زاد الاردن الاخباري -
انتهى الناخبون في تايوان من الإدلاء بأصواتهم في انتخابات ستحدد علاقة جزيرتهم بواشنطن وبكين لسنوات مقبلة، وستؤثر على الأمن الإقليمي.
يشهد السباق المحتدم اليوم السبت محاولة الحزب التقدمي الديمقراطي الحاكم الفوز بفترة ولاية ثالثة قياسية في السلطة. ويفضل مرشحه لاي تشينغ تي علاقات أكثر دفئاً مع الولايات المتحدة وتصفه الصين بأنه انفصالي.
لاي تشينغ تي المصدر: بلومبرغ
علاقات شائكة مع الصين
يُرجح أن يؤدي فوز حزب كومينتانغ المعارض إلى استئناف الحوار مع حكومة الرئيس الصيني شي جين بينغ، التي قطعت المحادثات مع الإدارة الحالية قبل ثماني سنوات. واستبعد هو يو-إيه من حزب كومينتانغ إجراء محادثات توحيد مع بكين، التي تقول إن تايوان تابعة لها.
سيناريوهات حرب تايوان تنذر بخسائر تريليونية وأضرار مدمرة للاقتصاد العالمي
يدير حزب الشعب التايواني حملته الرئاسية الأولى بدفعه بالمرشح كو وين جي صاحب الآراء القوية الصريحة والذي يتمتع بشعبية كبيرة بين الناخبين الأصغر سناً والأكثر تعليماً.
فتحت مراكز الاقتراع أبوابها من الساعة الثامنة صباحاً حتى الرابعة عصراً بالوقت المحلي. ويُرجح أن تظهر النتائج في وقت مبكر من المساء، وفقاً لما حدث في الانتخابات السابقة.، نقلا عن بلومبرغ.
ثلاثة مرشحين
أدلى المرشحون الرئاسيون الثلاثة، بالإضافة إلى الرئيسة تساي إنغ ون ورئيس الوزراء تشن شين جين، بأصواتهم في الصباح.
وقال رئيس الوزراء تشين للصحفيين اليوم السبت: "مما يثلج الصدر أننا نرى الكثير من الناس يصوتون بحماس في الصباح الباكر، مستوفين حقوقهم ومؤدين واجباتهم المدنية".
وأضاف: "خرج الكثير من الناس مبكراً للتصويت بسبب الطقس الجيد اليوم فيما يبدو".
كثف الحزب الشيوعي الصيني جهوده لترهيب حكومة الرئيسة تساي خلال فترة ولايتها الحالية، عن طريق إجراءات أبرزها إجراء تدريبات عسكرية كبيرة حول الجزيرة مرتين رداً على اجتماعها مع كبار المشرعين الأميركيين.
الولايات المتحدة هي الداعم العسكري الرئيسي لتايوان، وقال الرئيس الأميركي جو بايدن مراراً إن بلاده ستدافع عن تايوان في حال تعرضها لهجوم صيني.
وتمثل وجهات النظر المتباينة بين القوتين العظميين بشأن وضع تايوان اختباراً رئيسياً للاستقرار الأخير في علاقاتهما بعد صعوبات لسنوات بشأن التجارة والتكنولوجيا وحقوق الإنسان وغير ذلك.
وانخرطت بكين وواشنطن في موجة من النشاط الدبلوماسي في الآونة الأخيرة تضمنت استئناف المحادثات العسكرية الرفيعة المستوى.
هو يو إيه، المرشح الرئاسي لحزب كومينتانغ ورئيس بلدية نيو تايبيه، يدلي بصوته في مركز اقتراع في بانكياو، نيو تايبيه، تايوان، يوم السبت، 13 يناير 2024 المصدر: بلومبرغ
توقعات بضغوط صينية
قال مسؤولون أمنيون في تايوان إنهم لا يتوقعون أن يجري جيش التحرير الشعبي (الجيش الصيني) مناورات عسكرية كبيرة حول الجزيرة بعد الانتخابات مباشرة، حتى لو فاز لاي.
ويتوقعون في المقابل أن تكثف بكين الضغوط الاقتصادية وتتخذ إجراءات قسرية أخرى قبل أن يتولى الرئيس الجديد منصبه في مايو بغض النظر عن المرشح الذي سيفوز.
في حين أن العلاقة مع الصين هي القضية المهيمنة في السباق على من سيكون خامس زعيم منتخب ديمقراطياً لتايوان، فإن الناخبين لديهم مخاوف أخرى أيضاً.
أسعار المنازل والاقتصاد أولوية
على صعيد الجبهة الداخلية، تأتي أسعار المنازل والاقتصاد في مقدمة الأولويات. أسعار العقارات في العاصمة تايبيه من الأعلى في العالم مقارنة بالدخل، وإذ يمثل انخفاض نمو الأجور مشكلة خطيرة منذ مطلع الألفية.
تفاقمت المشكلة تلك بسبب ارتفاع أسعار المستهلكين في السنوات القليلة الماضية، مما محا الزيادات التي تحققت بشق الأنفس في الأجور.
سيكون للاقتراع أيضاً تأثير على الأسواق، وإن رأى المحللون أن يكون بطيئاً على الأرجح وليس في صورة تقلبات فورية، إذ يتوقف الكثير على تصريحات الفائز ومواقفه ورد فعل بكين عليها.