كثيرون تحدثوا عن أهمية «أونروا» والدور الذي تقوم به، والأسباب الكامنة وراء اتهام إسرائيل لموظفين فيها بالمشاركة في أحداث 7 اكتوبر، وتزامن الاتهامات مع قرار المحكمة الدولية، واتخاذ نحو 14 دول قرارًا بتعليق دعمها للوكالة، حتى قبل التحقق من صحة الاتهامات الإسرائيلية.. كل ذلك تم الحديث عنه من كثيرين -وأنا أحدهم - ولكن من الضروري فتح ملف الدعم والمنح المقدمة لأونروا على مصراعيه لتبيان حقائق تؤكد أن الدعم المقدّم بالأساس «غير كافٍ»، ولا يغطي سوى القليل مما هو مطلوب،..لذلك لا بد من الوقوف على حجم الدعم والتعرف على المانحين أولا وما يقدمونه.. والإشارة لأعداد اللاجئين المشمولين برعاية «أونروا» وأماكن تواجدهم، للوقوف على حجم المأساة في حال المضي قدماً في مخطط إلغاء «أونروا» الذي ظهربوجهه القبيح في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ضمن مخطط «صفقة القرن» والذي أوقف الدعم الأمريكي لـ»أونروا»عام 2018 ثم أعاده بايدن عام 2021 وها هو يعيد وقف الدعم بحجة مختلفة أو بتهمة إسرائيلية مختلقة.. تعددت التّهم والأهداف: (تجويع -تعطيش-ابادة -تهجير- وانهاء ملف اللاجئين)، لذلك من المهم استعراض معلومات رقمية عن هذه الوكالة الأممية للوقوف على أهمية الدورالذي تضطلع به، وإذا ما كان التصعيد الإسرائيلي تجاه هذه الوكالة يسابق الزمن قبل مضي مهلة الشهر الذي قالت محكمة العدل الدولية إنه على إسرائيل تقديم تقرير إليها حول ما تفعله لتنفيذ الأمر.. وبالأمس قالت «أونروا» إنها لن تتمكن «من مواصلة خدماتها في المنطقة -بما في ذلك غزة- بعد نهاية الشهر القادم» في حال استمر تعليق الدعم.
كل ما تقدم تؤكده الأرقام التالية:
1 - (5.9 مليون) لاجئ (منهم 2.5 مليون في الأردن) مسجل لدى»أونروا»في (58) مخيما في كل من: (الأردن- سوريا- لبنان-الضفة الغربية والقدس الشرقية-وقطاع غزة).
2 - (30) ألف عامل يعملون لدى الـ «الأونروا» منهم (13 ألفا) في قطاع غزة.. وأوقفت دول دعمها للوكالة بسبب اتهام (12) موظفا!!.
3 - (706) مدارس تابعة للوكالة يدرس بها (543 ألف) طالب وطالبة، و(140) مركزاً صحياً.
4 - أوجه الإنفاق لأموال الأونروا تتوزع على أربعة برامج:
-برامج التعليم 54 %- برامج الصحة 18 % -للخدمات المشتركة والخدمات التشغيلية 18 % -لبرامج الإغاثة والخدمات الاجتماعية 10 %.
5 - بحسب البيانات الرسمية لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، فقد وصلها في عام 2022 نحو(44,3 %) من إجمالي تعهدات الوكالة البالغة (1,17 مليار دولار)، من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، التي تبرعت بمبلغ 520,3 مليون دولار، بما في ذلك تلك التي أتت من خلال المفوضية الأوروبية.
6 - الولايات المتحدة هي أكبر الحكومات المانحة، حيث وصل إجمالي المساعدات للأونروا خلال عام 2022 نحو 344 مليون دولار.
7 - ألمانيا في المرتبة الثانية بمساعدات تصل إلى 202 مليون دولار خلال نفس السنة، ثم الاتحاد الأوروبي ثالثا بإجمالي مساعدات تتجاوز 114 مليون دولار، ثم السويد بنحو61 مليون دولار، والنرويج خامسا بأكثر من 34 مليون دولار، ثم اليابان بما يزيد قليلا على 30 مليون دولار، وبعدها فرنسا بإجمالي تبرعات تصل إلى نحو 29 مليون دولار، فسويسرا بدعم يصل إلى 25.5 مليون دولار، ثم تركيا في المرتبة العاشرة بقيمة 25.1 مليون دولار.
8 - عربيا: تأتي المملكة العربية السعودية في أول القائمة بدعم وصل 27 مليون دولار عام 2022، ثم الكويت ثانية في قائمة المانحين العرب بتبرعات وصلت إلى 12 مليون دولار، تليها قطر بدعم يصل إلى 10.5 ملايين دولار.
9 - قائمة الدول التي تبنت الموقف الاسرائيلي وأعلنت وقف دعمها للوكالة -حتى الآن- هي: الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وإيطاليا وبريطانيا وفنلندا وألمانيا وهولندا وفرنسا ورومانيا والنمسا واليابان وسويسرا ونيوزيلندا.
10 - أيرلندا والنرويج وتركيا ولوكسمبورغ واسبانيا، قالت إنها لن تقطع المساعدات.
11 - نحو 20 منظمة إنسانية عبرت عن قلقها -في بيان مشترك- من قرار تعليق المساعدات لأن مثل هذا التصرف يتنافى مع المبادئ الانسانية التي قامت من أجلها تلك المنطمات وفي مقدمتها: «أوكسفام» و«سيف ذا تشيلدرن» و«أكشن إيد»، وأعربت عن «غضبها» من تعليق المساعدات.
*الخلاصة :
-وقف التمويل عن أونروا يعني باختصار أنها «لن تتمكن من مواصلة خدماتها في المنطقة»- بما في ذلك غزة حيث تقدم الوكالة مساعداتها لنحو 1.9 مليون من أصل 2.3 مليون نسمة - بعد نهاية الشهرالقادم، وعلى الدول أن تدرك بأن قرارها بوقف الدعم عن وكالة «أونروا» انما يرسل رسائل لشعوب العالم بأنها شريكة لإسرائيل بجريمتين: (إبادة غزة والضغط للتهجير- وإنهاء حق العودة من خلال طي ملف اللاجئين ومخططات التوطين).