خامس زيارة لوزير الخارجية الامريكي انتوني بلينكن الى منطقة الشرق الاوسط منذ السابع من اكتوبر الماضي، وتدعي الدبلوماسية الامريكية من خلال تصريحاتها انها تريد احتواء نطاق العمليات وعدم توسيع جبهة المعركة ومحاولة عدم قتل الابرياء خلال العدوان الصهيوني الغاشم على قطاع غزة وزيادة المساعدات الطبية والغذائية وبحث اليوم الثاني من انتهاء الحرب مع عدم السماح بهجرة الغزيين، بالمقابل استمرار امداد جيش الاحتلال النازي يوميا بجسر من امدادات العدة والعتاد عدا عن تخصيص ما يزيد عن 14 مليار دولار موجهة لدعم الكيان الصهيوني بالاضافة الى استخدام عبارة «حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها»، بل وموافقتها في هدفها الخيالي «القضاء على حركة المقاومة الفلسطينية حماس».
كل مرة يأتي بها بلنكن الى المنطقة تبرز ذات العناوين ويخرج منها الى البيت الابيض لتتناقض التصريحات لصالح الكيان الصهيوني واعماله الغاشمة والقتل المتعمد للفلسطينيين سواء في القطاع او الضفة الغربية، ينطبق عليه مثل قديم كانت الجدات تتداوله في مثل هذه المواقف «ياستي حجيتي وجيتي» .
مع هذه الزيارة الجديدة التي شملت تركيا الى جانب اليونان وخمس دول عربية منها الاردن بالاضافة الى السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني، وذات التصريحات الصحفية ونفس العبارات الجوفاء «نأسف لقتل المدنيين وتعمد استهداف الصحفيين وهدم المنازل» والى ما ذلك، لكن يُضاف اليها هذه المرة تحشيد لفتح جبهة جديدة مع الحوثيين في اليمن نتيجة للاحداث التي يشهدها باب المندب، وكأن المنطقة بحاجة لاضطرابات اكثر واعقد مما هي عليه الآن، فالولايات المتحدة لا تستطيع ان تعيش الا في وسط مضطرب لتثبت انها الاقوى والاقدر على ضبط ايقاع العالم بما يتناسب مع مصالحها بغض النظر عن الاخرين.
اما الكيان الصهيوني، فبات يرمي بعرض الحائط النصائح الامريكية ليوجه بتوسيع جبهات القتال الى شمال الداخل الفلسطيني ويفتح جبهة جنوب لبنان من خلال عمليات اغتيال وتحد وقح كي يحمي رئيس حكومته الارعن نفسه من الدخول الى السجن بتهم الفساد، فيما تعاونه واشنطن بفتح جبهات اخرى كان اخرها في العراق بتفجير لاحد المزارات هناك، فهي في برجها العاجي بعيدا عن تطويرات المشهد على اعتبار انها تحدد ما تريده بالتحكم عن بُعد في امر المنطقة التي كانت هي السبب الاساس في زرع الفتن واشعال النيران فيها حتى يومنا هذا.
ووصل عمى دبلوماسية الكيان الصهيوني وواشنطن الى تحديد مصير القطاع في اليوم الثاني من انتهاء الحرب، مع صم اذانهم عن الضلع الاساس الذي قال ويعيد بثقة مبعثها ايمانه بالله وعدالة قضيته وهم المقاومة بان لا مفاوضات الا بعد وقف اطلاق النار نهائيا وانسحاب آلة الحرب الصهيونية من القطاع، فهي المقاومة التي استرعت انتباه العالم بعدالة قضيتها ونضالها المنفرد وبسببها طاف علم فلسطين ارجاء العالم، وبان الوجه القبيح الوحشي لهذا الكيان الغاصب ومن والاه.
ان الحديث عن تسوية دون الاستماع الى الطرف الاخر هباءا منثورا، وان ما يحدث في القطاع المكلوم انما تجاوز سرعة الصوت ولاضوء ليدخل الى محمياتهم الانتخابية وباتت شعوب الارض تنفض الغبار عن كاهلها وتنظف اذنيها لسماع الحقيقة ورؤية الواقع الذي منع عنها لتصبح المقاومة محدد حقيقي لرئاسات قامت وارتكزت على الدماء او دعم الدمويين.
الكل الآن في دائرة الصراع دون استثناء خاصة الدول الغربية ومن لم يقف الان موقف صدق فلا بد من يوم ترد فيه المظالم وسيكون اسود على كل ظالم، فما عاد هناك وقت كي يحكموا عقولهم ان وُجدت فالرفص تتلاشى والحيز يضيق حتى يكاد يخنقهم جميعا، ليظهر ان موالاة الكيان الصهيوني انما هو رهان على حصان خاسر.