كلنا شاهدنا في المبارة النهائية لكأس آسيا الأخيرة، التي جمعت منتخبنا الوطني الأردني البطل، و منتخب قطر، كيف قام الحكم الصيني باحتساب 3 ضربات جزاء غير مستحقة لمصلحة قطر، وذلك بشهادة أغلب محللي القنوات الرياضية، في سابقة ربما أراد بها الإتحاد الدولي لكرة القدم إرساء مبدأ في مباريات كأس آسيا، وهو إستخدام نظام الفار كواقع، وتقرير نتائج المباريات وأحداثها والمخالفات التي ترتكب فيها، بموجب هذا النظام.
لم يخضع الحكم الصيني، أو ربما حكم الفيديو، لمطالبات لاعبي منتخبنا الوطني وإصرارهم على الرجوع إلى نظام الفيديو لإحتساب ضربة جزاء مستحقة للأردن، رغم ان الحكم في قرارة نفسه يعلم أنها صحيحة، وفعلاً هذا ما حدث، بعد أن كان اللعب سجالاً سيطر فيه المنتخب الأردني على سير المباراة، وأحرز هدفاً من أجمل اهداف الكأس، ليقوم الحكم الصيني في نهاية الشوط الثاني بإحتساب ضربة الجزاء التي أحرزت قطر من خلالها هدفهم الثاني.
لم يكن مستوى هذا الحكم يرقى لأن يدير مباراة بهذه الأهمية فهو حكم ضربات الجزاء الذي اوقفه الإتحاد الدولي لكرة القدم على إثر تلقيه رشوة، ولقد كان واضحاً تردده، حتى بعد مشاهدة الفيديو، لإحتساب ضربة الجزاء... كذلك فإن الهدف الأول الذي أحرزته قطر جاء بعد قرار خاطئ آخر بإحتساب ضربة جزاء، وذلك أيظاً بشهادة جميع المحللين.
لقد أضاع هذا الحكم الصيني المتآمر الضعيف حلاوة المباراة النهائية، بعد أن كانت المباراة تسير بصورة طبيعية، وخاصة بعد إحراز الأردن هدف التعادل، في الشوط الثاني، والذي كان هدفاً مستحقاً.
إنني على يقين بأن كل من شاهد المباراة (فيما عدا قطر) يشعر بما أشعر به من مرارة و غصة في القلب، ليس فقط لخسارة الأردن، ولكن بسبب ما تتعرض له هذه اللعبه الكبيرة من تجارب إستخدام الفيديو في أهم حدث كروي وأهم محطة كروية، وهي نهائي كأس آسيا.
إنني ضد إستخدام التكنولوجيا في التحكيم بهذا الشكل وعلى هذا المنوال الظالم المنفر، ولكن كان يجب أن تستخدم من قبل الحكام الذين يتم إختيارهم للتحكيم في جميع البطولات في العالم ولم تقع بحقهم عقوبة أخلاقية كهذا الحكم الصيني، لكي يتمكنوا من إدارة المباريات والتواصل مع حكم الفيديو الذي وجب أن يكون على درجة عالية من النزاهة والدقة والعدل.
إن ما صدر من الطاقم التحكيمي لمباراة منتخبنا الوطني مع قطر من قرارات مُعاكسة إنما هو مسلسل طويل ومستمر من المهازل التحكيمية، والممارسات المقيتة التي ينتهجها الإتحاد الآسيوي في كيله بمكيالين، ومجاملة مُنتخبات على حساب أخرى، حيث تدخل في ذلك قوى مؤثرة تتغلغل في مفاصل لجانه، وتتحكم في مسار الأمور بإتجاه منتخبات بلدانها، وهذا واقع مرير تُعاني منه الإتحادات المستكينة والتي تسير على الجدار فلا تُؤثر في شيء، ولكنها أول من يتأثر بهذه الممارسات.
إنتقادات واسعة نالت من حكم اللقاء الصيني، والغريب في أمر هذا الحكم تحديدًا أنَّه مُثير للجدل في كثير من المباريات التي أدارها، ومع ذلك يستمر في وجوده ضمن النخبة الآسيوية ولمصلحة من؟!!.
الدكتور هيثم عبدالكريم احمد الربابعة
أستاذ اللسانيات الحديثة المقارنة والتخطيط اللغوي