زاد الاردن الاخباري -
كشف موقع عبري، مساء الثلاثاء، أن وزير المالية الإسرائيلي اليميني بتسلئيل سموتريتش يمنع دخول شحنة طحين (دقيق) أمريكي إلى قطاع غزة عبر ميناء أشدود؛ بدعوى أنها مخصصة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
ونقلا عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين لم يسمهم، قال المراسل الدبلوماسي لموقع "والا" باراك رافيد إن سموتريش يمنع دخول شحنة طحين ممولة من الولايات المتحدة إلى غزة؛ بدعوى أنه من المفترض أن توزعها "الأونروا" في القطاع الفلسطيني.
وقال مسؤولون أمريكيون كبار إن هذا "انتهاك للالتزام الذي قطعه رئيس الوزراء (الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو للرئيس (الأمريكي جو بايدن) شخصيا قبل بضعة أسابيع، وسبب آخر للإحباط الأمريكي الكبير من نتنياهو".
الموقع أوضح أن "شحنات الطحين إلى غزة كانت قضية أُثيرت على أعلى المستويات بين الولايات المتحدة وإسرائيل منذ أكثر من شهر، ووافق مجلس الحرب والمجلس الوزاري السياسي والأمني (الكابينت) على نقل الطحين من ميناء أشدود إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم".
وسبق لكل من بايدن ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن شكرا علنا الحكومة الإسرائيلية قبل بضعة أسابيع، لموافقتها على المساعدة في نقل شحنات الدقيق إلى غزة، التي تشن "إسرائيل" عليها حربا مدمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وعلى الرغم من كل الموافقات، إلا أن شحنات الدقيق لا تزال عالقة في ميناء أشدود منذ عدة أسابيع، بحسب الموقع.
وقال مسؤولون إسرائيليون كبار للموقع إنه "تم إبلاغ سموتريتش، المسؤول أيضا عن الجمارك، بأن شهادة الشحن تنص على أن المُستخدم النهائي للدقيق هو وكالة الأونروا".
وأضافوا أن سموتريش أمر الجمارك بعدم الإفراج عن شحنة الطحين من الميناء الإسرائيلي، طالما أنها متجهة إلى "الأونروا".
ويحاول منسق عمليات الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية اللواء غسان عليان حاليا "تغيير وجهة الشحنة من الأونروا إلى برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة حتى يُفرج سموتريتش عنها"، بحسب الموقع.
وحتى الساعة 17:50 (ت.غ)، لم يعقب سموتريتش ولا البيت الأبيض على ما أورده الموقع العبري.
ومنذ 26 يناير/ كانون الثاني الماضي، علقت 18 دولة، في مقدمتها الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي تمويلها "الأونروا"؛ استجابة لمزاعم إسرائيلية بأن 12 موظفا في الوكالة، من أصل 13 ألف في غزة، شاركوا في هجوم حركة "حماس" على قواعد عسكرية ومستوطنات محاذية لغزة في 7 أكتوبر، فيما أعلنت الوكالة أنها تحقق في هذه المزاعم.
وتأسست "الأونروا" بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1949، وتم تفويضها بتقديم المساعدة والحماية للاجئين في مناطق عملياتها الخمس، الأردن، وسوريا، ولبنان، والضفة الغربية، وقطاع غزة، حتى التوصل إلى حل عادل لمشكلتهم.
وحتى الثلاثاء، خلَّفت الحرب الإسرائيلية على غزة "28 ألفا و473 شهيدا و68 ألفا و146 مصابا، معظمهم أطفال ونساء"، بالإضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، بحسب السلطات الفلسطينية.
كما تسببت في دمار هائل وأزمة إنسانية كارثية غير مسبوقة، مع شح إمدادات الغذاء والماء والدواء، ونزوح نحو مليوني فلسطيني، أي أكثر من 85 بالمئة من سكان القطاع، بحسب الأمم المتحدة.
وللمرة الأولى منذ قيامها في عام 1948، تخضع "إسرائيل" لمحاكمة أمام محكمة العدل الدولية، أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة؛ بتهمة ارتكاب جرائم حرب بحق الفلسطينيين، وذلك في دعوى تقدمت بها جنوب إفريقيا.