رسالة عمان هو البيان الذي أصدره جلالة الملك عبدالله الثاني عام 2004 وجاء فيه "وإننا نستنكر، دينياً وأخلاقياً، المفهوم المعاصر للإرهاب والذي يراد به الممارسات الخاطئة أيّاً كان مصدرها وشكلها، والمتمثلة في التعدّي على الحياة الإنسانيّة بصورة باغية متجاوزة لأحكام الله، تروع الآمنين وتعتدي على المدنيين المسالمين، وتجهز على الجرحى وتقتل الأسرى، وتستخدم الوسائل غير الأخلاقية، من تهديم العمران واستباحة المدن".
اين انتم يا دول العالم من هذا البيان، اين انتم يا غزاة الحظر على مواقع التواصل الاجتماعي من ذكر كلمة غزة، اين انتم يا من تمارسون الإرهاب والبطش والقتل والهدم والتجويع والتشريد؟
اين نحن من هذا وما يحدث لأهلنا في غزة، هل يعقل هذا الحشد العالمي الباغي كله من اجل تدمير مدينة عدد سكانها لا يتجاوز 2.5 مليون انسان؟
هل يعقل هذا الصمت العربي المطبق تجاه قتل الاطفال والنساء والشيوخ والمرضى والصحفيين وهدم المنازل وقصف المستشفيات والمساجد والمدارس والمخابز وقطع المياه والكهرباء ومنع الطعام؟
هل يعقل ان مدينة تحاصر منذ اكثر من 17 عام لمجرد انها تقول لا للاحتلال، وهل مقاومة الاحتلال والدفاع عن الأرض والعرض اصبح جريمة، الا يكفي ان الفلسطينيين بما فيهم أهل غزة يعيشون في ظل احتلال لا يرحم أحداً منذ 76 عاما؟
من هي إسرائيل ومن اين جاءت؟
كان اليهود مشتتين فى الأرض وغالبا ما كان انتشارهم في أوروبا، وتم وضعهم تحت قوانين وقيود صارمة في الكثير من الدول والمدن الأوروبية، ويعيشون في احياء او حارات (غيتو) وكانت الغيتوات أماكن شديدة الفقر، وفي أوقات النمو السكاني، كانت الشوارع فيها ضيقة والمنازل صغيرة مكتظة. وأحاطت بالغيتو أسوار لمنع اختلاطتهم مع السكان الأصليين لدول أوروبا، حيث كانوا تعتبرون مواطنين من الدرجة الثانية استعصى دمجهم وصهرهم في اوروبا المسيحية على مر التاريخ، لذلك أرادوا التخلص منهم فكانت دولة اسرائيل حلا لمشكلة اليهود في أوروبا وكانت فلسطين ضحية لهم.
متى سنصحى نحن العرب والمسلمين من سباتنا العميق؟
اما آن للصوت العربي الغاضب ان ينفجر، أما آن للهتافات والصرخات العابرة للشعب ان يسمع صداها، أما آن لكلمات الشجب والتنديد والادانة ان تنتهي، أما آن لنا ان نوحد صفوفنا
هل ترى أعيننا ما يحدث في غزة من قتل ودمار وتشريد، وبحسب وكالة الانباء القطرية (4/1/2024) " ألقت قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر الماضي، أكثر من 45 ألف صاروخ وقنبلة، يزيد وزنها عن 65 ألف طن من المتفجرات" بما يعادل 26 كلغم من المتفجرات لكل فرد، وأكثر من وزن 4 قنابل نووية من التي القيت على هيروشيما وناغازاكي في الحرب العالمية الثانية.
باي حق ووجه شرعي تدعم أوروبا وامريكا إسرائيل عسكريا واقتصادديا ونحن العرب نكتفي بالتنديد والادانة؟
فالدول العربية والتي لديها اتفاقيات سلام وتطبيع مع إسرائيل، لا تضمن شرها وغدرها لأن اسرائيل لا تمتثل لقواعد القانون الدولي، يشار الى ان ستة دول عربية بالإضافة الى منظمة التحرير الفلسطينية وقعت اتفاقيات مع إسرائيل وهي :
اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل عام 1978
اتفاقية أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل عام 1993 وكان عنوانها "غزة اريحا أولا"
اتفاقية وادي عربة بين الأردن وإسرائيل عام 1994
اتفاقية ابراهام بين الامارات وإسرائيل عام 2020
اتفاقية السلام بين البحرين وإسرائيل عام 2020
اتفاقية السلام بين السودان وإسرائيل عام 2020
اتفاقية السلام بين المغرب وإسرائيل عام 2020
اسوق هذه الاتفاقيات لأقول ما قاله وزير الخارجية الأردني خلال الجلسة الافتتاحية لأعمال منتدى الدوحة (10/12/2023) "لقد أهدرنا 30 عاماً من عملية السلام، ولم يحدث شيئا فيها، باستثناء تعزيز إسرائيل لاحتلالها" وقال أيضا " نواجه نزاعًا خطرًا جديًا من التوسع، ليس فقط غزة التي تعاني من فظائع هذه الحكومة الإسرائيلية، بل الضفة الغربية أيضًا، تذكروا أنه حتى قبل السابع من تشرين الأول، شهد هذا العام مزيداً من الضحايا الفلسطينيين الأبرياء أكثر مما حدث في عقد، وأن التوسع الاستيطاني بقي مستمراً، وأن السياسيين الإسرائيليين واصلوا الحديث كما لو أن الفلسطينيين غير موجودين".
مهما طال الزمان وكثر البطش والهجران، لا بد ان يأتي يوم ويطرد فيه الطغيان، وتعود الأرض لأهلها باطمئنان، والرحمة للشهداء الذين انتقلوا الى جوار الرحمن.