سأُحدّثُكم يا أطفالَ الأُمّةْ
عن قَمَرٍ عربيٍّ، كان يُنيرُ لياليها
وَيُجلّي فيها.. حين تُحاصِرُها الغُمّةْ
جَمْرةَ نَخْوتِها، كي تنهض ثانيةً،
وشموخَ مواضيها
سأُحدّثكُمْ: عَنْ رَجُلٍ أُمّةْ
- كيف يكونُ الرَّجُلُ الواحِدُ أُمَّةْ
- حين يكونُ كبيرَ القَلْبِ،
مليئاً بالحُبِّ، لكلِّ الناسِ،
وتَسْكُنُ شَفَتَيْهِ البَسْمةْ
ويُساوي الفِعلُ لديهِ القولَ
وتَعْني ما تَعْنِيهِ الكِلْمَةْ!
ولقد كانَ «أَبو عبدِاللهِ» الصَّادِقَ
والعاشِقَ، والمعشوقْ
والواثِقَ، والمَوْثوقْ
كانَ الرّائِدَ (والرّائِدُ لا يَكْذِبُ أَهْلَهْ)!
كانَ عباءَةَ زَهْوِ الأَحرارِ،
وخَيْمةَ مجدِ الشُّرفاءْ..
كان حَبيبَ النّاس (بلا استثناءْ)!
كان الإنسانَ المَلِكَ، وكانَ الملكَ الإِنسانْ
وبِرَغْمِ الرِّيحِ المجنونةِ،
والموج القاسي، والليلِ المُوحشِ،
والأحزانْ..
لم يَتغيّرْ لونُ العَيْنيْنِ، ولا نَبْضُ الشَّفَتيْنِ،
ويكفي أنّ «الرُّبانْ»
قد أَوْصلَ كُلَّ مراكِبنا للشُّطآنْ!!
ها هي ذي عمّانْ
وكما هي عادتُها دوماً: تلقاكُمْ
بالوَرْدِ.. وبالرَّيْحان
وتقولُ لكم ما قالتْهُ لمن سَبقوكم:
يا غَدَ أمّتِنا: (بالأحضانْ)
يا سيّدَنا الحاضرَ في ذاكرةِ المَجْدِ
ستَبْقى فينا قصّةَ مَجْدٍ وعطاءْ
لا ينساها الزَّمنُ،
ولا يمحوها الماءْ..
ولنا –في مَنْ خَلّفتَ لنا من أقمارِكَ-
أَمَلٌ.. في أنْ نجتازَ العَتْمَةْ
ونُحَقِّقَ أحلامَ الأُمّةْ!!
* «قالها الشّاعر في لقاء الأطفال العَرَب، عندما طلبوا منه في مؤتمرِهم بِعمّان.. الذي مثّلوا فيه دُولَهمْ العربيّة كلَّها، أنْ يحدّثهم عن الحُسين، طيّب الله ثراهْ.. وهؤلاء الأطفال أصبحوا الآنَ كباراً، وتَسلّمَ قسمٌ كبيرٌ منهم المسؤولية الأُولى في بُلدانهم الشقيقة».