زاد الاردن الاخباري -
تمكنت الأمريكية أمبر بيرسون، بفضل عملية زراعة دماغية ثورية تُستخدم لعلاج الصرع والوسواس القهري، من التخلص من هذه العادات المتكررة المزعجة، حيث كانت في السابق معتادة على غسل يديها حتى النزيف، مُرتعبةً من فكرة التلوث بأي شيء من حولها، وذلك نتيجة لاضطراب وسواسي قهري وفق موقع MEDICAL EXPRESS.
كيف يؤثر الجهاز في علاج الصرع والوسواس القهري؟
في الواقع ليست فكرة إدخال جهاز إلى الدماغ جديدة، فقد كان الأطباء يعرفون منذ عقود أن التحفيز الكهربائي المطبق بدقة يمكن أن يؤثر على الطريقة التي يعمل بها الدماغ.
ويتم استخدام التحفيز العميق للدماغ في علاج مرض الوسواس وحالات أخرى تؤثر على حركة الشخص.
عرض الأطباء على أمبر جهازاً يبلغ قطره 32 ملم لعلاج نوبات الصرع المنهكة، مُتأكدين من أنه سيكون قادراً على اكتشاف النشاط الذي يسبب النوبات وتوصيل نبض يتداخل معه.
وفي ذلك الوقت سألت أمبر الأطباء ما إذا كان بإمكانهم وضع جهاز آخر، بهدف إدارة الوسواس الذي تعاني منه.
وقال الجراح العصبي أحمد رسلان، الذي أجرى العملية في جامعة أوريغون للصحة والعلوم في بورتلاند، على الساحل الغربي للولايات المتحدة "لحسن الحظ، أخذنا هذا الاقتراح على محمل الجد".
يذكر أنه كانت هناك في السابق بعض الدراسات حول استخدام التحفيز العميق للدماغ للأشخاص الذين يعانون من الوسواس ، ولكن كما يقول رسلان، لم يتم دمجه مطلقاً مع علاج الصرع.
وعمل الأطباء مع أمبر لمعرفة ما يحدث بالضبط في دماغها عندما تقع في دائرة الوسواس.
وقد تضمّنت التقنية تعريضها لضغوطات طبية مألوفة في مثل حالات هذا المرض، وتسجيل العلامات الكهربائية.
وبهذه الطريقة تمكنوا بشكل فعال من عزل نشاط الدماغ المرتبط بالوسواس القهري. وأمكنهم بعد ذلك تكوين الغرسة الخاصة بها، بحيث تتفاعل مع تلك الإشارة المحددة.
ويُراقب الجهاز الآن نشاط الدماغ المرتبط بالوسواس .
الجهاز الوحيد في العالم الذي يعالج مرضين
يوضح رسلان: "إنه الجهاز الوحيد في العالم الذي يعالج مرضى الصرع والوسواس القهري، وهو مبرمج بشكل مستقل، لذا فإن برنامج الصرع يختلف عن برنامج الوسواس القهري".
مضيفاً: "عادةً ما نفكر في الأجهزة، إما للوسواس أو للصرع، وهذه الفكرة خارج الصندوق، ولن تأتي إلا من مريض".
وأشار رسلان إلى أن هناك دراسة تجري الآن في جامعة بنسلفانيا، لمعرفة كيف يمكن تطبيق هذه التقنية على نطاق أوسع، ما يوفر أملاً محتملاً لبعض من 2.5 مليون شخص في الولايات المتحدة، يعانون من الوسواس .
وبالنسبة لأمبر، كان هناك انتظار لمدة ثمانية أشهر بعد إجراء عملية الزرع في عام 2019 لرؤية أي فرق ملحوظ.
وتضاءل الوقت المستغرق لديها في القيام بعدة ممارسات قبل النوم، مثل إغلاق النوافذ وغسل اليدين المستمر، إلى 30 دقيقة في اليوم.
وقد اختفى الآن الخوف من التلوث الناتج عن تناول الطعام مع الآخرين، حيث صرّحت أمبر: "أنا سعيدة مرة أخرى ومتحمسة للخروج والعيش، وأن أكون مع أصدقائي وعائلتي، هذا كان أمراً انقطعت عنه لسنوات".
عمليات زرع شرائح الدماغ مع إيلون ماسك
احتلت عمليات زرع الدماغ عناوين الأخبار مؤخراً بإعلان إيلون ماسك أن شركته Neuralink قد أجرت زرعاً لشريحة دماغية في رأس مريض.
وقد ذكرت شركة Neuralink سابقاً أنها بصدد استخدام روبوت لوضع شريحة دماغية حاسوبية (BCI)، مزروعة جراحياً في منطقة من الدماغ تتحكم في الحركة. وأضافت أن هدفها الأوّلي هو تمكين الأشخاص من التحكم في مؤشر الكمبيوتر أو لوحة المفاتيح باستخدام أفكارهم وحدها.