هل نفرح؟ هل نمضي نحو غدنا بعزيمة وهمّة؟ أو نخجل من ذلك؟، لأجل غزة نطرح على أنفسنا آلاف الأسئلة التي تدور في أذهاننا، عندما نقف على مفترق طريق في كلّ مرة نسعى بها للسير نحو الأمام، ظنّا منّا أننا نخون وفاءنا وعهدنا لأهلنا في غزة وفلسطين، وهذا هو «الطبيعي» الأردني الذي يرفض أن يترك التوأم الفلسطيني دون دعم أو سند أو عون، حتى هجرنا الفرح وابتعدنا عن الكثير من تفاصيل حياتنا الطبيعية.
وحتى لا نهجر الفرح، ولا نبتعد عن مساحاته علينا أن نؤكد أمرا هاما، بأن الأردن يقف مع الأهل في غزة، بل هو أكثر من وقف ويقف مع غزة، وقدّم سندا وعونا لم يقدمه أي بلد على هذه المعمورة، لم يبخل على أهلنا في غزة بكل ما يحتاجون، سعى بكل ما أوتي من إمكانيات، ما يجعل من شعورنا بأي تقصير، يأتي في غير محله، فالأردن هو من وقف مع غزة، هذه حقيقة تتحدث بها حناجر «الغزيين» بأعلى صوتها، والمواقف الأردنية تتحدث عن نفسها بشهامة وعطاء غير محدود.
غدنا مليء بالأمل، وعلينا أن نُقبل عليه جميعا بكل طاقة إيجابية وحرص على الإنجاز، والتنمية، والسعي نحو الأفضل بما يليق في وطننا، الذي لم يترك يوما مغيثا إلاّ ووقف معه، ونصره، فكيف إذا ما كان المنادي غزة وفلسطين، فللنداء درب للقلب فورا، وللاستجابة سرعة الضوء، ما يجعل من أي ردة فعل تبطئ خطى تقدمنا وتبطئ خطى الإنجازات والتنمية، وتؤخّر من التطوّر، غير مقبولة، ولا ضرورة لها، بل على العكس من شأنها اضعاف بعض القطاعات، وغزة ما تحتاجه منّا قوّة وليس العكس.
الأردن لم يترك أهلنا في غزة من اليوم الأول في حرب شرسة ازدحمت بجرائم الحرب، وقام ويقوم بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني بأدوار سياسية ودبلوماسية واجتماعية وصحية وغيرها، ضخمة، وتمكّن من تجاوز الكثير من الصعاب، وتذليل العقبات ليتمكن من إيصال المساعدات لأهلنا في غزة، فنحن نتحدث عن مستشفيين ميدانيين في غزة، بكوادر طبية أردنية، يعملون بسواعد نشامى الخدمات الطبية، ونتحدث عن انزالات وصلت السبعة، ناهيك عن ما أسفرت عنه الجهود الأردنية بقيادة جلالة الملك من فتح معبر كرم أبو سالم ليكون معبرا جديدا لإيصال مزيد من المساعدات للقطاع، ناهيك عن حجم المساعدات التي قام ويقوم بإدخالها من خلال معبر رفح، والدور العظيم الذي يقوم به جلالة الملك على الصعيد الدبلوماسي والسياسي.
لا يحتاج وطني أن نتحدث عن ما قدّم ويقدّم لأهلنا في غزة، ما أردت قوله، حتى لا نهجر الفرح والانجاز والسعي لغد قويّ بالإنجازات والتطور والحداثة، علينا أن نمضي نحوه دون أي شعور بقلق أو خوف أو حتى ارتباك، لنمضي معا بأيادينا تتشابك مع الجهود الحكومية التي تمضي بدرب إنجازات ضخمة نشدّ من عزيمة بعضنا البعض نحو ما يليق بالوطن، وهناك إنجازات كثيرة علينا البناء عليها وتعظيمها، وايجابيات يجب استثمارها ليومنا ومستقبلنا، لنكون أكثر قوّة لأنفسنا ولكل من يطلب عوننا، فالضعيف لا يملك قوة العطاء سواء لنفسه أو لغيره.