ما حدث مساء اليوم الثلاثاء 6-2-2024 في الاردن من متابعة متواصلة او الانتظار الطويل من اجل حضور مباراة منتخبنا الوطني الاردني "النشامى" وهو يفوز على منتخب كوريا الجنوبية الذي -أرهق منتخبات القارة- بأول تأهل للمباراة النهائية لبطولة كأس أمم اسيا.
ان الحشد الشعبي الكبير هو ظاهرة وطنية اردنية نفتخر بها وهي حالة وعي وجداني لأصالة تاريخية وعراقة حضارية ، تلك التي تحلى بها الشعب الاردني ؛ فقط رصيد حبهم للوطن هو الذي حرك مشاعرهم وجعل انظارهم تتمركز صوب الشاشة لمتابعة المباراة، ان هذا العشق الوطني الفطري يجب المحافظة عليه لأننا اثبتنا للعالم انه ليس فقط لباساً أو لهجة أو جنسية بل إنه انتماء وإحساس وتضحية ووفاء ووعي وأخلاق نبيله.
نعم وطننا غالٍ، في الاردن لنا مع الأرض قصة عشق وتاريخ، لقد عشنا في وطن تربينا فيه على الوطنية وحب بعضنا البعض ، في جغرافيا عشقنا ارضها ذرة ذرة، في تاريخ يوثق علاقتنا ويكتب تواصلنا وتراحمنا وتقاربنا ، في دين نشهد جميعنا بأن لا إله إلا الله، في لغة لا نعرف فيها الأضداد رغم انها جمعتنا بالضاد.
الأردن هو بيتنا ، ارضنا ، حبنا وحياتنا ؛
لذلك حقٌّ علينا ان نعتزَّ بأرضنا ، وندرك انتماءنا لوطننا.
وهذا العشق الوطني يترتب عليه مسؤولية وطنية من الوطن للمواطن في التحديات الداخلية والخارجية التي تواجه الاردن ، من اجل رفع سوية الوطن والمواطن والمساهمة في التغيير والاصلاح الحقيقي في بناء الوطن انطلاقا من الالتزام بالمصداقية والموضوعية والحرية والمسؤولية من اجل القضاء على الفقر ورفع المستوى المعيشي للمواطن الاردني الذي يستحق الكثير الكثير من وطنه الذي اثقل كاهله بالضرائب والرواتب المتدنيه.
وسيبقى الاردن شامخا عبر الازمان بإذن الله.
دمت بخير يا وطني.