زاد الاردن الاخباري -
إذا كنت تفكر في أن يحمل عام 2024 قرارا جديدا بالإقلاع عن التدخين، فإن دراسة جديدة تنصح بدواء "السيتيسين".
وأعادت الدراسة الاعتبار لهذا الدواء الذي تم إنتاجه في الستينيات، وذلك بالتأكيد على فعاليته الكبيرة لأداء هذه المهمة.
ووجدت الدراسة التي نشرت في مجلة (الإدمان) أن "السيتيسين"، وهو دواء منخفض التكلفة تم استخدامه في أوروبا الشرقية منذ ستينيات القرن الماضي للإقلاع عن التدخين، لديه فرص نجاح قوية بأكثر من الضعف لأداء هذه المهمة، مقارنة بالعلاج الوهمي، وقد يكون أكثر فاعلية من العلاج ببدائل النيكوتين.
ولكن تبدو المشكلة الوحيدة لهذا الدواء في الإتاحة، حيث إنه لا يتم تسويقه خارج أوروبا الوسطى والشرقية، باستثناء كندا، مما يجعله غير متاح في معظم أنحاء العالم، بما في ذلك العديد من البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، حيث يمكن أن يحدث فرقا كبيرا في الصحة العالمية.
و"السيتيسين" مركب نباتي يخفف أعراض الانسحاب من التدخين، وتم تصنيعه لأول مرة في بلغاريا في عام 1964 باسم "تابيكس"، وانتشر لاحقًا إلى بلدان أخرى في أوروبا الشرقية وآسيا، حيث لا يزال يتم تسويقه.
وفي عام 2017، بدأت شركة الأدوية البولندية " أفوفارم" في بيعه تحت اسم ديسموكسان، وهو دواء يُصرف بوصفة طبية فقط، ووافقت كندا عليه كمنتج صحي طبيعي بدون وصفة طبية، تحت اسم "كرافف".
ونظرًا لأن "السيتيسين" دواء منخفض التكلفة، فقد يشكل جزءا من خطة لزيادة إمكانية الوصول إلى العلاج الدوائي للمدخنين، والتي تميل إلى أن تكون محدودة في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.
ويوضح المؤلف الرئيسي الدكتور عمر دي سانتي من المركز الوطني للتسمم في الأرجنتين: "تضيف دراستنا إلى الأدلة التي تشير إلى أن السيتيسين هو وسيلة مساعدة فعالة وغير مكلفة للإقلاع عن التدخين، ويمكن أن يكون مفيدًا جدًا في الحد من التدخين في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، حيث هناك حاجة ماسة إلى أدوية الإقلاع عن التدخين فعالة من حيث التكلفة".
ويضيف: "في جميع أنحاء العالم، يعتبر التدخين السبب الرئيسي للوفاة التي يمكن الوقاية منها، والسيتيسين لديه القدرة على أن يكون أحد الإجابات الكبيرة لهذه المشكلة."
وجمعت هذه الدراسة نتائج 8 تجارب عشوائية محكومة تقارن السيتيسين مع الدواء الوهمي، مع ما يقرب من 6000 مريض.
وأظهرت النتائج المجمعة أن السيتيسين يزيد من فرص الإقلاع عن التدخين بنجاح بأكثر من الضعف مقارنة بالعلاج الوهمي.
ونظرت الدراسة أيضا في تجربتين عشوائيتين تقارنان السيتيسين مع العلاج ببدائل النيكوتين، مع نتائج متواضعة لصالح السيتيسين.
ويقول محمد مقلد، استشاري الأمراص الصدرية والرئوية بوزارة الصحة المصرية، إن نتائج الدراسة وإن كانت مبشرة للغاية، إلا انه لا يمكن التوصية بتعميمها قبل الإجابة على مجموعة من الأسئلة.
ويوضح، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، أن الأسئلة تبدأ بـ"الآثار طويلة المدى"، حيث لا بد من معرفة ما هي معدلات النجاح على المدى الطويل، والآثار الجانبية المحتملة المرتبطة باستخدام الدواء للإقلاع عن التدخين، وما إذا كانت هناك مخاوف بشأن معدلات الانتكاس أو الآثار الضارة على مدى فترات طويلة".
ويضيف أن "نتائج الدراسة يجب اختبارها مع مجموعات سكانية أكبر وأكثر تنوعا، وذلك للإجابة على سؤال آخر، وهو هل هناك مجموعات سكانية محددة قد يكون السيتيسين فعالا أو غير فعال معها بشكل خاص".