زاد الاردن الاخباري -
ان اطفال غزة كأرضهم مختلفون تماما عن سائر اطفال العالم ، فمن الحصار تعلموا الصبر، ومن الاحتلال تعلموا التمسك بالارض، ومن القصف تعلموا معنى الصمود ، هم مختلفون باحلامهم وآلامهم، أقصى طموحاتهم العودة لمنازلهم مع عائلاتهم .
لكن عمليات الابادة الجماعية في غزة يتم بثها بشكل مباشر وحقيقي على الملا ، وان عمليات القصف لا هوادة فيها ومركزة على منازل ومؤسسات ومناطق يمنع قصفها وأمام العالم أجمع،
و عائلات بأكملها قد تم تصفيتها ، وليست فقط المشكلة بأعداد الشهداء الاطفال، ولكن تيتمهم ونزوحهم بأعداد كبيرة، ورؤيتهم لابشع انواع القتل والدمار هي أشد بشاعه من كل مايحدث في الحرب.
ومخطئ من يظن ان اطفال غزة بحاجة فقط الى قافلة مليئة بالمساعدات التقليدية من الطعام او حتى الدواء،
اطفال غزة بحاجة الى قافلات تحتوي على كتف يبكون عليه، وذراعا يستندون اليها.
بحاجة الى قافلة مساعدات تحمل صناديق ابتسامات وضمادات حنان،
يحتاجون الى معلبات صبر توزع لأولئك الذين فقدو اطفالهم امام أعينهم، ولشراب مقوي لتلك القلوب المنكسرة ولصقات لجروح قلوب خذلت.
يحتاجون الي حبوب محبة وحبوب أمل ووحبوب فرح ،
يحتاجون الى من يكمل أحلامهم العالقه، وطفولتهم التي لم تكتمل،
وقافلات من ضمادات البيت الدفائ لأولئك العائلات السابحين في عراء الدنيا،
فموجات الهلع أصبحت تعتري المكان، ورائحة الموت الطازج تقدم على أطباق الهلاك المحتوم.
الأمر اشبه بالكابوس. صراخ ممزوج بفرحة أستشهاد، وحزن فراق.
لاحيلة لهم سوى أن يضموا انفسهم بأنفسهم وان يغمضوا اعينهم على امل ان يفيقوا من هذا الكابوس، على امل ان يكون مايحدث حلم عابر ولم يفارق احد الحياة، وان ام الطفل اليتم لم تمت، واب الطفل الوحيد لم يمت، ولم تفقد العروس عريسها، وان هذا القصف اللعين توقف، وان امل الحياة في غزة ليس من المستحيلات.
لكن هيهات، فهي احلام لثواني معدودات فلايزال القصف متواصل والموت العابث بأجساد الاطفال الصغيرة متواصل فهي حرب إباده، مستهدفة الجيل الفلسطيني الصاعد المفعم بالنضال والصمود والعزيمة على التحرير.
فهم يواجهون ألوانا منوعة من الموت القادم من كل مكان، وشظايا تحمل أجزاء ركام المنازل لتخترق قلوب الصغار.
فهذه اشد الحروب شرا وإجراما ، وقتلاً واراقة للدماء، ومختلف الافعال البشعه ، تضرب النفوس البريئة والاجساد الصغيرة، واشراقة المستقبل.
ومازلنا نشاهد بثا حيا لممارسات القتل الممنهج تحت عنوان " لايحق لاحد ان يحاسبنا"
إن الأمر الآن معلق و محسوم برحمة الله تعالى، وإرادته شائت أن يصبح اطفال غزة ملائكة في جنته، وان يختار الامهات الغزاويات ليصبحوا شهداء من دون أمهات العالم أجمع، فبين الشهادة وأهل غزة علاقة حب طويله وعناق كبير.
تيسير الملاجي