يتصور بعض المسلمين أن مقتضى وعد الله للمسلمين أن ينصرهم على عدوهم فور المواجهة بين الحق والباطل، وأن يكون ذلك في الجولة الأولى، وأن ينتصر المسلمون دائما في كل معاركهم ضد الباطل، بل وأن يكون النصر نصرا دنيويا، فلا يتعرض المسلمون للأسر ولا للقتل ولا للإصابة. وأن يكون القتل والأسر والإصابات والجراحات من نصيب المكذبين المعتدين الظالمين وحدهم.
يشاء الله سبحانه أن يري الأمة الإسلامية كل فترة، نماذج من هلاك الظالمين، لتكون لنا عبرة وآية.
فكما أرآنا تجبرهم وتسلطهم، يرينا مصرعهم وذلهم. حتى نوقن أن الله مالك الملك: ﴿ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾. آل عمران آية (26).
وصل وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستين، إلى الكيان الصهيوني "إسرائيل"، في زيارة تركز على مناقشة عمليات عدوان الجيش الصهيوني المستمرة على قطاع غزة لأكثر من شهرين.
وقال أوستن في منشور على منصة "إكس": "وصلت إلى تل أبيب، حيث سألتقي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت والمجلس الوزاري الحربي".
وأضاف: "سأجدد (التأكيد على) إلتزام الولايات المتحدة الحديدي بأمن إسرائيل، وسأناقش عمليات الجيش الإسرائيلي لتفكيك (حركة) حماس، وأؤكد على الحاجة إلى حماية المدنيين الإسرائيليين.
وعند عودة "أوستن" إلى الولايات المتحدة، كان قدر الله بإنتظارة حيث أدخل المستشفى إثر إصابته بسرطان البروستات وهو مرض يصيب الجهاز التناسلي للانسان ، عقابا من الله في الدنيا قبل الآخرة، لكل قطرة دم سالت على أرض غزة الطاهرة، لكل دعوة أم أستشهد طفلها، لكل إمرأة أصبحت أرملة بعد مقتل زوجها، لكل طفل فقد أحد والديه أو كليهما، لكل من تشرد من بيته ولم يجد مأوى يلجأ إليه.
سلط الله عليه أكبر والد أعداءه، حيث إنتقد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الوزير لويد أوستين بسبب عدم الإعلان عن وجوده في المستشفى لعدة أيام منذ بدء اليوم الأول من السنة الجديدة، حيث إستمر غيابه عن الوعي لمدة تزيد عن خمسة أيام، ودعا إلى إقالته فورا.
وقال ترامب عبر منصة "تروث سوشيال": "يجب إقالة وزير الدفاع الفاشل لويد أوستن على الفور بسبب السلوك المهني غير اللائق والتقصير في أداء الواجب".
وأضاف أن وزير الدفاع "كان في عداد المفقودين لمدة أسبوع واحد، ولم يكن لدى أحد، بما في ذلك رئيسه جو بايدن الملتوي أدنى فكرة عن مكان وجوده".
إن مشهد فرعون وهو يحشر وينادي أنه الرب الأعلى مشهد متكرر ولكن بطرق إخراج أخرى: يمكنك مشاهدة تسجيل لهتلر يستعرض جيشه ويخطب في آلاف الناس، أو ترجع إلى الإسكندر المقدوني وهو يرى نفسه بلغ الألوهية وصار ملك العالم كله وأمامه جيوشه الجرارة التي لا تُقهر، أو أباطرة روما الذين حكموا العالم القديم أو قسما منه قرونا طويلة، بل لكأنك تنظر اليوم إلى زهو وعجرفة الكاوبوي الذي يحكم بلاد العم سام، والذي يمثل في إعتقادي إندماج فرعون بعاقر الناقة، وهو خطر على بلاده وشعبه وعلى العالم، كما سيأتي برهانه في قادم الأيام، ومن كانوا من أذياله الذين يسومون أمة محمد سوء العذاب ويهبونه مال وشرف الأمة، والذين يدمرون ليس فقط آثار بيت المقدس بل الإنسانية كلها، وبهم تعلق وعد الآخرة وجاء بهم ربهم لفيفا كما وعد، لك أن تراهم كلهم في مشهدين لفرعون في القرآن نقلا عن مجريات حقيقية كانت واقعا يلمسه من عايشوه، تماما كما نلمس واقعنا الذي نعيش، وللمشهدين ناتج واحد حتمي ومصير واحد لا مرد له من الله، قد يختلف في الكيفية بين إطباق البحر أو فيلق ملائكي وطير أبابيل أو ريح صرصر أو طوفان أو صيحة أو رجس من السماء أو قادة ملائكيون يختفون في بيت نبي ويوقعون قومه في أكبر كاميرا خفية قوة وسخرية وعذابا، أيا كانت الطريقة فالنتيجة واحدة لا مهرب لهؤلاء منها ولا مناص، كما لم يجد فرعون منها فكاكا.
تخبرنا السنن الإلهية، وواقعنا وما نرى ويشاهده العالم من إبتلاءات وأشكال ظلم.. أن الظلم مهما طال أمده وأشتد، ومهما طال سواد ليله ومهما زاد عدد الظالمين وأنواع جبروتهم وتسلطهم تحت سواد ليل الظلم، ومهما ملكوا من أدوات سلطة ومنصب ودعم دنيوي على أشكال القهر والظلم والإستبداد، فإن فجر ونور العدل والنصر آت.
الدكتور هيثم عبدالكريم احمد الربابعة
أستاذ اللسانيات الحديثة المقارنة والتخطيط اللغوي