بداية الظاهر لكل منصف ومنعم للنظر يجد ان الغزالى نبذ الفلسفة وحاربها بل هو بحق محيى علوم الدين وكان اعتماده فى البداية والنهاية فى مؤلفاته على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم درسها بعمق وباهتمام شديد والواضح انه فهمها بصورة مثالية والبعض يعتقد انها مثالية افلاطون كما جاء فى كتاب الربوبية واعمل ايضا الفكر الفلسفى اليونانى التى درس ترجمته وبصورة غير مباشرة عن الفلاسفة الذين سبقوه ونجد ايضا تاثره بالانجيل والتوراة ورسائل القديس بولس ونلمسها حرفيا فى دراسته وكذلك اراء الكنيسة الشرقية المتمثلة بتعاليم القديس اوغسطينوس وهذا ما يويده ( سميث ) فى الغزالى المتصوف ورغم كل هذا التاثر الا ان الثابت فى جميع مؤلفاته انها بقيت ضمن نطاق الاسلام وقيمه وتعاليمه والثابت ايضا ان مجمل هذه العناصر التى اخذها من خارج الدائرة الاسلامية ما كانت الا وسائل غايتها احياء الدين الاسلامى وصورة نيرة تعين طريق النفس الى الله وهذا بالفعل ما ايده استيبان لوتر فالغزالى هو المسلم الحق شاء من شاء وابى من ابى وصوفى باعمق ما فى الكلمة من معنى فها هو ونسنك يقول ( الاخلاق المسيحية والاخلاق الاسلامية تتلاقى اكثر ما تتلاقى عند الغزالى ) على اعتبار ان الغزالى الفذ وجد عمق الروحية فى المسيحية وهذه سمة المسيحية الحقة المنزلة من الله جلت قدرته وبالمقابل فقد اخذ مفكروا المسيحية من الشرق والغرب عن الغزالى الكثير فها هو ابن العبرى فى الشرق ورامون مرتى فى الغرب اخذا عن الغزالى الى الجزء الثانى , محمد جابري مراقب عام تاريخ التسجيل: Sep 2008 الدولة: المغرب المشاركات: 773 المؤهل العلمي : آخر التخصص : النقد الأدبي، وأبحاث ودراسات في السنن الإلهية الوظيفة: متقاعد الأستاذ طارق فايز العجاويº سبحان الله كيف أغفلت قوله تعالى عن النصارى { ثم قفينا على اثارهم برسلنا وقفينا بعيسى ابن مريم واتيناه الانجيل وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رافة ورحمة ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم الا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها فاتينا الذين امنوا منهم اجرهم وكثير منهم فاسقون }[ سورة الحديد الآية 27] وفقه التصوف مهما قيل عنه بأنه نهج نهج الكتاب والسنة، ففيه دخن، فكثيرا من الآراء هي آراء فلسفية قد لا تمت للإسلام بصلة، كما أن بعض الاجتهادات الصوفية الكرام قد تخالف تعاليم الكتاب نفسهº وسبحان من أمد هذا بفضله وحرم ذاك من كرمهº {وما ظلمهم الله ولكن انفسهم يظلمون } [الآية 117 من سورة آل عمران] وكتابات الغزالي كتابات عقلانية، فلسفية حتى في كتابه إحياء علوم الدين، وإن حاول تأصيل الفقه، فضلا عن تأصيل المنطق... وأغرب ما وجدت في موضوعك هو قولك: " والثابت ايضا ان مجمل هذه العناصر التى اخذها من خارج الدائرة الاسلامية ما كانت الا وسائل غايتها احياء الدين الاسلامى وصورة نيرة تعين طريق النفس الى الله وهذا بالفعل ما ايده استيبان لوتر" أترى وجدت نقصا في الدين الإسلامي فأبحث استكمال نقصه بما هو دونه منزلة؟ من سخريات العلم، وصفاقته لدى المجلس الأعلى لعلماء المغرب أنهم يذودون بما أوتوا من قوة جدل على الفقه المالكي، والعقيدة الأشعرية، والطريقة الجنيدية. وكأنهم يستعيضون ما وجدوه من نقص في كتاب الله - وحاشا أن يثلم كتاب الله بجرح نقص - وهو الذي وصفه ربه {ما فرطنا في الكتاب من شيء }[ سورة الأنعام الآية 38] {اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا} [من سورة المائدة الآية 3] فهل ما وصفه ربه بالكمال يستلزم النقص، ؟ ولا يقول هذا إلا أصحاب عقول عشش فيها الانحراف الفكري والعقدي.؟. فالغزالي اجتهد جهده، وكتب وأبان، وأسس لعلم المنطق، فالفلسفة لبسته ولم يستطع نزع ثوبها، وكان أحد العلماء الذين أصلوا للفقه المقاصدي، ويبقى ككل المجتهدين أمره إلى الله فله ما له وعليه ما عليه، ولا نزكي على الله أحدا، هو أعلم بخلقه. التعديل الأخير تم بواسطة محمد جابري ; يوم أمس الساعة 09:18 PM. #3 اليوم, 07:52 AM طارق فايز العجاوى عضو جديد تاريخ التسجيل: Apr 2011 الدولة: المشاركات: 24 المؤهل العلمي : جامعي التخصص : الاجازة فى الحقوق الوظيفة: الاستاذ الفاضل محمد جابرى اشكالية الطرح تستدعى من غيور مثلك هذه المداخلة التى تنم عن عمق فى الرؤيا الثقافية حبذا استاذى الفاضل لو تريثت كى يكتمل الطرح وكلى اذان صاغية وجعلنا الله ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه واقعا درست الاستشراق والاستغراب واخيرا العولمة بقالبها الطامس للاخر وتناولت هذه المواضيع واعلم باذنه تعالى ما تخفى الاكمة ولكن نقل راى لا اعتقد يعنى الايمان به او اعتماده ونعلم ايها الاستاذ الفاضل قيمة السم فى الدسم الغيرة على الموروث شىء جميل وانا وكل شرفاء الامة معك دمت لنا وللقلم وللفكر الرصين
فكما اسلفنا ان ابن العبرى فى الشرق ورامون مرتى فى الغرب اخذا عن الغزالى ما ايدا به اراءهما اما القديس توما الاكوينى الذى اجحف فى نقده للغزالى قد نهل من نبعه رغم ذلك ودانتى فى ملهاته استعان بما كتبه الغزالى حول المعراج وقد وجد اسين بالاسيوس فى مؤلفات الغزالى صورة سابقة لما يسمونه رهان بسكال كما وجد شبها غريبا بين المفكرين فى طرق المعرفة الدينية التى لا تعتمد على العقل بل على القلب والذوق
****( فلسفته )
اكب الغزالى على دراسة الفلسفة وفهمها مدة لا تقل عن ثلاث سنوات الف بعد ذلك كتابه الشهير ( تهافت الفلاسفة ) وهو فى هذا الكتاب نقل الفلسفة كما راها هو عند ابن سينا والفارابى واخوان الصفا والواضح انه لم يميز بين المقبول والمرفوض ولا اقول بين الحق والباطل _ نقطة جديرة بالمتابعة _ وراى ان الفلاسفة على تعدد مشاربهم وكثرة اصنافهم يلزمهم وصمة الكفر والالحاد وانهم على كثرة فرقهم واختلاف مذاهبهم ينقسمون الى ثلاثة اقسام هى
** الدهريون : وهم طائفة من الاقدمين جحدوا الصانع المدبر العالم القادر وزعموا ان العالم لم يزل موجودا كذلك بنفسه لا بصانع ولم يزل الحيوان من نطفة والنطفة من حيوان كذلك كان وكذلك يكون ابدا وهؤلاء هم الزنادقة
** الطبيعيون : وهم قوم اكثروا بحثهم عن عالم الطبيعة وعن عجائب الحيوان والنبات فراوا فيها من عجائب صنع الله وبدائع حكمته
هذا كله دعاهم الىالاعتراف بخالق عليم وهؤلاء ايضا اعتبروا القوة العاقلة فى الانسان تابعة لمزاجه وتنعدم بانعدام مزاجه فقالوا بموت النفس ولا تعود وبذلك جحدوا الاخرة وبالتالى انكروا الجنة والنار والقيامة والحساب وهؤلاء ايضا زنادقة
** الالهيون : وهم المتاءخرون منهم مثل سقراط وافلاطون وارسطوطاليس الاانه استقى من رذائل كفرهم بقايا لم يوفق للنزوع منها فوجب تكفيره وتكفيير متبعيه متفلسفة الاسلاميين كابن سينا والفارابى وامثالهم
والملاحظ ان هذا التكفير لا يشمل جميع ما نقل عن ارسطو فيقسم الغزالى علمه الى ستة اقسام
رياضية منطقية طبيعية والهية سياسية وخلقية
* وللغزالى اقوال فيها
_ الرياضية : اعتبرها لا تتعلق بالدين نفيا او اثباتا واعتبرها امور برهانية لا مجال لانكارها بعد فهمها ومعرفتها لكنها اورثت افاتين
_ المنطقيات : وهى لا تتعلق بالدين نفيا او اثباتا ولها افة ايضا
_ الطبيعيات : وهى علوم تبحث فى الارض والسماء والكواكب وما على الارض من نبات وحيوان الخ واعتبر ان ليس من شروط الدين انكار ذلك العلم الا فى مسائل اوردها فى تهافت الفلاسفة
_ الالهيات : وهذه فيها اغاليطهم ويقدم الغزالى ما مجموعه عشرين اصلا يكفرهم فى ثلاثة منها ويبدعهم فى سبعة عشر
_ السياسيات : وفيها كلامهم يرجع الى الحكم المصلحية المتعلقة بالامور الدنيوية السلطانية والامر المستهجن والمستغرب ان الغزالى يرى انهم اخذوها من كتب الله المنزلة على الانبياء ومن الحكم الماثورة عن سلف الاولياء ولا اعلم ما هو دليله
_ الخلقية : وجميع كلامهم فيها يرجع الى حصر النفس واخلاقها وذكر اجناسها وانواعها وكيفية معالجتها الخ
اما فى مجال معالجة الغزالى لاراء الفلاسفة الباطلة والتى اوردها فى كتاب مقاصد الفلاسفة يعرض مذهبهم بدقة وامانة ووضوح
وتلاه كتاب تهافت الفلاسفة اورد فيه عشرين مسالة ثلاثة منها كفرهم فيها وسبعة عشر عدها من البدع ونورد التى كفرهم فيها
* قولهم بازلية العالم
* انكارهم حشر الاجساد
* معرفة الله للجزيئات
اما ما بدعهم فيها السبعة عشر نذكر منها على سبيل المثال
* ما ذكروه من الغرض المحرك للسماء
* قولهم باستحالة خرق العادات
* تعجيزهم عن القول بانه يعلم ذاته
والله نسال ان تعم الفائدة.