جاء في الاخبار امس ان الرئيس الامريكي بايدن اغلق الهاتف في وجه رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو.
ووزير خارجية امريكا بنلكين قال لمجلس الحرب في تل ابيب : ان خسارة وهزيمة حماس حلم ولن يتحقق. حرب غزة دخلت يومها الثاني بعد المئة، وعسكريا كأنه اليوم الاول من حرب 7 اكتوبر. بعد زيارة بلنيكن الاخيرة الى الشرق الاوسط. يبدو ان ادارة واشنطن بدأت تشعر في شكوك واقعية حول جاهزية جيش الاحتلال والاجهزة الامنية لحرب غزة الواسعة والجبهات الاخرى. و التقييم هذه المرة جاء من قيادات عسكرية وامنية امريكية. واليوم تطرح واشنطن وجهة نظر مختلفة في حرب غزة.
و في التقييم والمراجعة العسكرية الامريكية لحرب غزة وادارة المعركة وفقا للشروط الامريكية، فانها تبحث عن تغيير سياسي كبير في اسرائيل، وبحسب مؤشرت فان الشارع الاسرائيلي يضغط بشكل قوي، ويحرك من منسوب التوتر والضغط على الحكومة، وان مسيرات ومظاهرات تل ابيب تدفع باتجاه تغيير سياسي كبير في تل ابيب.
و ان كانت ادارة واشنطن تندفع نحو التغيير السياسي في تل ابيب، الا انها في نفس الوقت تحمي اسرائيل من خسارة الحرب.. واي خسارة لاسرائيل تعني ضرب مصالح وبرامج ومشاريع، وخطط امريكا في الاقليم.
و ما يطرحه الامريكان في مراجعة ادوات المعركة تصويب العمل العسكري نحو اهداف قيادية للمقاومة العسكرية والسياسية والبنى التحتية في غزة، وليكون العمل العسكري اكثر نجاعة في تحقيق الاهداف. و امريكا اليوم اكثر حرصا على حماية وديعتها الالهية في الشرق الاوسط.. اسرائيل الكيان الوحيد في العالم ولد بوعد الهي. وبلفور كانت مهتمه انه منح» ياهو « رب اليهود تأشيرة دخول الى ارض فلسطين. بعد مئة يوم من حرب غزة، وفي واشنطن اكتشفوا ان « حاخامات الحرب» في اورشليم يخوضون معركة دنكشوتية في غزة.. وان الخطر الوجودي الحقيقي على اسرائيل من الداخل، ومن قادة المؤسسة العسكرية والسياسية.
اسرائيل تدين في بقائها الى امريكا.. وحتى انها تملك سلاحا نوويا، وتملك جيشا كان قويا، وتملك اسلحة فتاكة، في غزة قامت اسرائيل في عملية ابادة جماعية، وتدمير لكل مظاهر ومعاني الحياة في القطاع المنكوب والمحاصر.
و في غزة امريكا تقود الحرب، وامريكا تحارب مع اسرائيل، وامريكا دعمها العسكري واللوجسيتي والامني والسياسي لاسرائيل لا يتوقف.. ومن8 اكتوبر، اليوم التالي لطوفان الاقصى، وخطوط النقل والتزويد شغالة، ومخازن البنتاغون مفتوحة في اسناد ودعم جيش اسرائيل في غزة.
اسرائيل من الصعب ان تعارض ادارة بايدن، ولكن يمكن ان تخدعها، وكما ان اسرائيل تخدع كل حلفائها وداعميها، وتخدع اعدائها ايضا. امريكا من وسع الحرب في الاقليم. وما بين واشنطن وتل ابيب تقاسما دول الاقليم، فاسرائيل تحارب على جبهتي غزة وجنوب لبنان،و فيما امريكا تحارب في جبهات : اليمن والعراق، سورية، وفي غزة وجنوب لبنان ايضا. ما يحصل بين بايدن ونتنياهو غير مفهوم.. وان كانت امريكا انجرت وراء رغبة نتنياهو الجامحة لتوسيع دائرة الحرب في الاقليم، ووسعت دائرة الحرب لتطال الدول الداعمة لشعب غزة وفلسطين..