اتوقع انفراجا وانفتاحا مستجدا في العلاقة الاردنية / السورية.
و لربما ان العلاقة الان في مرحلة صعبة، واكثر تعقيدا. وذلك لاسباب سياسية لا غيرها. و ان كان التوقيت اليوم اكثر ملاءمة ومناسبة لفتح الابواب وجها لوجه بين عمان ودمشق. هذا الكلام الذي يجب ان يحكى في العلاقة الاردنية / السورية، ولا وقت الهروب الى الخلف من الواقع.
وأي علاقات اردنية / سورية؟ هل هي علاقة عدو مع عدو ام علاقة اشقاء؟ و لا اتصور ان السؤال السابق يحمل اجابة على وجهين.
طبعا، باستثناء خطاب «ببغات اعلامية»، وثمة من يستسيغ هذا النوع من خطاب العدائية لسورية، ويتكلمون ويعملون، ضد سورية اكثر ما يتكلمون ويعملون بحق اسرائيل، اكثر ما يتكلم الاسرائيليون انفسهم. و بعد كارثة الزلزل العام الفارط فتح الاردن بوابة العرب للسوريين.. وان تحفظت دول عربية من دخولها لدمشق باستئذان امريكا واسرائيل اولا.
و حاولت عمان تكسير الجليد في جهد دبلوماسي مثابر وصبور، وفي رفع الحصار عن دمشق، وكسر العقوبات، وتجميد قانون قيصر على سورية. و لينزعج من ينزعج، رغم كل شيء.. في بدايات الازمة السورية، وفي عام 2012، رفض الاردن فتح جبهة جنوبية.
و تعهدت دول عربية في اغراق الاردن في المال والمساعدات، والمنح. الاردن وسورية عمقان استراتيجيان. والاردن لم يبق له سوى سورية، وكذلك سورية. و حتى ببغات الاعلام الاردني يعلمون ان حافظ الاسد في 1970 كان وقتها وزيرا للدفاع وقائد سلاح جو، وكان الصراع محتدما مع الرئيس السوري «صلاح جديد» حلف حركة فتح.
و كانت علاقة الاسد وثيقة مع الشهيد وصفي التل، وجرت اتصالات بينهما، وابلغ الملك الراحل الحسين، بان الاسد يمنع الطيران السوري من المشاركة ضد قتال القوات الاردنية.
نعم، حافظ الاسد هو الذي حال دون ذلك.. ولولاه لتدخل الجيش السوري، واشتبك مع القوات الاردنية، وكان صلاح جديد وفرقته العسكرية منحازين الى فتح وياسر عرفات في احداث ايلول.
عندما اندلعت ازمة سورية، وكان المشروع الامريكي / الاسرائيلي / العربي يرمي اهدافه لتفكيك سورية ومؤسساتها وجيشها ونهب ثروتها، وتقسيم الجغرافيا السورية، وتفتيت دول المشرق العربي.
و كان الاخوان المسلمين وجماعات دينية متطرفة مدعومة من دولة عربية واقليمية اكثر الطامعين في حكم دمشق.
و في لحظتها كان تقويض الدولة السورية يعني تقويضا للاردن.
لنتصور لو ان النصرة او داعش او الاخوان المسلمين حكموا دمشق ! تصوروا ماذا سوف سيجلب الى حدود الاردن، لو ان « الكوماندوز التركي / الاسرائيلي»، وما جلب من اصقاع الكرة الارضية من إرهابيين ومتطرفين، ومرتزقة ؟! لنتعلم من التاريخ القريب والبعيد.. وما يحل بالاردن سوف يحل بسورية، وعلاقة البلدين هي فطام بالجغرافيا والتاريخ، والوجود. ولذا، وجب القول في العلاقة الاردنية /السورية، الان تعالوا الى كلمة طيبة.