المشروع الكردي لا محل له من الاعراب، وجملة معترضة. وحيث ان لا حياة ولا قيمة تاريخية لاي مشروع كردي ان لم ينل رضا ومباركة ودعما امريكيا واسرائيليا ايضا.
و القضية الكردية على امتداد تركيا والعراق وسورية تنامت من ازمة مجموعة سكان «جاليات « الى ازمة «اقلية» الى قضية كردية .. وبدايات القضية الكردية كانت على شكل هجرات متلاحقة من تركيا الموطن الام للاكراد بفعل تعرضهم الى اضطهاد وتهميش، وعلى مر قرون، ونتج عن ذلك هجرات ووجود كردي في دول الجوار التركي.
و هاجر الاكراد الى بيئات عربية، وتساكنوا وتعايشوا..و العلاقة مرت في مراحل متناقضة اكتست في طابع سلمي وعنف، وحروب، وتصادم.. والاضظهاد التركي استمر في ملاحقة الاكراد، وحتى بعد ان هاجروا وهربوا الى بلاد اخرى . الاكراد اصيبوا بعدوى «الفايروس العربي «.. وافتقدوا على مراحل نضالهم الوطني التحرري الى قيادات تاريخية، قيادات تتقن في فن صناعة السياسة، وصناعة الافق.
و كل ما في الشأن الكردي، انه في حروب امريكا في الشرق الاوسط اعتادوا أن يكونوا وقودا لاشعال الحروب والصفقات في الكواليس السرية .. وتعود قضية الاكراد تراجيديا على شاشات التلفزيون ووسائل الاعلام، وحتى تنتهي الحرب وتبرم الصفقة، وتنسى امريكا قضية الاكراد، وليعودوا يحيون في تراجيديا البكاء والرثاء لقضيتهم ..
نهايات عدمية ورمادية لتحالفات وادوار الاكراد، وعلاقتهم مع امريكا وحروبها وصراعاتها في الشرق الاوسط.
وامريكا كم مرة في حرب سورية وبعدها اعطت الضوء الاخضر لاردوغان بان يحتل ويسيطر على مناطق تواجد «قوات سورية الديمقراطية «. و في الحرب على داعش في العراق وسورية.. امريكا كانت تدعي حماية الاكراد، وفيما كان لا يسمح للاكراد بان يستهدفوا الجيش المحتل على اراضي سورية، وكان يقوم بدعم وتمويل وحماية تنظيمات داعش، وادارة وتنظيم فصائل دينية خارجة من الكهوف وقاع الزمان. امريكا تضحك على الجميع، وتستخدم الجميع ادوات.. وتراقص القردة والسعادين، والافاعي.. وفي مسألة الاكراد فانهم من اكثر الخاسرين في اللعبة، ويضاهون العرب في شدة الخسارة والانزلاق وراء الهاوية الامريكية.
و امريكا لا تريد للاكراد دولة مستقلة، ولا دعما سياسيا لمشروع الدولة الكردية .. وفي تجربة العراق، والاستقلال الذاتي.. امريكا رفضت الاعتراف في استقلاله، وتبين ان امريكا تريد الاكراد جماعة لارباك وشغب وفوضى في كينونة العراق وسورية.
لربما ان الدولة الكردية تغضب تركيا وايران.. ولكن امريكا تحصر الدور الكردي باستخدامهم ادوات واذرعا لمشروعها السياسي والعسكري في الاقليم، وتحويل الاكراد الى «جندرما» مأجورة لحماية مصالح النفوذ الامريكي في سورية والعراق . وسورية، الاكراد وقوات «قسد « دخلوا في حروب مع العشائر العربية. وامريكا استثمرت في قوات «قسد « الانفصالية عن الدولة السورية، ودعمت الاكراد لتأسيس قوات عسكرية مستقلة ومؤسسات ادارة محلية، ولا تصل الى اعلان دولة مستقلة.
وما استخلص كرديا، وعبر عنه قيادات كردية ان امريكا نطاق علاقتها مع الاكراد هو الاستخدام والتوظيف الامني، ودون اي دعم سياسي لمشروع الاكراد. وفي حرب امريكا المستجدة في الاقليم واستهداف محاور المقاومة في سورية والعراق .. فان قوات الاكراد قاموا بالانابة عن واشنطن في مواجهات مع قوات المقاومة، وكما ان امريكا استخدمت المسلحين الاكراد في حماية قواعدها ومناطق نفوذها في العراق وسورية.
امريكا، وان غادرت وانسحبت من العراق وسورية، فانها تركت خلفها ورثة لصراعات عبثية وعدمية، بلا خواتم ولا نهاية لها .