قلوبنا قبل أبصارنا تتجه اليوم للعاصمة القطرية الدوحة بانتظار استكمال كتابة تاريخ جديد لكرة القدم الأردنية عند ملاقاة منتخبنا الوطني لكرة القدم شقيقه المنتخب القطري في نهائي كأس آسيا، بعد أداء بطولي مثير وكبير استحق به «النشامى» بلوغ المباراة النهائية، ليكون نهائيا عربيا عربيا للمرة الرابعة في هذه البطولة الكبيرة.
المتجوّل في شوارع الأردن بكافة محافظاتها وقراها، وفي شوارع العاصمة عمّان تحديدا يشعر وكأن المباراة ستقام على استاد عمّان الدولي، فالاعلام في كل شارع وفوق السيارات والأبنية، والشاشات التلفزيونية جاهزة في الميادين والصالات والقاعات والشركات والمؤسسات، عدا الفنادق والمقاهي والبيوت.. فاليوم بالنسبة للأردنيين يوم تاريخي بامتياز.
انه يوم «الفرح»، والفرح يا سادة له ثمن وله نتائج مرئية وغير مرئية، فهو علاج سيكولوجي ينعكس على صحة الانسان، وانظروا الى حالة الفرح والسعادة التي انعكست على جميع المواطنين الأردنيين من مباراة الى أخرى ارتفع فيها سقف الطموحات والتطلعات، فمن تعثّر في المباريات التجريبية، والقلق من خروج مبكّر، الى بلوغ للنهائي -ولا في الأحلام -، لذلك مهما شكرنا وأشدنا بما قدمه «نشامى منتخبنا « فلن نوفيهم حقهم، وستبقى هذه المشاركة في هذه البطولة انجازا تاريخيا في كتاب تاريخ الكرة الأردنية لجيل «ذهبي» من اللاعبين، ولمدير فني عربي مغربي أصيل فذّ صنع التاريخ.
للفرح وجوه متعددة، قد لا يرصدها كثيرون، ولذلك من المهم استعراض بعضها في هذا اليوم التاريخي:
1 - للفرح تبعات على الاقتصاد، وحركة الاسواق نذكر منها -على سبيل المثال لا الحصر- تنشيط قطاعات:( الاقمشة -الأعلام -طباعة البوسترات -الحلويات -المقاهي- المطاعم -السوشيال ميديا -الاعلام - النقل -السياحة -الاتصالات- شاشات العرض.. الخ)..وكمثال آخر لما نقول انظروا كم ساهم «الفرح» بفوز منتخبنا مباراة تلو الأخرى بتنشيط حجوزات الطيران الى قطر- رغم صعوبة الحصول على تذاكر للمباراة النهائية تحديدا - كما أعادت كرة القدم الأردنية تنشيط حركة المطاعم والمقاهي بعد تراجع في معدلات الإقبال.
2 - في البعد الاقتصادي المعني بـ»التسويق الرياضي»، وبخلاف أن منتخبنا ضمن على الاقل مبلغ 3 ملايين دولار لبلوغه المباراة النهائية فاننا نطمح بالكأس والحصول على جائزة المركزالأول (5 ملايين دولار)، رغم أن فرحة الفوز حقيقة تفوق كل الملايين، ولكننا نتحدث بلغة الأرقام الناتجة عن فرحة الفوز.
3 -منتخبنا استحق تكريما ملكيا بتوجيهات سيد البلاد للحكومة بدعم «مليون دينار» للاتحاد الاردني لكرة القدم.
4 -النتائج التاريخية التي حققها «نشامى المنتخب» رفعت من «القيمة السوقية» للمنتخب الأردني وللمدرب وللاعبين أنفسهم وفتحت أمامهم فرصا مهمة جدا في سوق الاحتراف.
5 -على صعيد الترويج السياحي، فما كتبته الصحافة العالمية عن المنتخب الاردني سلط الضوء على هذا البلد لمن لا يعرفه من شعوب العالم، وأشير هنا الى أن شهرة
«البرازيل» الكروية أفادت اقتصادها وساهمت بزيادة شهرتها عالميا ربما أكثر من شهرة «البن البرازيلي»، أضف الى ذلك ما حققته شهرة النجم محمد صلاح من ترويج وتسويق لمصر، واليوم بات موسى التعمري- ميسي الكرة الأردنية كما وصفته الصحافة الاسبانية -ونجوم منتخبنا من يزن النعيمات ويزن العرب وأبو ليلى وكافة النجوم أسماء تتلألأ في سماء الشهرة لها وللاردن وللعرب.
6 - كمثال آخر على أهمية الرياضة وكرة القدم في الترويج لثقافة البلد انظروا كم متابع على منصات التواصل الاجتماعي وغيرها بحث عن «المنسف» الأردني الشهير، بعد اللقطة التاريخية لنجومنا عقب تسجيل كل هدف.
7 - بقي أن نشير الى أن قوة الدولة -أي دولة - هي قوى متكاملة في معظم القطاعات، فالدولة القوية رياضيا والقوية اقتصاديا والقوية ثقافيا، كل هذه القوى ستجعل منها قوة سياسية أيضا يعزز مكانتها لدى العالم، وأي نجاح في أي قطاع ينعكس على اسم الدولة واقتصادها وسمعتها في الاقليم والعالم.
- خلاصة القول:
- نجوم منتخبنا الوطني لكرة القدم يستحقون هذا الدعم من جلالة الملك ومن سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ونتطلع لمزيد من الدعم للكرة الأردنية من الحكومة والقطاع الخاص.
شكرا لنشامى منتخبنا الأردني لكرة القدم، لاعبين وجهازا فنيا واداريا واتحاد كرة القدم برئاسة سمو الأمير علي بن الحسين.
- شكرا لكم فقد أدخلتم الفرحة إلى قلوبنا وبيوتنا وما قدمتموه إنجاز وإعجاز أنتم «قدّه وقدود» فالمستحيل ليس أردنيا «.. وسننتظر عودتكم بإذن الله وأنتم تحملون كأس آسيا..ودعاؤنا لكم دائماً «منصورين بعون الله».