إعتقدوها غزّة واحدة قصيرة ولكنها غزّة طويلة لم تنته حتى الان
كان طوفان الأقصى بالنسبة للغزيّين كأنه كباقي الإعتداءات والمجازر التي إرتكبتها قوات العدو الإسرائيلي أو أفراد عصاباته ولكن تفاجأ الغزيون أنهم مدعوون لإجتياز الشريط الحدودي والشبك الذي يفصل غزّتهم عن الوطن الأم وما لبث أن جرجر الأبطال الكثير من الأعداء النجسة الى داخل الشريط الحدودي وكذلك الكثير من المدنيين وما هي سوى قليل من الدقائق حتى لم يظهر أي من الأسرى والمخطوفين وبعد قليل من الوقت شعر وعلت تكبيرات الله اكبر الإسرائيليون بأنهم وقعوا في فخ حماس التي إجتازت كل مشاعر الخوف من مزاعم العدو المضلِّلة واشتعل في قلوب الغزيّين حب الجهاد والإستشهاد وبدأ المسؤولون الصهاينة يصيحون ويسطصرخون حتى سمع نباحهم وصريخهم أحبابهم في واشنطن ولندن وباريس وبون وغيرها من الدول التي توصم بالغربية والتي كانت إستعماريّة وخافت هذه الدول الغربيّة بعد أن سرعان ما تذكرت كيف عاث اليهود فسادا بين شعوبهم وفي دولهم قبل عشرات السنين وايام الحرب العالمية الثانية او حول ذلك وتذكرت تلك الدول انها طردت اليهود من دولهم عدّة مرات وما ارتاحت إلا حين قامت تلك الدول بطرد اليهود من مدنها ومن بين شعوبها حيث ارتاحت أوروبا عندما شاركت باي شكل بمساعدة اليهود على تأسيس دولتهم اليهودية على الأرض الفلسطينية التي كانت تحت إنتداب البريطاني حيث ضحكت الحكومة البريطانيه التي كانت دولة الإنتداب على فلسطين على الشعب الفلسطيني الذي كان يعيش على أرضه وسهلت الحكومة البريطانية الهجرة اليهودية الى فلسطين وساهمت بشكل عملي على تأسيس الدولة الصهيونية على الأرض الفلسطينية وبعد ذلك بل قبله تآمرت كل الدول وخاصة أمريكا وروسيا وبريطانيا وفرنسا وغيرها على تشجيع الهجرة اليهودية الى فلسطين بل وساعدت منظمة الأمم المتحدة وغيرها على سلب فلسطين على مراحل منذ عام 1948 وثم 1967 مرورا بالعدوان الثلاثي عام 1956 وجاءت معركة 1973 وبعد ذلك بدأ التآمر الكبير وبدأ الصهاينة بملاعب السلام المزعوم وبدأالتنازل الكبير عن طريق إيهام الزعماء العرب وخاصّة قيادة منظمة التحرير الفلسطينية بالحديث عن دولة فلسطينية مزعومة .
وقد بدأ الصهاينة المرحلة التنفيذيّة لتثبيت دولتهم وذلك بتحديد حدود دولتهم كما إتفقوا مع أمريكا وأوروبا ولكن كانت لهم حماس بالمرصاد وقبل أن تشرع أمريكا وإسرائيل المزعومة بتطبيق ما اسموه اتفاقية داوود وذلك بتوقيع إتفاقيات سلام مع جميع الدول العربية حيث وقّع اليهود هذه الإتفاقية مع العديد من الدول العربيّة ولكن بادرت حماس إلى إيقاف ذلك في السابع من تشرين الأول عام 2023 مصممة أن تكون وشعبها هي القربان وهي التي تكون أوّل من يدفع الثمن حتى ولو لم يتقدم أي من العرب نحو ذلك .
واليوم بعد ان انتهى اليوم المائة وحماس تقارع العدو المغتصب الذي بادرت الدولة الظالمة أمريكا بإرسال بارجتين والفين عسكري من الجيش الأمريكي وكذلك فعلت دول ظالمة أخرى مثل بريطانيا والمانيا وغيرها ولكن الله عزيز حكيم فقد أنزل السكينة والقوّة على حماس وقواتها فبالرغم من أن المعتدين قتلوا حتى الآن خمسة وعشون ألف شهيد وجرحوا اكثر من سبعون الف جريح وهدموا منازل وعمارات وحقولا وبساتين وقطعوا المياه والدواء والغذاء والوقود عن القطاع كاملا وهجّروا مئات الألاف من الغزيين من منازلهم وهدموا المستشفيات والجوامع والكنائس والمدارس ونبشوا المقابر وتركوا جثامين الشهداء في الشوارع لا تسمح لأحد بدفنها ولا تسمح لسيارات الإسعاف بنقل الجرحى للعلاج ومع هذا ما زال الغزيّون يرفضون التهجير عن بيوتهم ومخيماتهم .
ولم تستحي الدول العربيّة على نفسها بالوقوف لنجدة أهل غزّة إلا ما تيسّر
حيث وقفت معظم شعوب العرب بقلوبها ودموعها مع أهل غزّة الأبطال وهم يتأثرون ويحزنون على الأطفال والرضّع والبنات بينما تقتلهم اليد الصهيونيّة النجسة ولا نتوقّع ان يصفق لحماس وللثوار المحاربين العجوز الذي هو على حافة قبره بينما يصفق له الإثنين الأراكوزات الأسمر البريطاني والمايع الفرنسي وكذلك مجموعة زعماء أوروبيين بينما روسيا مشغولة بحربها على اكرانيا بينما الصين تقف مع شعب حماس بقلبها وبفكرها وكذلك ايران وكوريا الشمالية ولكنهما لم تستطيعا عمل شيئ بينما حاولت تركيا ان تفعل شيئا بينما كان لفعل دولة جنوب افريقيا الأثر الكبير إذ رفعت شكوى ضد اسرائيل والآن بإنتظار جواب محكمة العدل الدولية .
وما زالت أمريكا وبريطانيا وفرنسا ودول كبرى أخرى تطلب استراحات لكي يتم جمع الأشلاء وبقايا جثث الشهداء ليتم دفنها بعد الصلاة عليها .
لم يشهد العالم حتى الآن مثل هذه الحروب الظالمة باخذ مقاييس الحروب حيث تقاتل منظّمة منفردة بسلاح قليل صنّعه مقاتلوها بأيديهم ومسلحين بقوة الإيمان وعلى الطرف الآخر دولة تعد الخامسة في العالم من حيث السلاح وعدد افراد الجيش والمقاتلين المسلحين بأقوى سلاح ولكنها إستنجدت بالولايات الأمريكيّة وأمدّتها بأسطولين حربيين وبعدد كبير من المقاتلين وإدعى وزير خارجيتها انه جاء الى فلسطين باعتباره يهوديا وليس بصفته الرسمية كما توافد وزراء كثر من الدول الباغية الظالمة ليعلنوا وفائهم لليهود والصهاينة في حربهم على غزة ولكنهم فعلا جاؤوا لكي يبقى اليهود بعيدين عن دولهم وشعوبهم .
نصر الله شعب غزّة الأبطال ورحم الله شهدائهم وجعل الشهداء الأطفال والرضّع طيوراالجنة وجعل الله البنات والسيدات من حور وسيدات الجنّة.
احمد محمود سعيد
الأردن _عمان 18-1-2024