بقلم الدكتورة مريم أبوزيد - بعد وقت طويل قررت ان أكتب ..أكتب لنفسي هذه المرة أو ربما أكتب ليقرا الجميع ايمانا مني انه بإمكاني إحداث تغيير .. قررت ان أكتب عن نفسي ولو كلمة كما كتبت للآخرين ان اكتب و أقرأ لنفسي كما قرأت للغير .. ان أفكر في قلبي و ذاتي .. أن أكون مع روحي كما كنت مع الاخرين .. نعم .. بعض الظروف والمحن تجعل الانسان يقف قليلا يفكر في رسالة الحياة .. ماهي ؟ إن رسالتك في الحياة هي تصورك الشخصي للحياة.. هي نسختك الخاصة من الحياة.. وكيف يجب أن تكون الأمور، هي الصورة الشاملة لحياتك.. رسالتك هي كل الأشياء التي تتقنها وتجد سعادة في القيام بها وهذه الجزئية التي يعجز أكثر الناس عن فهمها لأنهم يعتقدون أنه يجب عليهم حب أشياء عظيمة جداً فليس للحياة قيمة إلا إذا وجدنا فيها شيئا نناضل من أجله، البعض يعتقد أن رسالته في الحياة هي شيء اختياري.. الرسالة ليست اختيارية لأن ما يحدد رسالتنا هو قدراتنا ومزاجنا، رسالتك هي ما يسعدك ويسعد من حولك .. فأنظر ما الذي ترتاح له نفسك وقم به وهذه ستكون رسالتك، رسالة حياة نعيشها املاً وشغفاً أنفاس حياتنا حياتين ما بين العطاء والاخذ ، هل نحن في الحياة نأخذ أم نعطي؟ أم نحن نأخذ ونعطي؟ أم نأخذ ولا نعطي..؟ رسالتنا في السعادة الحقيقية للحياة وهي أن تعطي حباً في العطاء قبل الأخذ دون ان تنتظر مقابل، فكلنا كبشر بالفطرة نحب الأخذ أكثر من العطاء، ونتلذذ بذلك ويشترك في هذه الفطرة معظم البشر، لكن نستثني من ذلك من يريد العيش بسعادة غامرة وراحة بال وهدوء، عليه ان يتعلم العطاء قبل الأخذ، لأن التلذذ بالعطاء لا يعرفه سوى العظماء، نعم أقصد العظماء أصحاب الأخلاق السامية والرفيعة والنبيلة.
ان كنت فعلاً ترغب بالسلام والأمان عليك ان تتعلم العطاء حتى في الظروف الضيقة والخانقة وأجمل العطاء عندما لا يكون مهيأ له السبل، جرب ان تنثر عبير أحاديثك ومشاعرك والهاماتك بين الناس .. تعلم أن تبذل ما في وسعك في خدمة الناس ولا تنتظر منهم جزاء ولا شكوراً افعلها لوجه الله.
تعلم العطاء بلا حد، أعطي روحك قلبك عقلك جسدك حد الاكتفاء لتتضح بما تحوى من جمال وتتنوع في العطاء فعطاء الخارج اكتفاء لعطاء في الداخل وتشبع. امنح عطائك دون انتظار للثناء أو جميلاً فمن أعطى فقد ارتقى بعطائه.
وتذكر دائما لن يوقفك شخص ليقول لك يكفي عطاءً توقف، حان دورك لتهتم بنفسك! مهما كان قرب الآخرون ومهما كان حبهم وتقديرهم لك سيعتادون على الأخذ بل وسيغضبون إن توقفت. تعلم كيف ومتى تتوقف. وتعلم كيف لا تبخس حق نفسك. فالجزاء الجميل من عنده خزائن السماوات والأرض .. وتذكر كذلك العطاء يخبىء لك فرجاً قريباً من حيث لا تحتسب. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(صنائع المعروف تقى مصارع السوء).
لا تفعل شيئاً بغير أن تتيقن أنك تريد فعله لأسبابك أنت .. شعورك بالسعادة عندما تساعد الآخرين.. لا تفعل شيئاً لأن الآخر سيقدره يوماً، افعله لأسبابك.. أنت لا تريد بعد مرور أعوام أن تقف شاعراً بالمرارة تجاه جحود ما قدمت.. ما سيؤذيك أو يستغرق من روحك الكثير لا تفعله .. لن يعوضك أحد ولا حتى سيدركون ما خسرته.. لكن إن كنت تفعله لأسبابك فلم تخسر شيئاً المرات التي نويتها خالصة لله لم أتألم ولا اهتممت أقُدر جهدي؟ أم لا؟ فما فعلته كان لأسبابي أنا وأنا راضية منذ البداية.
وتذكر .. رسم حدود مساحاتك الشخصية حق لنفسك عليك.. لا تهدره ثم تبكي عليه محملاً الجميع ذنب تهاونك.. تصالح مع ذاتك قبل عطاءك فالعطاء رقي .. يحتاج نفس مجاهدة متصالحة ، تعلم العطاء بلا حدود وليكون البداية منك لك .. عليك ان تتعلم العطاء قبل الأخذ حتى لا تشعر بانك أوقعت ظلم على نفسك بنفسك، فـانتظارك للحظة التقدير الهائل لعطائك العظيم وتضحياتك قد يؤدي ذلك غالباً لصدمة عميقة وإحساس مؤلم. أنت لا تريد بعد مرور أعوام أن تقف شاعراً بالمرارة والالم . بالنسبة لهم أنت اخترت ولم تتوقف وهم فقط أخذوا ما قدمته أنت.. لن يفهموا حتى لم أنت غاضب الآن. ولتعرف بالضبط إن كانت هذه رسالتك، تخيل في المستقبل كيف ستكون الحياة لو أن الكل استطاع تطبيق ما كتبت.
وتذكر لن يوقفك شخص ليقول لك يكفي عطاءً توقف، حان دورك لتهتم بنفسك! عندما تعتاد العطاء ستفاجأ بأنك أكثر شخص قد اخذ.. تذكر أنك مختلف، لديك لمساتك .. لديك شغفك وحبك للحياة، لديك هدف سامٍ تريد تحقيقه.. إن رسالتك في الحياة هي تصورك الشخصي للحياة، هي نسختك الخاصة من الحياة وكيف يجب أن تكون الأمور، هي الصورة الشاملة لحياتك وكيف ستكون مؤثراً؟