زاد الاردن الاخباري -
نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية تقريرا، جاء فيه أن زعيم الحرب السوداني محمد حمدان دقلو، المعروف بحميدتي، حظي باستقبال في العاصمة الرواندية كيغالي، في السادس من كانون الثاني الجاري، وزار نصبا تذكاريا لضحايا الإبادة الجماعية التي تعرضت لها عرقية التوتسي عام 1994
واعتبرت الصحيفة، أن هذا المشهد بدا سرياليا، باعتبار أن حميدتي الذي يسعى لفرض نفسه بالقوة كحاكم للسودان، هو زعيم قوات تنحدر من مليشيات الجنجويد التي زرعت الرعب في إقليم دارفور بداية من 2003، وتواجه حاليا اتهامات بارتكاب العديد من جرائم الحرب وعمليات النهب ضد السكان المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها
وأشارت الصحيفة إلى تقرير مجلس خبراء الأمم المتحدة الذي قدم يوم 15 كانون الثاني أمام مجلس الأمن الدولي، الذي أكد أن قوات الدعم السريع التي يقودها حميدتي مدعومة بمليشيات أخرى محلية، هي المسؤولة الأولى عن المجازر التي وقعت في غرب دارفور، والتي ذهب ضحيتها عدد يتراوح بين 10 آلاف و15 ألفا بحسب الأمم المتحدة، وهي أرقام أكدتها أيضا شهادات المدنيين الفارين من جحيم الحرب نحو تشاد، والمدافعين عن حقوق الإنسان والمحامين الذين تواصلت معهم "لوموند"
ولفتت الصحيفة، إلى أن تقرير الأمم المتحدة ذكر أن استهداف مخيمات النازحين والمدارس والمساجد والمستشفيات، تم بتخطيط وتنسيق وتنفيذ من قوات الدعم السريع والمليشيات العربية المتحالفة معها، وقد استهدف بشكل أساسي قبيلة المساليت
هذه الحملة استهدفت في البداية النخب السياسية والإدارات المحلية، ثم المحامين والمدافعين عن حقوق الإنسان والمدرسين، وانتهت بالمدنيين دون تفرقة، كما أن العديد من النساء تعرضن للاغتصاب، وهو ما يجعل إبراهيم شامو عضو إحدى منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان يعتبر ما حدث إبادة جماعية، وفقا للتقرير
وبحسب خبراء الأمم المتحدة، فإنه تم تسجيل عشرات حالات الاغتصاب والاعتداء الجنسي التي تعرضت لها النساء والقصر على يد قوات الدعم السريع. إذ إنه في النقاط العسكرية التي أقامتها هذه القوات في طريق الفارين نحو الحدود التشادية، تم فصل النساء عن الرجال، ومورست عمليات ضرب وتفتيش ونهب
وبحسب المصدر ذاته، فإن قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها أطلقت النار على مئات المدنيين، مستهدفة بشكل خاص الأرجل حتى يمنعوهم من الفرار. وكان هناك استهداف ممنهج للرجال المنتمين لقبيلة محددة وهي المساليت، وحدثت إعدامات جماعية
وذكرت الصحيفة، أنه مع تصاعد وتيرة العنف في شهر حزيران الماضي، كانت قوات الدعم السريع قد نفذت عملية ضخمة لإخفاء جرائمها، حيث إن آلاف الجثث تم تجميعها ونقلها في شاحنات ثم إخفاؤها في مقابر جماعية في محيط مدينة الجنينة. وقد أكدت بعثة الأمم المتحدة في السودان أنها تلقت معلومات موثوقة حول ما لا يقل عن 13 مقبرة جماعية
ووفق الصحيفة، فإنه منذ شهر حزيران الماضي، فر حوالي 550 ألف شخص من دارفور بحثًا عن الأمان في معسكرات اللاجئين في تشاد. واليوم بعد أكثر من تسعة أشهر منذ بداية القتال بين الجيش السوداني والدعم السريع، فإنه فاق عدد النازحين السودانيين السبعة ملايين، منهم 1.5 مليون فروا نحو دول الجوار.