هل من المعقول ان الحزبين الديمقراطي والجمهوري الامريكي عاجزان عن انتاج وجوه ومرشحين جدد؟
الحزب الديمقراطي رشح بايدن والجمهوري يبدو ان الامر محسوم لـ»ترامب». فهل معقول ان الحزب الديمقراطي عجز عن انتاج منافس لبايدين 87 عاما، ويعاني من زهايمر وفقدان للذاكرة، ويخلط بين باريس ولندن، والصين والهند، لينافسه على الترشح للرئاسة.
و السؤال عن مستقبل امريكا والقوة العظمى، لربما يبدأ من انتخابات الرئاسة، وما تعبر عن اجواء فوضوية صادمة للمرة الاولى في تاريخ امريكا. بايدن يقول : انه حريص على عدم توسع دائرة الحرب في الشرق الاوسط، ويوميا يرسل الى اسرائيل اسلحة فتاكة وقاذفات وطائرات، عمليات اغتيال، واسنادا ودعما عسكريا مفتوحا.
ما بين بايدن وترامب.. وكلاهما اخطر من الثاني.. ترامب جاء الى الشرق الاوسط في تسوية دينية توراتية ابراهيمية للصراع العربي / الاسرائيلي، بايدن اشعل حربا، ولا يعرف كيف يطفئ نيرانها.
و بايدن يتحدث عن دولة فلسطينية، وفي الواقع يحرقها ويبيد اهلها جماعيا، ويمزقها عن الخرائط، وترامب اربع سنوات في البيت الابيض لم ينطق مرة واحدة عبارة دولة فلسطينية.
العالم تغير في اربع سنوات حكم بايدن، وامريكا باثر سياسات بايدن تعرضت الى هزيمتين استراتيجيتين متزامنتين في حربي اوكرانيا وغزة.
في مخاض الانتخابات الامريكية وبدء استحقاق عامها، فان الامريكان في حالة استفتاء على ترامب، واستفتاء عكسي على بايدن.
ترامب في حقبة رئاسته رسم ملامح مختلفة للسياسة الامريكية.
و قرر ترامب سحب امريكا من منظمات دولية، ووقف الدعم والتمويل الامريكي لمنظمات اليونيسكو الاونروا، ولوح بالانسحاب من الناتو، واشترط على دول أوروبا زيادة فاتورة دعم الناتو، ومنطلقا من عقيدة ان امريكا تحمي اوروبا، وهدد الامم المتحدة ايضا.
و في الايام الاخيرة من عمره في البيت الابيض بعد هزيمة ترامب في الانتخابات الرئاسية، اقتحم الكونجرس، حرض جماعات يمينية متطرفة من منع انتقال السلطة الى الرئيس بايدن، وهي سابقة في تاريخ امريكا.
عودة ترامب سببها الرئيسي فشل بايدن.. ورغم ان ترامب في لحظة شكل خطرا على الديمقراطية الامريكية، الا ان عودته باتت امرا واقعا.
وما بين فوز او خسارة ترامب في انتخابات الرئاسة القادمة فان النظام السياسي الامريكي في خطر، وان ثمة فوضى سوف تسود في النظام السياسي والقانوني الامريكي، والتكهن الان يستبق فوضى امريكية حتمية. احداث تكساس الاخيرة فجرت اصواتا مطمورة في القارة الامريكية.. اصوات تحدثت بصراحة وصوت عال عن قوة امريكا.. وهل تملك اليوم الرؤية لتعبر الى التاريخ؟
و امريكا ماذا فعلت من بعد الحرب العالمية الثانية؟ أنتجت حروبا وصراعات من فيتنام وحرب الكوريتين، وفلسطين والعراق وافغانستان وسورية، وليبيا، وغزو الصومال.
حتما، من انزال النورماندي ومشروع مارشال «اعادة اعمار اوروبا « بعد الحرب العالمية الثانية، امريكا تغتصب العالم، واول قارة اغتصبتها هي اوروبا، واعلنت ابوة غير شرعية تاريخيا على اوروبا.
ومن لا يدري، فهل ستكون بداية خريف امريكا، واخر انتخابات رئاسية امريكية؟.. انا متفائل، وغالبا ما يكون الاباطرة المجانين وراء اندثار امبراطورياتهم.. وفي التاريخ فائض من امبراطوريات مندثرة ومنقوصة، وهالكة.
واما العرب اليوم قلقون ومحتارون بالانتخابات الامريكية اكثر من حرب غزة.. ومشغولون في فوز ترامب ام بايدن؟