زاد الاردن الاخباري -
قال منسق فرق الطوارئ الطبية بمنظمة الصحة العالمية شون كيسي، إنه لم يشاهد أي دليل على أن مستشفيات قطاع غزة تستخدم لأغراض عسكرية
جاء ذلك في رده على سؤال صحافي حول استهداف إسرائيل المباشر لمستشفيات القطاع، بزعم أن المقاومة تستخدمها مقرات لها، وحول ما إذا كان الاستهداف يشكل جريمة حرب.
وقال كيسي إنه بموجب القانون الدولي الإنساني، يجب حماية مرافق الرعاية الصحية والعاملين في هذا المجال، وكذلك المرضى.
وأشار إلى أن المرضى والعاملين في مجال الرعاية الصحية يضطرون حاليًا إلى الفرار من المستشفيات.
وذكر أنه عندما زار مستشفى “الشفاء” بمدينة غزة رأى آلاف الأشخاص قد لجأوا إليه، وأنه لم يستطع دخول غرفة العمليات بسبب كثافة النازحين.
وأوضح أنه يتحدث عمومًا مع العاملين في الرعاية الصحية والمرضى أثناء زياراته للمستشفيات ويحاول فهم احتياجاتهم.
وشدّد على أنه لم يشاهد أي دليل على استخدام المستشفيات لأغراض أخرى، وأوضح أنه ليس من مهامه تحديد ذلك وإنما مهمته الأساسية هي تقديم الخدمات الصحية.
وأضاف المسؤول الأممي: “نحن نسعى لضمان تقديم المستشفيات للخدمات الصحية الأساسية”.
ووصف المسؤول في منظمة الصحة “الأوضاع المزرية” في مستشفيات قطاع غزة التي لا تزال عاملة حيث ينتظر المرضى “الموت” بسبب نقص شديد في عدد الموظفين والإمدادات.
وقال كيسي إنه خلال الأسابيع الخمسة التي قضاها في غزة، شاهد يوميا في المستشفيات “مصابين بحروق شديدة وكسور مضاعفة مفتوحة ينتظرون ساعات أو أياما” لتلقي علاج.
وأضاف لصحافيين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك: “كانوا يطلبون مني في كثير من الأحيان الطعام أو الماء (…) وهذا يُظهر مستوى اليأس”.
ولفت إلى أنه تمكن من زيارة 6 من 16 مستشفى عاملا في غزة، من أصل 36 مركزا طبيا كان يعمل في القطاع قبل اندلاع الحرب.
وقال: “ما رأيته شخصيا هو تدهور سريع في النظام الصحي إلى جانب ارتفاع سريع في مستوى المساعدات الإنسانية وتلاشي مستوى دخول المساعدات الإنسانية خصوصا إلى المناطق في شمال القطاع”.
ووصف كيف رأى مرضى في الشمال “ينتظرون الموت في مستشفى يفتقر إلى الوقود والكهرباء والمياه”.
وقال كيسي: “حاولنا كل يوم لمدة سبعة أيام إيصال وقود وإمدادات إلى شمال مدينة غزة”، مضيفا “كل يوم كانت هذه الطلبات لإجراء تنقّلات مُنسّقة تُواجَه بالرفض”.
وقال كيسي إن المستشفيات تواجه طوفانا من المرضى بينما تعمل بالحد الأدنى من الموظفين، والعديد منهم، مثل الغالبية العظمى من سكان غزة، نزحوا من منازلهم.
وأضاف أن مديري المستشفيات كانوا يخبروه كيف أن جرّاحيهم لا يستطيعون إجراء جراحات لأنهم كانوا في الخارج يجمعون الحطب ليشعلوها ويطهوا لعائلاتهم.
وفي تكرار لدعوات مماثلة أطلقها رئيس منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، قال كيسي إن الحاجة الأكثر إلحاحا في غزة “هي في الواقع وقف لإطلاق النار”.
وأضاف “كل ما هو أقل من ذلك هو ببساطة تلبية الاحتياجات على أساس يومي”.
وفي الجنوب، قال كيسي إنه زار مجمع ناصر الطبي حيث “لم يتبق فيه سوى 30 في المئة من العاملين (…) والمرضى في كل مكان في الممرات على الأرض”.
وأضاف: “ذهبت إلى وحدة الحروق حيث كان هناك طبيب واحد يعالج 100 مريض”.
وقال كيسي إن “الكارثة الإنسانية التي تتكشف كل يوم تزداد سوءا”، إضافة إلى “انهيار النظام الصحي يوما بعد آخَر”.