زاد الاردن الاخباري -
يرى الدبلوماسي الفلسطيني حسام زملط، أن أي اعتراف بريطاني محتمل بدولة فلسطين هو “حق مُنتظر وليس إحسانا”، معتبرا أن ذلك يجب أن يحدث من منطلق “المسؤولية التاريخية والأخلاقية والسياسية والقانونية”.
جاء ذلك في تعقيب للسفير الفلسطيني في لندن، على تصريحات أدلى بها وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون مؤخرا حول إمكانية الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
هذه التصريحات أعادت إلى الواجهة مجددا الحديث عن الحل السياسي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، في الوقت الذي يسلط فيه الضوء على الجهود الرامية إلى وقف محتمل لإطلاق النار في قطاع غزة عند تناول القضية الفلسطينية.
والخميس، أعلن كاميرون في تصريح لوكالة “أسوشيتد برس” أن بلاده “يمكن أن تعترف رسميا بالدولة الفلسطينية” قبل التوصل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل بشأن حل الدولتين.
وأضاف أن بلاده ستدرس الاعتراف بالدولة الفلسطينية كجزء من الجهود الرامية إلى تحقيق تسوية سلمية “لا رجعة فيها”.
ورفض المسؤولون الإسرائيليون تصريحات كاميرون، لكن الفلسطينيين أشادوا بها، بما في ذلك زملط الذي اعتبرها “مسؤولية تاريخية”.
الاعتراف حق
السفير الفلسطيني وصف تصريحات كاميرون بـ”المهمة”، مضيفا: “خاصة أنه أول وزير خارجية بريطاني يقول إن الاعتراف بالدولة الفلسطينية لا ينبغي أن يكون نتيجة لعملية التفاوض، بل يمكن أن يكون نقطة دخول إليها”.
وشدد على أن الفلسطينيين بحاجة إلى “أفعال وليس أقوال”، متسائلا: “ماذا ينتظرون؟ الاعتراف طال انتظاره جدا، إنه حق فلسطيني وليس إحسانا”.
وعدّ زملط الاعتراف البريطاني بالدولة “مسؤولية بريطانية تاريخية وأخلاقية وسياسية وقانونية، نظرا لأن اللورد (وزير الخارجية آرثر جيمس) بلفور، هو الذي وعد بأرضنا (عام 1917) دون استشارتنا، وألغانا كأمة”.
وفي معرض وصفه للحظة التي تقوم فيها بريطانيا بتصحيح ذلك “الظلم التاريخي”، قال زملط: “بالتأكيد تلك اللحظة التي يتم فيها تطبيق ذلك فعلا، وليس (فقط) الحديث عنه”.
وفي يناير/ كانون الثاني الماضي، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وعدد من وزراء حكومته، إنهم يعارضون إقامة دولة فلسطينية في إطار أي سيناريو لمرحلة ما بعد الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ 4 أشهر.
وقف إطلاق النار ومصلحة نتنياهو
في السياق، قال السفير إن معارضة إسرائيل التوصل لوقف إطلاق نار دائم في قطاع غزة يأتي لتقديم نتنياهو “مصالحه (الشخصية) على مصالح المنطقة والعالم”.
وأضاف: “يأتي ذلك في وقت يبذل فيه الشركاء الإقليميون، بمن فيهم قطر ومصر وغيرهم من الدول، جهودا كبيرة لمحاولة تحقيق وقف فوري ودائم وشامل لإطلاق النار في غزة”.
ويرى زملط أن “التوصل لوقف إطلاق النار في غزة يعني بدء اللحظة التي ينتهي فيها مطاف نتنياهو إلى المحكمة وربما إلى السجن”.
وأكمل: “بالتالي، فإن اهتمام نتنياهو الرئيسي واهتمامات المتعصبين في حكومته هو مواصلة العدوان على شعبنا، بهدف نشر الصراع في أنحاء المنطقة”.
وأشار إلى أهمية أن تمارس قوى دولية معينة، من بينها الولايات المتحدة، “ضغوطها الكاملة على نتنياهو بشكل خاص”.
وحذّر من محاولة نتنياهو جر الجميع إلى “مداراته غير الأخلاقية من الحروب والأعمال الانتقامية وغضب الإبادة الجماعية؛ الذي أدى إلى التدمير الكامل والشامل لغزة والقتل الجماعي للأطفال والنساء وعشرات الآلاف”.
واختتم زملط حديثه قائلا: “لذا فإن القضية هي نتنياهو، والقضية هي إسرائيل، ونحن بحاجة إلى مزيد من الضغط لفرض وقف إطلاق النار”.