زاد الاردن الاخباري -
قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن كتائب المقاومة الفلسطينية أحسنت استغلال ارتباك قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي نتيجة الخلافات داخل مجلس الحرب، والتي زادت حدتها خلال الأيام الأخيرة.
وأوضح في تحليل عسكري للجزيرة أن آثار هذا الخلاف ظهرت بشكل جلي في المنطقة الشمالية في قطاع غزة، حيث شهدت ارتباكا واضحا في إدارة المعركة من قبل الجيش، في ظل عدم وضوح الرؤية السياسية والحديث عن التحول للمرحلة الثالثة قبل التراجع عنها مرة أخرى.
ولفت إلى أن ذلك جعل قادة الجيش على مستوى هيئة الأركان العليا والقادة الميدانيين في حالة ارتباك، لتصدر أوامر بالانسحاب، تلتها أوامر بالعودة مرة أخرى، وهذا الأمر استغلته كتائب المقاومة وأوقعت في قوات جيش الاحتلال خسائر كبيرة خلال الأيام الثلاثة الماضية.
وفي هذا السياق، أشار الدويري إلى أن المقاومة اعتمدت مقاربات تكتيكية جديدة على مستوى التنسيق والعمل المشترك، حيث أظهرت مقاطع الفيديو الجديدة ذلك من خلال أنواع الكمائن وطرق الاستدراج وغيرها من التكتيكات.
وفي سياق حديثه عن الوضع في الجنوب، أشار الخبير العسكري إلى أن جيش الاحتلال دفع بلواء ثامن مما جعل قوام القوات يقارب 3 فرق، وهذا يعني كثافة في عدد الآليات والجنود، ورغم ذلك لم يحقق إنجازات تتوافق مع هذه القوة والعدد، وفارق القدرات الواضح بين الطرفين.
وتابع أن ما ساعد المقاومة على الاستمرار في القتال أمام هذه الكثافة هي طريقة إدارة المعركة الدفاعية، والقدرة على استغلال الإمكانات المتاحة، والخروج للعدو في الوقت المحدد والمناسب، بصورة تحقق مفاجآت متكررة لقوات الاحتلال.
ولفت إلى أن النقطة الفارقة خلال الـ24 ساعة الماضية في مشهد محاولة جيش الاحتلال الإسرائيلي تطوير عملياته العسكرية، ظهرت من خلال اعتماده مقاربة أميركية كانت معتمدة في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في كل من العراق وسوريا من حيث تجزئة المجزأ.
وفي هذا السياق، أوضح أن العمليات تقوم على تطويق بلدات صغيرة وتنفيذ هجمات مركزة من كافة الجهات أملا في تحقيق نجاحات ولو تدريجية، وهو بذلك يتبنى قاعدة ما يطلق عليه القضم المتدرج، بحصار المنطقة من 4 جهات ومحاولة الوصول إلى موضع قدم والتدرج بعدها في توسعة المكاسب.
وحول أثر استهداف قادة حماس والتمكن من اغتيال عدد منهم، في إشارة إلى اغتيال صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وعدد من قيادات الحركة، قال الدويري إن ذلك لم يؤثر على عمليات المقاومة كما هو ظاهر من التطورات الميدانية.
وأوضح أن ذلك طبيعي ومتوقع، لأن من تم اغتيالهم ليسوا قادة عسكريين في ميدان المعركة بغزة، لافتا إلى أن الإدارة العسكرية للمعارك في الميدان بغزة في يد كتائب القسام الجناح العسكري للحركة، وهي منفصلة عن القيادة السياسية التي تنسق معها في الإطار العام وإدارة المشهد الكلي.