فايز شبيكات الدعجه - لا ادري كيف يُحَول القدر الحكيم الحليم في لحظه من اللحظات الى رجل حائر تائه، خائر الاعصاب يستجدي النصيحة حتى من بسيط وعابر طريق، ويفقد السيطرة على تفكيره عندما يتعرض لموقف شخصي طاريء ، فلا يعرف شماله من يمينه، ولا الفرق - والعياذ بالله- بين انفه واذنيه وقد كان قبل لحظات لمّاحا يلتقط ابرة الصواب من كومة الازمات على الفور، ويرى دائما ببصره الثاقب وحنكته ماذا وراء الاكمه.
احيل صاحبنا هذا الى التقاعد بمرتبة عليا ليضعوة في موقع آخر شاهق المكانه وبالغ الاهمية نظرا لبراعته القيادية، لكن لا يمت لاختصاصة وموقعه الاول بصلة، ورغم ذلك ابدع وقاد المؤسسة المتوعكة بنجاح واراساها في بر الامان .
مؤسسه كبرى ذات علاقة يومية بشؤون الناس وتعقيدات حياتهم اليومية، وما ينشأ عنها من مصادمات معقدة، وخلاف متكرر ربما يكون في كثير من الاحيان ذو طابع دموي حاد.
لكن وبكل اسف كان (ذاك)متعجرفا مصابا بالغرور والتعالي، لا يلتفت لقادح ولا الى مادح، وحريصا بذات الوقت على مصالح الناس وحل مشاكلهم، وكان يحظى باحترام مرجعياته العليا وثقتهم ويقدمون لمؤسستة ما يطلب، وما يحتاجه لخدمة الناس.
حين ابلغوه بالامر العائلي الجلل كان عائدا لمكتبه وقد انتهى للتو من حل عقدة أمر شائك اشتد خلاله الجدل وعلا صوت النقاش، وكان القول فيه ما قاله الباشا وقد حسم المسألة كعادته على خير وامن وسلام.وهو على غاية من الهدوء والرزانه لفتت انظار القوم.
وكان أول ملخص للأمر الجلل الذي أربك المهيب، تلقيه نبأ تورط ابنه في حكاية لسوف تتشعب ووتشعب ابعادها الجنائية والقبلية لتضع كيان الاسرة على شفير انهيار نهائي مريع.
وناهيك عن تعرقه وارتجافه فلقد تسارعت عنده نبضات القلب، ودق قفصه الصدري بعنف، ودخل في ظلام نفسي حالك ، وشعر برغبه ملحة بالنوم في السيارة الفارهة ما استرعى انتباه الخادم والسائق، وخشيا من سؤالة حينها ما الامر.
أما الملخص الثاني فلقد توسل لخادمه والسائق ان ينصحاه، وألحّ عليهما بأن يساعداه ويقولان له ماذا يفعل.