الملك المؤسس عبدالله الأول بن الحسين (الأمير آنذاك) الذي أسس الدولة الأردنية في 11 أبريل/ نيسان 1921، تحت اسم "إمارة شرق الأردن"، وتم في عهد جلالة الملك المؤسس إعلان إستقلالها تحت اسم المملكة الأردنية الهاشمية بدلا من إمارة شرق الأردن عام 1946.
نشأت الدولة الأردنية في ظروف سادتها الأطماع الإستعمارية، ففي تلك الفترة كان الشريف الحسين بن علي (والد مؤسس المملكة الأردنية الهاشمية الملك عبدالله الأول) يقود الثورة العربية الكبرى عام 1916.
وإنتهت الحرب العالمية الأولى بسقوط الدولة العثمانية، والتي كان من نتائجها توقيع معاهدة سيفر 10 أغسطس/أب 1920، وبموجبها خضعت فلسطين للإحتلال البريطاني، فيما كانت تخضع سوريا ولبنان للإحتلال الفرنسي.
وبعد إحتلال الفرنسيين سوريا، جاءت برقيات إستغاثة من السوريين إلى الشريف الحسين بن علي، فأوفد إبنه الأمير عبدالله الأول إلى معان قادما من الحجاز على رأس قوة عسكرية.
كان الأردن آنذاك جزءاً من سوريا، ويشكل المحافظة الجنوبية، وبعد إحتلال سوريا الشمالية بشقيها (سوريا ولبنان) وخضوع فلسطين للإنتداب البريطاني الذي إبتدأ كإحتلال، بادر أهل شرق الأردن في محاولة منهم لتنظيم أنفسهم بتشكيل حكومات محلية لإدارة المناطق.
وصل الأمير عبدالله بن الحسين إلى مدينة معان في 21 نوفمبر/تشرين الأول 1920، وأرق وصوله كلا من البريطانيين والفرنسيين تخوفا من أن يؤدي ذلك إلى إرتفاع حدة المقاومة وتوسيعها ضد نفوذ الدولتين.
وحاول المندوب السامي البريطاني على فلسطين أن يقنع حكومته بإحتلال شرق الأردن إحتلالا كاملا ليطبق عليها ما يطبق على فلسطين، حيث كانت لندن تسعى لتنفيذ وعد بلفور وتهجير اليهود إلى فلسطين والأردن، إلا أنه فشل.
ونجح الأمير عبدالله الأول، بعد محادثات مع وزير المستعمرات البريطاني تشرشل في القدس، بتثبيت الأردن على خارطة العالم، وإستثنائها من الإنتداب البريطاني، فتمتعت إمارة شرق الأردن بحكم ذاتي ولم تخضع لمبادئ الإنتداب أو لوعد بلفور.
إنتهت مباحثات الأمير عبدالله الأول مع ونستون تشرشل في 30 مارس/آذار 1921م، ليعود بعدها إلى عمان وشرع بإقامة نظام سياسي وحكم مركزي، ثم قام بتشكيل أول حكومة أردنية في 11 أبريل/نيسان من عام 1921 برئاسة رشيد طليع، وأعلن الأمير عبدالله بن الحسين، تأسيس إمارة شرق الأردن.
وخلال فترة حكم الأمير عبدالله بن الحسين شهدت إمارة شرق الأردن إنجازات ومحطات مهمة في تاريخها، كان أبرزها تأسيس القوات المسلحة الأردنية، والتي تعود جذورها إلى بدايات عام 1921؛ حيث شكلت نواته من رجال الثورة العربية الكبرى الذين خرجوا مع الأمير عبدالله بن الحسين من الحجاز.
وقد كان هم الأمير المؤسس أن يكون للإمارة جيش يحمي أرضها وشعبها، خاصة أن ظروف التأسيس كانت بالغة الصعوبة من حيث معاناة ما بعد الحرب العالمية الأول، وكان الواجب الأساسي توطيد الأمن والإستقرار في البلاد.
كما تم في عهده إعتراف الحكومة البريطانية رسميا بإستقلال الإمارة الأردنية وذلك يوم 25 مايو/أيار 1923، وأعيد تنظيم المناطق الإدارية، حيث أصبحت الإمارة تتألف من 6 مقاطعات هي: (عمان، الكرك، مأدبا، السلط، جرش، إربد).
وفي 19 أبريل/نيسان 1928، تم إصدار القانون الأساسي -كأوّل دستور للإمارة- ثم قانون الإنتخاب الأول الذي انتخب على أساسه أول مجلس تشريعي أردني عام 1929.
وفي عهده أيضا تم الإعلان عن إستقلال الأردن في 25 مايو/أيار 1946 تحت اسم "المملكة الأردنية الهاشمية"، وأصبح الملك المؤسس عبدالله (الأول) بن الحسين ملكاً دستورياً عليها.
وفي يوم الجمعة 20 يوليو/ تموز 1951، إستُشهد الملك عبدالله المؤسس، بعد إغتياله في القدس من قبل يد مجرمة آثمة، ليتولّى سدةَ الحكم نجله ووليُّ عهده، الملك طلال بن عبدالله رحمه الله.
الدكتور هيثم عبدالكريم احمد الربابعة
أستاذ اللسانيات الحديثة المقارنة والتخطيط اللغوي