فرح نحتاجه، أهداه لنا نشامى منتخب كرة القدم، بفوزهم الاستثنائي بمباراة إقصائية في كأس آسيا 2023 أمام العراق الشقيق، محققين نتيجة (3-2)، ليتأهل فريقنا إلى دور ربع النهائي للمرة الثالثة في تاريخه، جاعلين من قلوب الأردنيين تنبض فرحا وقد طال انتظاره وسط ازدحام لأحداث أبعدته عن حياتنا وقلوبنا، تحديدا تلك التي تشهدها الأراضي الفلسطينية.
لست متابعة للأحداث الرياضية، ولا أجيد مطلقا أي تحليل رياضي أو قراءات رياضية، لكن عندما يتعلق الأمر بمنتخب النشامى حتما يصبح الأمر مختلفا، ولا أعود أرى تفاصيل الحدث إلاّ بعين الحبّ والانحياز لفريق النشامى، ولا أملك سوى لغة واحدة سواء كان في الكتابة أو التحليل أو حتى المتابعة بأن الملاعب لا يجيد التعامل معها سوى النشامى، احتراما واحترافا وتميّزا، وهذا ما تابعناه ورأيناه في مباراة فريق النشامى أمام العراق.
الفرح يكرر كل يوم، وإن مضى على المباراة يوم أو أكثر، يكرر ويُعاد آلاف المرات، سيما الفرح الذي أهداه لنا نشامى منتخب كرة القدم بفوزهم بمباراة إقصائية في كأس آسيا 2023 أمام العراق بنتيجة (3-2)، ليتأهل إلى دور ربع النهائي للمرة الثالثة في تاريخه، ويُمكن أن نعيش تفاصيله كلّ لحظة وكل يوم، فعندما سجل اللاعب يزن النعيمات الهدف الأول للنشامى في الوقت بدل الضائع من الشوط الأول، وتلاه الهدف الثاني الذي سجله يزن العرب في الوقت بدل الضائع، ليسجل بعده نزار الرشدان هدف الفوز، صورة أردنية مشرقة احترافية إبداعية، أدخلت الفرح لقلوبنا التي تعيش ألم ووجع أهلنا في غزة منذ قرابة الأربعة أشهر، فكانت هذه الأهداف فوزا لفرحنا.
منتخب النشامى، أبدع في مباراة استثنائية قدّم كرة القدم على أنها مهارة واحترافية وتميّز، على مستوى عال جدا من اللعب المميز، وكما وصفه رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة «عبّر بأدائه المميّز والاستثنائي عن الشخصية الأردنية التي لا تعرف اليأس ولا الاستسلام، وأسعد الأردنيين جميعا بهذا الفوز وهذا الأداء الرفيع وهذه الروح الوثابة.. مبروك للنشامى الفوز ومبروك هذه الصلابة»، نعم هم نشامى منتخب كرة القدم الأردني الذين يؤدون دوما الأداء الأردني المختلف بتميّزه، وإصراره، وصلابته، ليخرجوا بفوز دون أدنى شك سيسجل بتاريخ الكرة الآسيوية على أنه فوز وإنجاز.
هذا الفرح الذي أهداه لنا منتخب النشامى منحنا ما نحتاج ونبحث عنه، وسيبقى حاضرا في ذاكرتنا «الكروية» والرياضية، لن تأخذه الأيام بعيدا وإن مضى عليه زمن طويل، وحتما سيعود لنا بين الحين والآخر ولو على شكل ذكرى جميلة، فالأردنيون شعب يستحق فرحا مختلفا، يستحق أفضل ما في الحياة وأفضل ما في الفرح والسعادة، شعب يمضي نحو نجاحات متتالية تتحدث عنها الأفعال لا الأقوال، فالأردنيون يبتكرون كلّ يوم نجاحا جديدا، وتقدّما مختلفا، فهنيئا لنا فوز النشامى، وهنيئا للنشامى فوزهم.