، ونائب رئيس المكتب السياسي، وضابط الاتصال في العلاقة بين حماس وحزب الله، ومن مؤسسي قوات القسام، وقائد حماس في الضفة الغربية. اغتيال العاروري عملية رمزية، ويعني الكثير للمقاومة ومحورها الاقليمي. وكما ان الاغتيال قد يمثل نقطة البداية لعودة عمليات الاغتيال والتصفية لقياديي حماس والمقاومة.
فهل سيكون هناك استهدافات اخرى لقيادات المقاومة ؟ اول من امس، نتنياهو طلب من وزرائه عدم التعليق على اغتيال العاروري.
و فيما مدير الموساد علق على حادثة اغتيال العاروري قائلا : ان كل ما شارك في 7 اكتوبر مصيره سيكون الموت. بعد اغتيال العاروري فان حرب غزة رهن التوسع اقليميا، وان بوابة امتداد الحرب اقليميا قد تكون من الضاحية الجنوبية في بيروت. نتنياهو يبدو انه وضع امريكا الحليف والاب الكبير لاسرائيل امام الامر الواقع، وان عملية الاغتيال قد تلت قرار واشنطن سحب بوارجها العسكرية من البحر المتوسط والاقليم، واعلان الخارجية الامريكية عن تأجيل زيارة بلينكين الى الشرق الاوسط. فهل ستعود البوارج الامريكية الى الاقليم؟ وليس بامكان امريكا ان تترك اسرائيل وحدها اذا ما صعدت وتيرة حرب جبهات المقاومة وتوحيد الساحات. و احتمال دخول دول اقليمية كبرى، كايران على ساحات القتال ودوامة الدم، و بعدما تم امس استهداف مقام القيادي الايراني قاسم سليماني في مدينة كرمان في عملية ارهابية خلفت اكثر من مئة شهيد وجريح.
نتنياهو يذهب من وراء اغتيال العاروري الى توسيع دائرة الحرب في الشرق الاوسط. و يسعى نتنياهو الى الهروب من غزة، وافلاس الجيش الاسرائيلي في تحقيق اهداف عسكرية، وحالة الورطة والمأزق والفشل الاستراتيجي لاسرائيل في حرب غزة. توسيع الجبهات يخلط الاوراق، واندلاع حرب اقليمية يوزع دم هزيمة اسرائيل في غزة على قبائل احزاب اتئلاف الحكم في تل ابيب، وتضيع المسؤوليات، وتحمل اعباء الفشل العسكري. نتنياهو اندفع نحو خيار توسيع دائرة الحرب اقليميا. ولربما ان نتنياهو وامريكا، ودول غربية وعربية داعمة ومساندة لاسرائيل وحربها في غزة، لا يدركون كيف سيكون رد جبهات المقاومة في الاقليم، وكيف ان نيران جهنم سوف تفتح على اسرائيل، ان وجود الكيان الاسرائيلي سيكون في خطر حقيقي.
و على جبهة جنوب لبنان، فان حزب الله من بداية حرب غزة رسم معادلة للردع حاولت تجنب دخول لبنان في الحرب.
و حزب الله يفتح شبه جبهة في الجنوب، وقدم مئات من الشهداء، وصواريخه لم تنقطع عن دك مدن الشمال الفلسطيني المحتل.
وحزب الله وضع من اولوياته في غمرة حرب غزة.. وقف اطلاق النار وفك الحصار عن القطاع وتبادل الاسرى هدفا مركزيا. حتما سوف ترد المقاومة، والمقاومة ليست عاجزة، واذا لم يتم لجم نتنياهو، فليس مستبعدا عن تتدحرج كرة الحرب في الاقليم نحو حرب كبرى . امريكا حتما تدرك عواقب الحرب الكبرى، وتدرك اكثر مدى جنون وهستيريا نتنياهو، وماذا يعني اشعال نيران الحرب اقليميا. و ان كان قرار سحب البوارج الامريكية وتأجيل زيارة وزير الخارجية الامريكي للاقليم قد يكون من باب توزيع الادوار مع تل ابيب، ولذر الرماد في عيون اطراف اقليمية حليفة وصديقة لامريكا.