زاد الاردن الاخباري -
دخلت الأحد، الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في غزة يومها المئة، مع سقوط مزيد من الشهداء المدنيين في القطاع.
والأحد، واصل الجيش الإسرائيلي قصف قطاع غزة الذي يواجه سكانه أزمة إنسانية كبرى، في حين يفاقم الصراع المستمر التوترات الإقليمية.
وبمناسبة مرور مئة يوم على احتجازهم، نظّمت الأحد، مبادرات تضامنية مع المحتجزين الذي ما زالوا في القطاع الفلسطيني لدى حماس وحلفائها.
لكنّ المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أبو عبيدة قال الأحد "على الأغلب، سيكون العديد منهم (المحتجزين) قد قتل مؤخرا، فيما لا يزال الباقون في خطر داهم وكبير كل ساعة، وقيادة العدو وجيشه يتحملون كامل المسؤولية".
وليل الأحد، نشرت كتائب عز الدين القسام مقطع فيديو يظهر فيه 3 محتجزين إسرائيليين على قيد الحياة.
وفي التسجيل المقتضب يظهر المحتجزون الثلاثة وهم رجلان وامرأة، كلّ بمفرده، معرّفاً عن نفسه بالعبرية ومطالباً السلطات الإسرائيلية بالعمل على إعادته إلى دياره. ولم يتّضح في الحال متى التقطت هذه المشاهد.
وتحرير المحتجزين من بين أهداف إسرائيل في الحرب التي اندلعت في غزة إثر عملية السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وردا على العملية توعدت إسرائيل بـ"القضاء" على حماس، وتشن منذ ذلك الحين حملة قصف مدمرة وهجوما بريا.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة الأحد، ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 23968 شهيدا و60582 جريحا، معظمهم من النساء والأطفال.
"لن نتخلى عن أحد"
في إسرائيل، ما زالت عائلات المحتجزين تحاول الضغط على الحكومة لإعادتهم، عبر تحركات عملية أحيانًا ورمزية.
وأعلن أكبر اتحاد للنقابات في إسرائيل (الهستدروت) أن مئات الآلاف نفّذوا إضرابا لمئة دقيقة الأحد، في مرور مئة يوم على احتجازهم.
وتجمع العشرات في ساحة سميت ساحة المحتجزين، حمل بعضهم بالونات صفراء اللون الذي أصبح رمزا للأسرى، والبعض الآخر رفع لافتات تحمل صورهم.
وقال أميت زاخ خلال مشاركته في التجمّع في تل أبيب "مر مئة يوم وما زالوا متروكين هناك... مر مئة يوم ولا مؤشر لعودتهم".
وقال بشير الزيادنة (27 عاما) الذي يحتجز عمه وابن عمه يوسف وحمزة الزيادنة (53 و22 عاما)، إن جل ما يتمناه هو معانقة أحبائه و"إخبارهم أن كل شيء قد انتهى".
وعلى هامش اجتماع لمجلس الحرب قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "لن نتخلى عن أحد. نبذل قصارى جهدنا لإعادتهم إلى الوطن. أشدد: كلّهم من دون استثناء".
الحرب "الأصعب"
وتصاعدت سحب كثيفة من الدخان صباح الأحد، فوق مدينتي رفح وخان يونس جنوبي القطاع كما أفاد مراسل لوكالة فرانس برس.
وذكر المكتب الإعلامي لحماس، أن أكثر من 100 شخص استشهدوا في القصف الليلي في أنحاء القطاع، بما في ذلك في خان يونس كبرى مدن الجنوب، والتي تشكّل منذ أسابيع محور العمليات الإسرائيلية.
وقال الجيش الإسرائيلي في الأيام الأخيرة إنه يركز عملياته ضد حماس في هذه المدينة حيث يحتشد مئات الآلاف من المدنيين بعد فرارهم من القصف المكثف في شمال القطاع في بداية الحرب.
وأعلنت إسرائيل مقتل جندي الأحد، ليرتفع إلى 188، عدد عسكرييها الذين قتلوا منذ بدء العمليات البرية في غزة في 27 تشرين الأول/أكتوبر.
وبعد بدء الحرب، أطبقت إسرائيل حصارها المفروض على القطاع، مما تسبّب بنقص خطير في الغذاء والوقود والمواد الأساسية في جميع أنحاء قطاع غزة.
وتزيد موجة البرد والأمطار التي تهطل في المنطقة صعوبة الحياة اليومية للعائلات التي تخيم في ساحة مجمع النصر الطبي. وقالت نبيلة أبو زايد (40 عاما) بأسف "إلى أين نذهب؟".
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن 1.9 مليون شخص أو نحو 85% من السكان، اضطروا إلى مغادرة منازلهم. ويلجأ كثيرون إلى رفح أو إلى مناطق أخرى في جنوب هذه المنطقة الصغيرة، بينما تكرر وزارة الصحة غياب البنى التحتية الكافية لاستيعاب النازحين.
وفي رفح، قرب الحدود مع مصر، قالت ليغة جابر التي أرغمت على ترك قريتها جولس في عسقلان إبان نكبة 1948، إنها تذكر مآسي تلك الحقبة، وأكدت في تصريح لوكالة فرانس برس وهي جالسة في منزل يؤوي نازحين في مدينة رفح محاطة بعشرات الأشخاص بينهم أولادها وأحفادها، أن "هذه الحرب أصعب من كل الهجرات".
واستشهد "في شمال قطاع غزة" صحفي فلسطيني يبلغ 28 عاما يعمل لدى قناة "الغد" التلفزيونية ومقرها في القاهرة، بحسب هذه الوسيلة الإعلامية التي عزت مصرعه إلى قصف للجيش الإسرائيلي.
توترات إقليمية
وخارج غزة، يؤجج النزاع العنف الإقليمي لا سيما هجمات تشّنها مجموعات حليفة لحماس.
في إسرائيل قُتلت إسرائيلية وابنها بصاروخ أطلق الأحد، من لبنان أصاب منزلهما في قرية كفر يوفال الحدودية في شمال إسرائيل، بحسب الجيش والسلطات المحلية.
وأعلن حزب الله، شن ستة هجمات ضد الأراضي الإسرائيلية.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن أنه قتل ليلا ثلاثة مسلحين قاموا بالتسلل عبر الحدود من جنوب لبنان.
ويستمر التوتر الحدودي بين إسرائيل ولبنان، وسط مخاوف متزايدة من اتساع نطاق التصعيد بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله اللبناني.
والأحد، اعتبر الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، أن إسرائيل "فشلت" في تحقيق أهدافها في قطاع غزة.
وقال "ما أنجز العدو خلال مئة يوم سوى القتل (...) لكنه لم يصل إلى أي نصر حقيقي. ولم يصل إلى صورة نصر. وفشل في تحقيق الأهداف المعلنة وشبه المعلنة والضمنية".
كذلك يزداد التوتر في البحر الأحمر حيث يسود تخوّف من التصعيد بعد ضربات أميركية وبريطانية استهدفت الحوثيين اليمنيين المدعومين من إيران الذين يشنّون هجمات في البحر الأحمر ضد السفن التجارية المرتبطة بإسرائيل، تضامناً مع الفلسطينيين في قطاع غزة.
والأحد، أفادت وسائل إعلام تابعة للحوثيين بأن غارات أميركية بريطانية جديدة استهدفت محافظة الحديدة غربي اليمن، لكنّ مسؤولًا أميركيًا نفى الأمر.
إلى ذلك، تشهد الضفة الغربية المحتلة توترا متصاعدا منذ اندلاع حرب غزة.
واعتقل الجيش الإسرائيلي فجر الأحد، في الضفة شقيقتي صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحماس الذي اغتيل في لبنان مطلع الشهر الحالي بضربة جوية نسبت لإسرائيل، بحسب نادي الأسير الفلسطيني وعائلتيهما.
كذلك، استشهد 5 فلسطينيين الأحد، برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة، بينهم فتى يبلغ 16 عاما استشهد قرب أريحا واثنان قرب مدينة الخليل، وفق ما أفادت وزارة الصحة الفلسطينية.
وعما حصل قرب الخليل، قال الجيش الإسرائيلي في بيان، إن "سيارة فلسطينية اخترقت حاجزا للجيش الإسرائيلي بالقرب من مستوطنة ميتزاد"، وأضاف "لاحق الجنود مركبة الذين أطلقوا النار باتجاه القوات، ردا على ذلك أطلق الجنود النار باتجاهم وقاموا بتحييدهم".