جولة جلالة الملك عبدالله الثاني في عواصم القرار العالمي من واشنطن إلى أوتاوا ثم إلى لندن وباريس برلين تؤكد أن الرائد لا يخذل أهله، ويحمل همهم، ويمضي في رسالة إلى العالم يقول فيها إن وقف إطلاق النارعلى قطاع غزة أولوية إنسانية و يجب على العالم أن يقوم بواجبه ويضغط على العنت الإسرائيلي الذي يمضي في عقوباته الجماعية للشعب الاعزل والمدنيين الذين يدفعون ضريبة صم الاذان عن قضية احتلال وحصار وحرمان من الحرية وابسط الحقوق الإنسانية.
الأردن الذي حذر قبل البدايات وبعدها من آلة الحرب الاسرائيلية وسياسة الابادة الجماعية، تقدم على الجميع من استقراء مآلات الحرب مع قرابة خمسة أشهر تمضي وضعت هذه الحرب نحو مليون ونصف المليون من أبناء الشعب الفلسطيني في زاوية رفح المغلقة في 60 كم مربع، ثم أطلقت تلك الحكومة الاسرائيلية المجرمة حكمها بالاعدام على منظمة اممية ورمزية تعنى باللاجئيين الفلسطينيين وساندت العواصم المستهدفة بالزيارة الملكية إسرائيل بوقف مساهماتها في دعم الاونروا، إضافة إلى الاجهازعلى ما تبقى من المنظومة الصحية في مستشفيات القطاع بل ومنعت منظمة الصحة العالمية.
جلالة الملك الحاضر في المشهد دوما وبدبلوماسية نشطة يقطع العالم من غربه إلى شرقه، يخاطب قادته بضرورة الضغط على إسرائيل، ويبحث عن مخرج للنفق الاظلم في تاريخ البشرية، ويؤكد جلالته للعالم أهمية إيجاد تسوية سياسية تعالج جذور الصراع من أساسها، وأن حلول العنف والحرب لا يمكن لها أن تجر إلى مزيد من القتل والدمار وتوسع نطاق الصراع وامتداد امده إلى صراع إقليمي يدفع ثمنه ويندم عليه الجميع.
رسائل جلالة الملك اليوم محور اهتمام الساسة وقادة الرأي في العالم، وهم يرون أن تحذيراته السابقة جرت الجميع إلى الوقوف على أصابع قدميه فاقدا التوازن و الذي تدفع الإنسانية جمعاء ثمنه وضريبته فالساحة التي كانت تسمى غزة أصبحت تمتد على طول البحر الأحمر وجنوب لبنان فشمال العراق، واحتجاجات ومظاهرات العواصم المختلفة مرشحة لانفجار على الانظمة وتحرجها وتخرجها عن السيطرة.
إسرائيل التي راهنت على أسطورة القوة و تمترست خلف عقلية القلعة تهدم اليوم جسور السلام وتطبيع العلاقات التي وافق عليها العرب، وأقرتها قرارات مجلس الأمن الدولي 242، 338 والقاضية بحل الدولتين، واقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة، عاصمتها القدس، ستدفع ثمن توسع الصراع والنزاع، ولن ينعم الاقليم بالسلام والامن مع الفكر اليميني المتطرف الذي يجر نفسه وغيره الى هاوية الفوضى.