زاد الاردن الاخباري -
قال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، الدكتور أحمد المنظري، إن المأساة المستمرة التي تتوالى فصولها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، هي واحدة من أصعب الأزمات الإنسانية والصحية العامة في تاريخ الإقليم الحديث.
وأكد المنظري خلال جلسة إحاطة إعلامية عن بعد للمكتب الإقليمي للمنظمة بشأن أوضاع الطوارئ الصحية في إقليم شرق المتوسط اليوم الاثنين، إن "الصحة في الإقليم باتت مهدَّدة على نحو لم يسبق له مثيل".
وأشار إلى أن الإقليم اجتاحه خلال النصف الثاني من العام الماضي 6 حالات طوارئ جديدة، منها تفشي الكوليرا في السودان على خلفية الصراع المتصاعد هناك، والفيضانات في ليبيا، والزلازل الكبرى في المغرب وأفغانستان، وأخيرا الحرب في قطاع غزة.
وبشأن الوضع الصحي في قطاع غزة، قال المنظري: "إن النظام الصحي هناك على شفير الهاوية، بينما يسعى بكل ما أوتي من قوة إلى أداء وظائفه وسط تحديات جسيمة وتهديدات بالتعرض للهجمات".
وأوضح أنه "مع وجود 15 مستشفى فقط تؤدي وظائفها على نحو جزئي من أصل 36، يتلقى العديد من المرضى والمصابين العلاج وهم يفترشون الأرض داخل المرافق الصحية المكتظة، وكثير ممن يمكن إنقاذهم يموتون بسبب نقص الأطباء المتخصصين، وانعدام الوقود والكهرباء، والدواء والغذاء، والماء النظيف".
وأضاف، "نتيجةً للقيود والتأخيرات المفروضة على إيصال الوقود والأدوية والمساعدات الأخرى، تتصاعد معاناة الناس في غزة وتتزايد مخاطر وفاتهم وإصابتهم بالأمراض على نحو لا يتصوره عقل"، لافتا الى دعوة المنظمة على مدى 100 يوم من الحرب لزيادة تدفقات المعونة الإنسانية إلى غزة، وتيسير الوصول إليها دون عوائق، ووقف الأعمال العدائية التي تتسبّب بتداعيات مُقلقة بما في ذلك لبنان واليمن.
من جهتها أشارت مديرة إدارة البرامج في المكتب الإقليمي للمنظمة الدكتورة رنا الحجة خلال الإحاطة الإعلامية، إلى نزوح ما يقرب من مليوني شخص في قطاع غزة، يعيشون الآن في ظل أوضاع قاسية ومناطق مكتظة، وهناك 150 ألف إصابة بعدوى الجهاز التنفسي، ويشكّل سوء التغذية خطرا يُسهم في تفاقم الأمراض.
بدوره، اكد مدير البرنامج الإقليمي للطوارئ الدكتور ريتشارد برينان، أن المنظمة تقدّم دعما تقنيا للإجلاء الطبي للمرضى من قطاع غزة، لكن المنظمة ليست هي السلطة التي تقرر من يُمكن إجلاؤه.
وقال رئيس فريق الطوارئ الصحية بمنظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة الدكتور أياديل ساباربيكوف، إن المنظمة تقدم الدعم للنظام الصحي في قطاع غزة للكشف عن أي تفشٍّ للأمراض المعدية والاستجابة لها.
وبشأن حالة الطوارئ الصحية في بلدان الإقليم بشكل عام، قال المنظري: "إن 140 مليون شخص في إقليم شرق المتوسط بحاجة إلى مساعدات إنسانية، وهو ما يمثل 20 بالمئة تقريبًا من سكان الإقليم، أو 40 بالمئة من جميع المحتاجين على مستوى العالم.
وفي عام 2024، ستحتاج منظمة الصحة العالمية إلى ما يقرب من 706 ملايين دولار أميركي للاستجابة لحالات الطوارئ الكبرى في إقليم شرق المتوسط، بحسب المنظري الذي أشار إلى أن المنظمة تعتزم اعتبارا من اليوم إطلاق ندائها العالمي بشأن الطوارئ الصحية لعام 2024، الذي يشمل حالات الطوارئ في جميع أقاليم المنظمة الستة.
وفيما يتعلق باستجابة المنظمة الإقليمية للعام الحالي، أشار إلى أنه وبالتنسيق مع السلطات الصحية والشركاء، ستركز المنظمة على حالات الطوارئ المتعددة في بلدان الإقليم بما يشمل الجفاف، وانعدام الأمن الغذائي في منطقة القرن الأفريقي الكبرى، وفاشيات الكوليرا المنتشرة في 9 بلدان من بلدان الإقليم البالغ عددها 22 بلدًا، وحُمى الضنك.
وأضاف، "بالرغم من أن كوفيد-19 لم يعد يمثل طارئة صحية عالمية، فإن المنظمة لا تزال ملتزمة بالعمل مع البلدان والمجتمعات المحلية للوقاية من تزايد انتشاره، مع العمل في الوقت نفسه على بناء القدرات للتعامل مع الجوائح في المستقبل".