مبروك للأردن هذا الإنجاز الكروي التاريخي بوصول نشامى المنتخب الوطني الاردني لكرة القدم للدور نصف النهائي في بطولة آسيا التي تستضيفها العاصمة القطرية الدوحة.
مبروك لجلالة الملك الداعم الأول للكرة وللرياضة الاردنية، ولا زلنا نذكر أروع الانجازات الرياضية منذ الدورة العربية التي استضافها الاردن في بداية تولي جلالته سدة الحكم عام 1999، ولا زلنا نتذكر المباراة التاريخية التي فاز بها نشامى المنتخب الوطني في المباراة النهائية على المنتخب العراقي الشقيق محرزا الميدالية الذهبية في تلك البطولة بحضور ومؤازرة جلالة الملك عبدالله الثاني وحضور جلالة الملكة رانيا العبدالله.
وعلى مدار 25 عاما الماضية-ونحن نحتفل بعد أيام باليوبيل الفضي لتولي جلالته سلطاته الدستورية -، والرياضة الاردنية تحقق انجازات تلو الأخرى في الرياضات الفردية والجماعية على حد سواء.
لا زلنا نذكر أيضا بطولة كأس آسيا في العام 2004 يوم جلس جلالة الملك عبد الله الثاني على مقاعد اللاعبين الاحتياط يؤازر «منتخب النشامى» في المباراة ضد المنتخب الياباني.
يوم أمس كان سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني في مقدمة مؤازري منتخب النشامى، وترك المنصّة ليجلس مشجعا ومؤازرا للمنتخب من على مدرجات مشجعي منتخبنا الوطني، ثم ليكون أول المصافحين والمهنئين للاعبين وللجهاز الفني والاداري للمنتخب على أرض الملعب، في مباراة تاريخية بحضور سمو الأميرة رجوة الحسين، وسمو الاميرة سلمى بنت عبدالله الثاني وسمو الأمير علي بن الحسين.
شكرا لنشامى منتخبنا الوطني من أعماق القلب، فقد أدخلتم الفرحة والسرور إلى قلوب كل أردني وأردنية..كل عربي وعربية..بما قدمتموه من مستوى مشرّف، وعطاء ترفع له القبعات، وأثبتم أنكم تستحقون هذه الانتصارات الواحدة تلو الاخرى، فكسبتم احترام الجماهير العربية والفرق المشاركة في هذه البطولة.
شكرا للاعبين كلّ باسمه..بدءا بحارس المرمى البطل يزيد أبو ليلى وليس انتهاء بالعالمي موسى التعمري وكتيبة خط الهجوم الابرز في هذه الدورة يزن النعيمات وعلي علوان وجميع اللاعبين في الدفاع والوسط، الأساسيين والبدلاء فكلهم ابطال..مع واجب الاشادة والتقدير بالجهاز الفني بقيادة من«أقلقنا» في المباريات الودّية ليؤكد في المنازلات الحقيقية والدولية أنه رقم صعب، ومدرب من طراز رفيع، انه مدير جهازنا الفني الكبير الكابتن حسين عموتة ومساعده عبدالله ابو زمع وباقي الجهاز الفني.. وخلف كل هذا المنتخب ادارة حكيمة وجهاز تنفيذي يقدم الدعم والمؤازرة لهذا المنتخب «الذهبي» لكرة القدم الاردنية برئاسة سمو الأمير علي بن الحسين، واعضاء الاتحاد والأمين العام سمر نصار، وكافة العاملين في الاتحاد الاردني لكرة القدم.
هذه الفرحة التي أدخلها النشامى الى قلوب الجميع والى بيت كل الاردنيين لا تقدّر بثمن، لذلك من حقّنا في هذا المشهد تحديدا أن نطالب بمزيد من الدعم لكرتنا الاردنية على وجه الخصوص، ودعم الرياضة الاردنية على وجه العموم، لأن الانجازات باتت تفوق حجم الدعم المقدّم والمخصّص للشباب والرياضة سواء في موازنة الحكومة أو دعم القطاع الخاص.
«الاستثمار» في الرياضة مهم جدا، واذا لم تكن بعض الحكومات في السابق تولي هذا القطاع أهمية لعدم «جدوى الانجازات» فقد آن الأوان لتغيير النظرة ولتخصيص موازنات أكثر دعما لرياضة قادرة على رفع اسم الاردن دائما وفي جميع المحافل المحلية والقارية والعالمية، وجذب استثمارات ورعايات تعود على الاقتصاد وتشغيل الشباب بالشيء الكثير، والامثلة على ما نقول ماثلة حولنا في الاقليم كما العالم، وليست كأس العالم في الشقيقة قطر 2022 عنّا ببعيد، وليست الانجازات التاريخية الرياضية الكبرى التي تتحقق كل يوم في المملكة العربية السعودية الشقيقة عنّا ببعيد أيضا.
باختصار: فإن فرحتنا بالانجاز التاريخي لمنتخب النشامى لكرة القدم تستوجب اعادة النظر بحجم وآليات الدعم المخصص والمقدّم للرياضة الاردنية عموما ولكرة القدم خصوصا، لأن الجدوى الاقتصادية والاستثمارية والترويجية والشبابية والسياحية..الخ كبيرة جدا، وقد آن الأوان لرفع شعار «الاستثمار الرياضي» كأولوية خصوصا وان لدينا «منتجا وطنيا» يستحق الدعم، في كرة القدم وكرة السلة والتايكوندو والملاكمة..وكل الرياضات الفردية والجماعية.
شكراً «نشامى المنتخب».. مزيداً من التألق والبطولات..مبروك للأردن.