بعد 25 عام من العمل والجهد والعطاء التى كانت موصولة بالارادة والحكمة تحولت فيها المسيرة الأردنية إلى سيرة نجاح نتيجة اجتيازها لتحديات كثيرة كانت قد اعترتها لظروف سياسية محيطة استطاع خلالها الحكم الراشد للملك عبدالله الثاني من اجتيازها باقتدار على الرغم من مقدار الصعوبات التي جاءت نتيجة تراكم احمال فترة التشييد ومرحلة البناء والتعزيز. حيث تنوعت فيها التحديات بين قلة الموارد وضعف الإمكانات اضافة الى تأثير إرهاصات الجغرافيا السياسية التي جاءت ضاغطة مع التحولات الخطيرة التي عصفت بمستقرات المنطقة وأنظمتها وجعلتها تكون فى تبدل دائم وتغير مستمر لكن للأردن استطاع بحكمة قيادته من بناء حالة استقرار آمنة فوق تلك الاهتزازات الافقية التى واكبت سيرته وعكست على مسيرته الوطنية ورسالته التنموية بشقيها الأمني والنمائي.
وفى كل فتره من هذه المحطات كانت الدولة الاردنية تحول كل منعطف عميق يواجهها أو منزلق سطحي يجابهها الى منطلق قويم سياسي يحفظها واخر تنموي يبني على ما تم إنجازه بما يجعله يعود بالفائدة على المجتمع الأردني بما يقيه من مغبة ردع مفسده او تجعله واقع يجلب منفعة وهو ما جعل من الدولة الأردنية تزداد مناعتها ويزداد المجتمع الأردني معها منعه جراء حركة التحديات المستمرة التى لازمت مسيرتها حتى اعتادت عليها الدولة الاردنية وقيادتها لتجعل الاردن يقف بصورة اعجازية على طبيعة اهتزازات افقية مشكلة بذلك معادلة اصبحت جزء من سمة و بيان الدولة.
وبعد 25 عاما من مسيرة البناء والنهضة والتى زاد فيها حجم سكان الاردن الى ثلاثة اضعاف منذ يوم الوفاء والبيعة وتحمل فيها الاردن حركة لجوء هى الأكبر بين الأمم ضغطت على حالة الخدمات المعيشية وعلى الموارد المائيه وكما على البنية التحتية الخدماتية، ها هو الاردن يشكل نموذج حقيقي للإنجاز ويعتبر المكان الأكثر امن وامان وغدى المجتمع الأردني بفضل سياسات الملك المعزز يشكل مجتمع المعرفة المعروف بسمة المواطنة المؤيد "بتمسكه المبدئي وثباته القيمي ونموذجه المدني بالطابع والمضمون" الأمر الذي جعل الدولة بكل مكوناتها ومؤسساتها والمجتمع بكل فئاته يعملون لرفعة الأردن ورسالته من أجل صون مقدرات الأمة وصيانة رسالتها فى صيانة الإنسان وإعمار الأرض من وحى جملة رسالته.
و الاردن الذي تم بناء أركانه وتشييد أعمدته وإرساء بنيانه من على أسس فكرية تنويرية وقواعد قوميه عروبيه ومبادىء ثقافية إنسانية ومنطلقات قيمية حضارية سبق نظامه السياسي فيها الجغرافيا السياسية بالتكوين وهو الاردن الذي جعل من مجتمعه منسجم مع هذه التنشئة بالشكل والمضمون وهو ما يمكن ملاحظته من مضمون تركيبته الاجتماعية التي تشكلت من هويات فرعية عربية واسلامية لتكون شاهد عيان على محتوى رسالة الاردن الجامعه بعروبتها الممتدة ورسالتها الانسانية التى شكلت منطلق لمنطقه مهد الحضارات السماويه.
وهو ما يعد من الركائز الأساسية التي يتكئ عليها المجتمع الأردني في بناء تشكيلاته المجتمعية وذلك ضمن هويات فرعية اخذت فسيفساء صحية وتشكل الدور وترسم المكانة فى بناء النسيج الوطنى الذى يجسد "رسالة أمة فى وطن" لينعكس هذا النموذج على تشكيلته البرلمانية وعلى طريقة تشكيل حكوماته المتعاقبة و يتمتع جميع مواطنيه بالاهلية المدنية والأهلية السياسية مشكلين بذلك دولة المواطنة التى تقف عليها رؤية جلالة الملك في أوراقه النقاشية.
ولان لكل مرحلة من هذه المراحل تشكل عنوان بمضامين متنوعة ومشعبه فإن العمل على تسليط الضوء على كل مرحلة من هذه المراحل لا يكون بمنأى عن البيئة المحيطة وظروف تكوينها، فإن الظروف الموضوعية دائما ما كانت تشكل بيئة القرار وظروف اسقاطاته على حساب العوامل الذاتية التي غالبا ما تكون بالمجتمعات النامية مستجيبة للفعل وليس بصانع قراره لا سيما وأن تأثير الظروف الموضوعية تؤثر بشكل مباشر على بيت القرار عندما تقوم بتبديل اولوياته وتحويل مسارات التنموية والسياسية إلا أن سياسية جلالة الملك عبدالله الثاني بتحويل كل منعطف الى منطلق جعلته يرسم علامة تميز عبر هذه المعادلة ويشكل ايقونه انجاز ميزت فترة حكمه التي نحتفل فيه هذا العام باليوبيل الفضى.
فلقد حرصت الدولة الاردنية في عهد الملك المعزز بالعمل فى ثلاث اتجاهات يقوم أولها على بناء المؤسسات فيما تعمل الثانية على إنشاء البنية التحتية وتنميتها كما قامت فى الاتجاه الثالث على بناء قدرات الموارد البشرية من أجل نماء البنية الفوقية وهي الثلاثة أسس الرئيسية التي جعلت من الاردن يكون على الحالة التى يقف عليها الآن من مكانة وريادة حيث غدى المجتمع الأردني بفضل استراتيجية المسارات المتبعة التي استندت لسياسة تراكم الانجاز من الانتقال بالمجتمع من طوره البدائي الى منزلة المجتمعات القادرة على المنافسة للوصول لفحوى ومضمون المجتمعات المتقدمة هذا ما أكدته عناوين أوراقه الملكية التى راح باتجاه إيجاد خمس عناوين رئيسية "مجتمع مدنى، لامركزية ادارية، نهج ديموقراطي تعددي، اقتصاد انتاجي وتعلم معرفي" على الرغم من قلة الإمكانيات وضعف الموارد، وهذا ما يمكن تبيانه عبر تسليط الضوء على محتواه فى الاتجاهات الثلاثة :
الاتجاه الأول مرحلة بناء المؤسسات؛ فلقد سعت الدولة الاردنية في مراحلها الثلاث عند التكوين وعند التأسيس وعند الاستقلال، على الانتقال بين هذه المنازل الثلاث حامله بكل واحدة من هذه المنازل اضافة تضيفها لمسيرة البناء، وهى ثلاث مراحل انطلقت فى الاولى من اجل التحرر وعودة الأمة لمكانتها وحملت منطلقات نهضوية ارتكزت على وحدة الصف وبناء نواة الجيش العربي ومركزية قيادة حيث استندت لفكر سياسي حداثي الطابع ثابت المضمون لتجعل من المشرق العربى دائرة اهتمامها الخاص بصورة عروبية مرتكزه بين مفترق البحرين الى ملتقى النهرين.
حيث حرصت الرسالة الهاشمية خلالها على بناء القدرات العربية والاشتباك الإيجابي الممنهج مع الانفتاح على المستجدات وعلى القوى العالمية المؤثرة من أجل التحرر من الروابط السياسية والاثقال الاقتصادية عبر منظومة عمل واصله ومتصله بطريقة دبلوماسية تعمل على تمتين الروابط البينية ودعم الجهود السياسية من أجل بناء منظومة عربية تكون قادرة على دعم القضية المركزية للأمة التى بوصلتها فلسطين وتاجها القدس.
ولقد تميز حكم الملك عبدالله الثاني بالتسامح والنجاح في إدارة الأزمات حتى حمل سمة العلامة الفارقة بسياسة تحويل المنعطفات الموضوعية الى منطلقات ذاتية هو ما برز في نهجه منذ استلام الملك المعزز سلطاته الدستورية والتى بدءها عندما تعامل بحرفية لاحتواء تداعيات الأزمة العراقية كما قام بخطوة استدراكية اخرى حافظ فيها على القيمة النقدية للدينار إثر تعامله من أزمة الاقتصاد العالمي. كما قام بتقديم الأردن باعتبارها واحة للأمن ونموذج للامان طيلة تعامله مع متغيرات حالة الربيع العربي التي عصفت بالمنطقة وأنظمتها برمزية إحتواء.
كما حافظ الملك المعزز على منهجية حكمه الديموقراطي عندما استمر بإجراء الانتخابات النيابية دون انقطاع فى المشهد العام بل وعززها بمساحات من الحرية وعمل عبرها لتحديث اركان دستورية لتكون ملائمة مع مقتضيات المرحلة الاصلاحية بكل ما فيها من عناوين كما عمل بعد ذلك للتعاطي باقتدار مع مسألة الإرهاب وحرب داعش بكل ما رافقها من تداعيات وقدم الأردن خلالها باعتباره المحارب الأول والفارس المقدام في الحرب العالمية ضد التطرف الغلو والإرهاب بصورة قدم فيها المجتمع الأردني باعتباره مجتمع نموذج فى الوسطية والاعتدال.
وعمل الملك المعزز على التعامل مع مناخات كورونا بعلامة فارقة اخرى ميز فيها الاردن و رسالته عبر الجيش الأبيض بمحتواه الاحترازي والعلاجي حيث مزج فيها بين الانضباطية العسكرية والمعرفة الصحية ليشكل ذلك كله علامة فارقة للتعامل مع الأصول الوقائية والتعاطي مع المقتضيات العلاجية للحالة الوبائية لياتى ذلك كله عبر وسائل منضبطة وهو ما جعل الأردن يشكل نموذجا بالتعامل مع الأحداث الجسام التي اعتاد الأردن للتعامل معها وتجعله هذه الاحداث اكثر صلابة وأكثر قوة ومنعه وتجعل من قيادته للمشهد العام محط احترام وتقدير بين المجتمعات بعناوين من الفروسية والعزيمة والاقتدار.
ولان يوم الوفاء والبيعة يشكل عنوانا سياسيا للعمل العام ويعتبر يوما لبيان الأحداث فلقد تميز الإنجاز السنوي للعام الفائت بتظاهرة حملت معاني عميقة لرمزية الدولة و صلابتها وأظهرت قوة الدولة واقتدارها لتنظيم عظيم الأحداث والتى تمثلت باحتفالية زواج الأمير الحسين ولي العهد وهي التظاهرة التي شكلت حدث عالمي جسدت معاني كبيره بجملة سياسية واجتماعية وشعبية وأمنية بحدث واحد وأظهرت قوة الدولة الأردنية وعظيم مكانتها بتقديم الاردن لرسالة بأبها صورة وهو المشهد الذى شكل الصورة الأبرز في الفصل الأول من عام الانجاز الذي اعتبر عالميا حدث الساعة نتيجة حجم متابعته على وسائل الإعلام العربية والدولية.
أما المسألة الثانية فهي مسألة تعامل الاردن بفصل آخر من الإنجاز عندما استطاع باقتدار من التعامل مع حرب غزة وفق محتوى فيه ابداع دبلوماسي استطاع الأردن عبره من تقديم الغطاء السياسي للمقاومة الفلسطينية كما قام بشرح الجمل السياسية وبيان المواقف المناصرة للقضية ولملمة الأوراق العربية المتناثرة وجعلها فى المكانه الداعمة للقضية الفلسطينية مهما تنوعت روافعها او تعددت اتجاهاتها لكن من المهم بيان نماذجها في حالة القطاع المحاصر وكيفية التعامل معه ودعمه سياسيا وانسانيا بما يثبت هويته الميدانية.
ويعمل الأردن ضمن دبلوماسية سياسية واصله ووازنه لدعم الجانب الآخر للمعادلة الفلسطينية لما يقف عليه الميدان من أحداث وحالة القدس والضفة المحتلة والتي من المهم اسناد حضورها وتعزيز صمودها بما يجعلها قادرة على مواصلة مشوارها من أجل التحرر والاستقلال، وهي نماذج تحمل مدلولات مختلفة لكن من المهم دعم جوانبها جميعها بأدوات شعبية ودبلوماسية وقانونية وإنسانية وسياسية بحيث تكون داعمة لكل أشكال المقاومة التي يحتاجها الشعب الفلسطيني في مقاومته للمحتل.
وأما على صعيد التواصل الشعبي فلقد استطاع جلالة الملك أن يقدم سمة جديدة في التعامل الوجاهي جعلت من بيت الاردنيين يصبح مقصداً وعنوان سياسي وشعبي عندما عمل جلالة الملك على بناء حلقة متصلة في بيت الاردنيين مع كل الفعاليات الشعبية بصورة جعلت الكل الأردني قادر على التواصل مع بيت الاردن بطريقة فريدة، وهو ما جعل من الملك المعزز بنهجه يشكل علامة فارقة شعبية كما شكل علامة فارقة سياسية واجتماعية ميزته وامتاز بها.
وأما السمة التى لازمت الملك المعزز منذ استلامه لسلطته ودون انقطاع فهى مسألة دعمه الكامل للمؤسسه العسكريه وعنايته بالمؤسسه الامنيه عبر استمرارية التواصل معها ومع قياداتها وهو ما يؤكد عليه الملك المعزز عبر مجمل نشاطاته وبيان رسالته الأمر الذي يدل على ثقته الاكيدة بدور هذه المؤسسات ومكانتها.
ولم تكتفى رسالة الملك المعزز بالحماية والعناية بل راحت الى مستوى الرعاية لتطوير دور القطاع الصحي والمنهاج التعليمي وتطوير أنظمة المؤسسات ضمن استراتيجية عمل اشتملت على الإصلاح السياسي والاقتصادي والإداري في كل مفاصل العمل وهو ما جعل من مسيرة الملك القائد تشكل سير عمل لمضمون إنجاز.
فمنذ ان استلم جلالة الملك عبدالله سلطاته الدستورية والاردن يواجه تحديات ذاتية نتيجة الاهتزازات الموضوعية الإقليمية والدولية التي تؤثر على عناوين التنمية بشكل سلبي كما تعكس بظلالها على النواحي الخدماتية نتيجة الهجرات القصرية غير المتوقعة التى شكلت فى مضامينها التحدى الأكبر على الأمن الوطنى بالاتجاه الاجتماعي والمعيشي والاقتصادي لما حملته رياحها من تهديد مباشر تجاه أمن الوطن و نمو مساراته التنموية.
وعلى الرغم من صعوبة المنعطفات التي أٌدخلت فيها الأردن نتيجة الحرب العراقية وحالة الركود للاقتصاد العالمي التي تلتها وما تبعها من أحداث جسام بدخول المنطقة فى الربيع العربي ومن ثمة بالحرب الدولية على الإرهاب ومن ثم دخول البشرية بالحرب ضد الوباء وما واكبها من أحداث عميقة للقضية الفلسطينية عندما ادخلت المنطقة بنظرية الاحتواء الإقليمي وفي كل محطة من هذه المحطات كان الأردن دائما يسجل علامة امتياز ونقطة تمايز عندما يقوم بتحويل كل منعطف خاضه إلى منطلق قويم بفضل الرؤية الاستشرافية التي يمتلكها الملك المعزز وحسن الإدارة التي يقف عليها جلالة الملك عبدالله الثاني، والتى مثلتها حماية المنجزات وصون المكتسبات ودعم أواصر التنمية والحفاظ على النهج الديموقراطي التعددي عبر انتخابات برلمانية وبلدية ومجالس محافظات حرصت الدولة الاردنية لاقامتها رغم صعوبة المنعطفات الإقليمية التى حاولت ان تعيق حركة التنمية وتؤثر على ميزان النماء إلا أن استراتيجيات العمل التى كان يضعها جلالته كانت دائما تسجل علامة انجاز فارقه ميزته وامتاز بها نظام حكمه ومسيرة نهجه.
ولان رساله البناء الوطنى التى يقودها جلالة الملك تقوم على ثلاث مرتكزات هى"الحمايه والرعايه والرفعة" لذا استندت مسيرة البناء الوطنى عليها كأساس بتقديم المنفعة الضرورية والحماية الاكيده مشكلة بذلك رافعة حقيقية للإنجاز ويأتي ذلك وفق خطة عمل تقوم على حماية المواطن موجوداته ومكتسباته القيمية وليس بالممتلكات بل أيضا مساحة الحريات التي جسدت الحماية الراسخة للحفاظ على المواطن وحريته كما على الوطن موجوداته وعلى الوطنية ورسالتها تجاه الإنسانية.
ولقد استطاعت إستراتيجية العمل التي وضعها جلالة الملك عبدالله الثاني للرعاية ان تسهم بتقديم العناية الأساسية في المجالات المعيشية والصحية والتعليمية إضافة لتطوير البنية التحتية تصاعد الخط البياني في مجال التأمينات لتأمين إطار الضمان الاجتماعي او من خلال شبكات والتأمينات الاخرى من اجل حماية الإنسان الأردني في حياته ومعيشته ... وهذا ما جعل من الخطة الموضوعة فى هذا المجال تقترب من تحقيق أهدافها لاسيما في المجالات الصحيه التى مازال الاردن فيها يخطو خطوات واسعة للوصول ببرنامج التأمينات الصحية الشاملة ضمن برنامج عمل وطني يسعى للتوسع الافقى تمهيدا للدخول فى البرنامج النوعى فى المرحله التى تليها. ومن ناحية أخرى مازالت الدولة الاردنية تقوم بدورها خير قيام على صعيد التوسع فى بناء الجامعات والمدارس على كافة الاصعده وتعمل وفق خطوات متسارعه تسبق وثبه الانتقال بالمستويات التعليمية إلى المستوى النوعي أو التعلم المعرفى.
وتجدر الاشارة هنا ان الاستراتيجية التنموية التي وضعها جلالة الملك كانت دائما تبدأ فى بناء البنية التحتية من خلال التوسع والانتشار الأفقي ومن ثم تشرع فى انجاز البنية الفوقية اللازمة للتفعيل والتشغيل حتى ينسجم برنامج العمل مع الإمكانات المادية المتوفرة وهو ما ادى للوصول بالخدمات إلى كل المحافظات والالوية و مازال التطوير مستمر تجاه الإصلاح البنيوي فى الهيكله الإداريه لتكون ضمن وصف وظيفي يرتكز على الجانب النوعى فى التعيين لإيجاد تلك العلامة الفارقة التي تميز الأردن وطابع خدماته.
وعلى الرغم من دخول المنطقة في منزلق اللحظة التاريخية التي نعيش وما تخللها من صعوبات أمنية ومعيشية الا ان الدولة الاردنية استطاعت أن تحقق درجات من نمو وصفت بالاستثنائية حيث تم بناء مدينة العقبة بحلة جديدة وتوسيع مدينة عمان الى ثلاث اضعاف وتوسيع الزرقاء واربد كما المفرق وهذا مرده لاستراتيجية العمل التنموي التي تقوم ايضا على تحويل المنعطفات السياسية الى منطلقات تنموية والتي أخذت تشكل العلامة الفارقة لحكم جلالة الملك الراشدة.
كما استطاعت استراتيجية العمل التي وضعها جلالة الملك عبدالله الثاني للارتقاء بالمحاور البنائية الامنية منها والتنموية والتي سعت بدورها على الصعيد الأمني من أجل حماية الوطن وموجوداته واخذت رسالته الأمنية ترسم الحاضنة النوعية للجوانب التنموية وتشكل صوره الأمان في المناخى النمائية الأمر الذي جعل من الاستثمار فيها يأخذ عناوين الاستحقاق فى المجالات الأمنية والمناخي العسكرية كما فى المسارات التنموية و الجوانب الانسانية التي بدورها أخذت تشكل علامة فارقة أخرى على صعيد الإنجاز ومحتواه الوطني.
كما بينت قدرة الجوانب الأمنية فى الارتقاء بالمستوى المعيشي عندما أحسن استثمارها من أجل توسيع حجم المشاركة الشعبية تجاه صناعة القرار وعملت أيضا على توسيع رقعة العمل التنموي فى إطار رساله البناء الوطنى لتشمل الكل الجغرافي للدولة وهو ما جعل من الدولة الاردنية تشكل واحة الامان القادرة على احتواء عظيم المخاطر والتعاطي مع عميق الأزمات وهذا ما كان له صدق الأثر فى وقاية الاردن ومجتمعه من اهتزازات الربيع العربى ومن مناخات التعرية والتجوية التى خيمت على مجتمعات المنطقة التي راح ضحيتها أنظمة ومجتمعات كانت تعتبر قوية سياسيا واقتصاديا مقارنه مع ما نقف اليه اردنيا.
ولقد وضع جلالة الملك جل اهتمامه في المؤسسة الامنية والعسكرية وقام بمواكبة تطوير قدراتها وتحديث ببرنامج عملها لتشكل علامة فارقة حتى غدت هذه المؤسسات بفضل هذا الاهتمام وعظيم الرعاية الملكية واحدة من أهم نماذج العمل الوطني وغدا تشكل بنموذجها محط اعتزاز للمواطن الاردني الذي أخذ يتباهى بها ويتفاخر بما تقف عليه من قيم ويلتف حول رسالتها ويعظم مكانتها التي غدت تشكل له المرجعية والمصداقية فى الاصطفاف وحسن التوجه.
ان الشعب الاردني وهو ينظر لحقبة الإنجاز التي ميزت قيادة جلالة الملك لدفة الحكم خلال 25 عام من الإنجاز فإنه لا يسعه الا ان يثمنها ويقدر محتواها وهو يقرأ بموضوعية القارئ ويقيمها بدرجة الإنسان المنصف وهذا ما جعله يلتف خلف قيادته المظفرة التى تسعى بالوصول فى الاردن دور ورسالة إلى المراتب العليا من مستويات الانجاز ... والتي غدت بفضل الله وتوفيقه درجة تميز اداره حكم سيد البلاد الملك القائد بما احتوته من علامات إنجاز فارقة أخذت تشكل الرافعة الاكيده لمنهجه حكم راشدة تمثلها شرعية الإنجاز، وهو ما جعل الأردن يحتفل باليوبيل الفضي للحكم بمضمون انجاز ذهبي.
د.حازم قشوع